مَاذَا لَوْ قَرَّرْنَا الاحتفال بِعيدَ الحُبِّ؟ تصميم الصورة وفاء مؤذن |
إِنَّ |الحُبَّ |هوَ عُنْصُرٌ أَساسيٌّ مِنْ عَناصِرِ الحَياةِ، فَكَيْفَ يُمْكِنُنَا الاستمرار بِلَا حُبٍّ؟
إِكْسِيرُ الحَياةِ وَقَلْبُها النّابِضُ، يُزيلُ الهُمومَ وَيُعْطِي الرِّضَا لِتَّوَرُّقَ أَشْجارِ الحَياةِ بِأَبْهَى الحُلَلِ، فَعَلَى مَرِّ اَلْأَزْمانِ بَرَزَ الحُبُّ بِأَشْكَالٍ وَأَلْوانٍ عِدَّةٍ، كَاَلْتَصَوُّفِ والتَّعَبُّدِ لِلْخَالِقِ عَلَى طَريقَةِ شَمْسِ التَّبْريزيِّ وَجَلالُ الدّينِ الرُّومِيِّ
وَكَحُبٍّ صَافٍ وَنَقيٍّ لِأَبَوَيْنِ كافَحًا وَسَهَرًا وَكَانَا سَبَبًا مِنْ أَسْبابِ النَّجاحِ
وَلِأَخِ وَأُخْتِ دّاعِمينَ يَذْلْلَانِ الصِّعابَ لِبَعْضِيهُما كَيْ يَجْعَلوا مِنْ الحَياةِ أَقَلَّ قَساوَةً عَلَيْهُمْ
وَقَدْ يَكونُ هَذَا الحُبُّ مِنْ نَصيبِ ابْنٍ أَوْ ابنة أَوْ كحُبٍّ عُذْريٍّ يُلَوِّنُ الحَياةَ لِناظِريه.....
فِي مَقالِنا هَذَا، سَنَتَكَلَّمُ عَنْ عِيدِ الحُبِّ والْأَشْكالِ اَلَّتِي مِنْ المُمْكِنِ أَنْ نَحْتَفِلَ بِهَا فِي هَذَا اليَوْمِ لِنُتابِعَ...
هَلْ يُمْكِنُنَا الاحتفال بِالْفِالَنْتَايِنِ؟
طَبْعًا كُلٌّ مِنَّا يُمْكِنُهُ الاحتفال بِعيدَ الحُبِّ عَلَى طَريقَتِهِ
فَيُمْكِنُنا الاحتفال مَعَ شُرَكَائِنَا بِأَشْكَالٍ شاعرية أَوْ لِوَحَّدِنا بِدُونِ شَريكٍ
فَالْحُبُّ يُمْكِنُ أَنْ يَكونَ لِلنَّفْسِ أَيْضًا
فَمَثَلًا أَنْ تَجْلِبَ كَعْكَةً وَتُشارِكُها مَعَ أَفْرادِ عائِلَتِكَ هوَ أَمْرٌ لَطيفٌ جِدًّا، وَمِن المُمْكِنِ أَنْ نُحَوِّلَ هَذَا اليَوْمَ لِعاداتٍ جَيِّدَةٍ نشاركها مَعَ أَحِبّائِنا بِطُرُقٍ جَديدَةٍ وَغَيْرِ مُبْتَذَلَةٍ، تَمْنَحُنا السَّعادَةَ وَاَلْحُبورَ.
هَلْ هُنَاكَ طُرُقٌ مُحَدَّدَةٌ للاحتفال بِعيدِ الحُبِّ؟
لَا.... لَكِنْ يُمْكِنُنَا تَقْديمُ يَدِ العَوْنِ لَكَ لَوْ وَقَعَتْ بُحَيْرَةٌ مِنْ أَمْرِكَ
فَمَثَلًا يُمْكِنُكَ إِعْدادُ قائِمَةٍ موسيقيَّةٍ تُعَبِّرُ عَنْكَ وَعَنْ مَشاعِرِكِ، سَواءٌ أَكَانَتْ لَكَ لتستمع لَهَا أَوْ لِشَخْصٍ تُرِيدُ إِهْدَاؤُهَا إِيَّاهَا، فَهَذِهِ الفكرة الجَديدَةُ يُمْكِنُكَ إِتْباعُها والاستفادة مِنْ المُناسِبَةِ لِمُشارَكَةِ أَحَاسِيسِكْ مَعَ مِنْ تُحَبُّ
وَنَقْصِدُ بِمَنْ تُحِبُّ هُنَا أُمَّكَ، أَبَاكَ، أَخَاكَ، أُخْتَكَ، حَبِيبَكَ أَمْ زَوْجَكِ
كُلٌّ مِنْهُمْ يَصْلُحُ لِأَنْ يَكونَ الشَّخْصُ اَلَّذِي تُرِيدُ الاحتفال بِهِ وَإِهْدائُهُ هَذِهِ الهَديَّةُ، مِنْ المُمْكِنِ أَيْضًا أَنْ تَهْديَ نَفْسَكَ البَعْضَ مِنْ الوَقْتِ الهادِئِ لِلسَّيْرِ فِي الطَّبيعَةِ، أَوْ مُمارَسَةِ| التَّمارينِ الرّياضيَّةِ |اَلَّتِي تَجْعَلُ النَّفْسَ تَتَنَفَّسُ كَالْيُوغَا مَثَلًا
وَيُمْكِنُكَ مُشارَكَةُ هَذِهِ اللَّحَظاتِ مَعَ شَخْصٍ مُعَيَّنٍ أَيْضًا لَوْ أَرَدُتْ ذَلِكَ، كَمْا أَنَّهُ يُمْكِنُكَ زيارَةُ أَماكِنَ جَديدَةٍ لَمْ تَزُرْها مُسْبَقًا كَاَلْمَتْحَفِ مَثَلًا
جَرَّبٌ فِي هَذَا اليَوْمِ أَنْ تَكونَ سَائِحًا لِبَعْضِ الوَقْتِ مَعَ أَحَدٍ تُرِيدُ الاحتفال مَعَهُ، وَلَوْ كُنْتَ مُتَزَوِّجًا يُمْكِنُكَ مُشارَكَةُ |زَوْجِكِ |بِبَعْضِ الأَوْقَاتِ الجَميلَةِ وَمُشاهَدَةِ فيلْمِ شاعري
لَكِنْ لَا ِتَشْغِلِ أَفْلامِ رُعْبٍ أَبَدًا فَسَتَتَحَوَّلُ اللَّيْلَةَ لِقَلَقٍ، وَ|تَوَتُّرٍ| كَمَا أَنَّ القِراءَةَ وَرُكوبَ الدَّرّاجَةِ والْقيامَ بِرِحْلَةٍ ، كُلُّها أَفْكارٌ يُمْكِنُكَ فِعْلُها للاحتفال وَحْدِكَ أَوْ مَعَ أَيِّ شَخْصٍ تُرِيدُ.
لَكِنَّ ماهي أَصْلِ هَذِهِ المُناسَبَةِ وَلِمَاذَا اختير 14 مِنْ شَهْرِ فَبْرايِرَ للاحتفال بِهِ؟
تَتَحَدَّثُ| الأُسْطورَةُ |أَنَّ قِصَّةً حَدَثَتْ فِي القَرْنِ الثّالِثِ المِيلَادِيِّ، وَتَحْدِيدًا فِي عَصْرِ الإِمْبِراطوريَّةِ الرّومانيَّةِ حَيْثُ كَانَ الإِمْبِراطورُ كُلودْيوسْ الثَّانِي حَاكِمًا لِهَذِهِ الإِمْبِراطوريَّةِ
وَكَانَ فِي ذَلِكَ الوَقْتِ مَرَضُ| الطّاعونِ |والْجُدَريِّ أَحَدُ أَكْبَرِ التَّحَدّياتِ اَلَّتِي يواجهون، فَكَانَ هَذَانِ اَلْمَرَضانِ قَدْ تَسَبَّبًا بِوَفَاةِ أَكْثَرُ مِنْ 5000 شَخْصًا بِشَكْلٍ يَوْمِيٍّ مِنْ ضِمْنِهِمْ جُنودُ هَذَه الإِمْبِراطوريَّةِ
فَكَانَ النَّقْصُ فِي الجَيْشِ مُشْكِلَةً حَقيقيَّةً وَنَظَرًا لاعتقادهم آنَذَاكَ أَنَّ الجُنْديَّ الأَعْزَبَ أَقْوَى وَأَشَدَّ مِنْ الجُنودِ المُتَزَوِّجِينَ فَقَدَ حَظْرَ الإِمْبِراطورُ الزَّواجَ بَيْنَ الجُنودِ حَتَّى لَا يَنْشَغِلوا بِأَمْرٍ أَسْرِهِمْ
كَمَا أَنَّ هَذِهِ الفَتْرَةَ مِنْ التّاريخِ كَانَتْ قَدْ شَهِدَتْ اضطرابات داخِليَّةً بَعْدَ اغتيال الإِمْبِراطورِ السّابِقِ وَدَرْءًا لِلْخَطَرِ، قَامَ الإِمْبِراطورُ الجَديدُ باعتبار الإِمْبِراطورِ السّابِقِ إِلَهًا مِنْ الآلِهَةِ الرّومانيَّةِ وَجَبْرِ النّاسِ عَلَى عِبادَةِ الآلِهَةِ، وَعُوقِبَ اَلَّذِي يَرْفُضُ ذَلِكَ بِالْمَوْتِ.
مَا قِصَةُ القِدّيسِ فالِنْتايِنْ؟
لَقَدْ كَانَ القِدّيسُ فالِنْتايِنُ يُزَوِّجُ الجُنودَ سِرًّا، وَنَظَرًا لاضطهاد المَسِيحِيِّينَ مِنْ قِبَلِ اَلْرومانِ وَإِجْبَارِهِمْ عَلَى عِبادَةِ الآلِهَةِ الرّومانيَّةِ فَقَدْ حَرَقُوا كُتُبَهُمْ المُقَدَّسَةَ وَأَمَروا بتركهم لِديانَتِهِمْ المَسيحيَّةِ والالتحاق بِالدِّيَانَةِ الرّومانيَّةِ
وَبَعْدَ فَتْرَةٍ مِنْ الزَّمَنِ أَكْتَشِفُ أَمْرَ القِدّيسِ فِلِنْتَايْنَ، وَأَمَرَ الإِمْبِراطورُ بِحَبْسِهِ، وَعِنْدَمَا أَمْرَهُ بِتَرْكِ الدّيانَةِ المَسيحيَّةِ، لَمْ يُقْبَلْ وَأَمَرَ الإِمْبِراطورُ إِعْدامَهُ وَذَلِكَ يَوْمَ 14 فَبْرايِرَ مِنْ عَامِ 269 مِيلَادِي، وَأَمَرَ بَعْدَهَا البَابَا غُلُوغْيُوسْ بِتَعْيِينِ هَذَا اليَوْمِ يَوْمًا لِلْقَدِيسِ فالِنْتايِنْ عَامَ 496 مِيلَادِي.
مَاذَا لَوْ قَرَّرْنَا الاحتفال بِعيدَ الحُبِّ؟ تصميم الصورة وفاء مؤذن |
كَيْفَ انتشرت القِصَّةُ هَكَذَا؟
فِي القَرْنِ الرّابِعَ عَشَرَ لِلْمِيلَادِ أَخَذَتْ القِصَّةُ تَنْتَشِرُ فِي العالَمِ لِتُضَافَ عَلَيْهَا الصِّبْغَةُ العاطِفيَّةُ، لِتُصْبِحَ أَحَدَ أَشْهَرِ الرِّواياتِ الشَّعْبيَّةِ بَيْنَ النّاسِ، وَيَحْتَفِلُ بِهِ آلَافُ النّاسِ حَوْلَ العالَمِ بِإِعْتَبَارِهِ قَديسَ الحُبِّ، وَأَنَّهُ يَوْمًا يَجْمَعُ العُشّاقَ عَلَى خُطَى القِدّيسِ اَلَّذِي كَانَ قَدْ زَوْجَهُمْ سِرًّا.
فِي نِهايَةِ مَوْضوعِنا يَنْبَغِي لَنَا الإِشارَةُ إِلَى أَنَّ الحُبَّ يُمْكِنُ الاحتفال بِهِ كُلُّ يَوْمٍ فَلَا يُمْكِنُ أَنْ يُحْصَرَ بِتَارِيخٍ مُعَيَّنٍ أَوْ يَوْمٍ مُحَدَّدٍ وَلَوْ كُنْتَ تُرِيدُ أَنْ تُعَبِّرَ عَنْ حُبُّكِ فَقُمْ بِذَلِكَ بِالْوَقْتِ اَلَّتِي تُرِيدُهُ واجعل مِنْهُ تَارِيخًا خَاصًّا بِكَ تحتفل بِهِ سَنَوِيًّا
فَالْحُبُّ أَجْمَلُ مَا فِي الوُجودِ وَلَا يُمْكِنُ تَحْمِلُ مَشَقَّةِ الحَياةِ بِدُونِهِ
فَحَبُّ اللَّهِ والْأَهْلُ والأصدقاء والْأُخوَّةُ والْأَزْواجُ لِبَعْضِهِمْ هِيَ غايَةُ هَذِهِ الحَياةِ.
وَدُمْتُمْ بِأَلْفِ خَيْرٍ.
ميس الصالح
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك