قصَّةُ تأسيسِ جامعة القاهرة تصميم الصورة وفاء مؤذن |
كان حاكم مصر محمد علي باشا يرى بأنَّ مصر متأخرة جداً عن العالم وخاصةً عن أوروبا، حيث كان يتطلَّع دائماً لجعل مصر قطعة من أوروبا.
للخوضِ في هذا الحديث أكثر، تابعْ معنا هذا المقال.
قام |محمد علي| باشا باختيار بعض الطلبة الذين كان من ضمنهم أفراد من العائلة المالكة لكي يسافروا إلى| أوروبا|، ويتعرَّفوا على نظام الحياة ونظام التعليم المُتَّبعة فيها، بغية محاولة تطبيقها في مصر.
وبالفعل بدأت تنطلق البعثات الطلابية من |مصر| إلى أوروبا، حيث استقبلت كل الدول الأوروبية تقريباً بعثات الطلبة المصريين
كان منهم "رفعت طهطاوي" الذي سافر إلى باريس وانبهر بكلِّ شيءٍ فيها، فكانت باريس ملهمته في تأليف كتابه المشهور جداً: تخليص الإبريز في تلخيص باريس
كما انبهر الطلبة المصريين من فكرة |الجامعات |في أوروبا، وكيف أن كل جامعة مقسمة إلى كليات، ويتم في كل كلية تدريس نوع محدد من العلوم المختلفة، يتم تدريسه من قبل مدرسين متخصصين في ذلك العلم
وكيف يحصل الطلاب على شهادات جامعية وشهادات أيضاً في الماجستير والدكتوراه
كل تلك الأشياء لم تكن معروفة أبذاً في مصر آنذاك.
عاد الطلبة المصريين إلى بلدهم ...
حاملين قدراً كبيراً من المعرفة عن النظم التعليمية الحديثة، إضافةً لقدرٍ عالٍ من الحماس لتطبيق تلك النظم في دولتهم، وبالفعل حال عودتهم قاموا برسم سيناريوهات لتنفيذ تلك الخطط في مصر، ثم عرضوها على محمد علي باشا.
بعد ذلك وفي سنة ١٨٢٠ ميلادي قام محمد علي بتأسيس مدرسة المهندسخانة المعروفة حالياً باسم هندسة القاهرة، ثم أسس في سنة ١٨٢٧ المدرسة الطبية المعروفة حالياً بكلية الطب في جامعة القاهرة.
عند موت محمد علي باشا تم إغلاق المدرستين للأسف، وذلك لأنه لم يكن أحد من أولاد محمد علي متحمس لتلك الأفكار، ولكن على الرغم من ذلك كانت المدرستان حجر الأساس في تأسيس جامعة القاهرة.
استمرت مصر خالية من أي مركز تعليمي باستثناء |الجامع الأزهر| الذي كان منارة العلم في القطر المصري آنذاك إلى حين ظهور مصطفى كامل ومحمد فريد اللذَين قاما بإطلاق حملة شعبية كبيرة جداً تطالب بإنشاء جامعة مصرية حديثة.
في سنة ١٩٠٤ ميلادي
بدأ مصطفى كامل ينشر في جريدة اللواء الخاصة به مطالبات بإقامة جامعة للمصريين كباقي الدول المتطورة
وفعلاً قام السياسيين والكتَّاب والنخبة المصرية ككل بالاستجابة لمناشدات مصطفى كامل، وبدؤوا جمع الأموال لإنشاء الجامعة، ولكن المبالغ اللازمة لإنشاء مشروع كالجامعة كانت أكبر من استطاعتهم.
إلى هنا عزيزي القارئ نكون قد وصلنا لنهاية الجزء الأول، إذا كنت تودُّ معرفة بقية التفاصيل تابعْ معنا الجزء الثاني.
آية الحمورة
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك