ماهي نظرية التطور وما علاقتها بالنبي آدم والإنسان الحجري تصميم ريم أبو فخر |
-إذا كانت الكائنات الحية بالفعل تطورت بهذه الطريقة، فهل يندرج الإنسان تحت هذه القائمة؟
-وإذا لم تكن نظرية التطور موجودة بالفعل أو لم تكن حقيقة فهل هذا يعني عدم وجود إنسان حجري؟
- وإذا كانت نظرية التطور حقيقة مثبتة فهل هذا يعني وجود إنسان حجري؟
- وإذا كان الإنسان الحجري موجود بالفعل سواء كانت نظرية التطور حقيقة أو لا فما هي علاقة النبي آدم بهذا الموضوع بما أنه يعتبر أول البشر؟
-هناك الكثير من التساؤلات التي تجول في عقل أي إنسان أمعن التفكير بنظرية التطور.
فماهي نظرية التطور
|نظرية التطور| التي سنتحدث عنها هي النظرية المتعلقة بالعالِم" |تشارلز دارون|"، وهو من أصل إنكليزي ولد في عام ١٨٠٩ ميلادي من عائلة ثرية وتحب العلم والمعرفة، فقد كان والده طبيب وكان جده عالم ومؤلف كتب، وكانت عائلته تعتنق الديانة المسيحية الموحدة، وذلك يعني بأنهم يؤمنون بسيدنا عيسى على أنه نبي وتؤمن بوحدانية الله.
- كبر دارون وقبل أن يبلغ من العمر ما يؤهله لدخول الجامعة، عمل مع والده كطبيب مساعد وتحديداً عند ذهابه لمساعدة وعلاج الفقراء، وفي نفس الوقت كان يخاف من هذا العمل بسبب خوفه الشديد من رؤية الدماء، فقد كان منظر الدماء يثير اشمئزازه، وهذا الأمر أزعج والده فقد كان يأمل بدخول ابنه الجامعة ليدرس الطب البشري.
-وعند ذلك قرر والده أن يرسله إلى كلية المسيح في كامبريدج ليدرس فيها ويصبح قسيس، وبالفعل ذهب دارون إلى هناك ولكن عكس ما أراد والده فقد درس الفنون، وتخرج منها ببكالوريوس فنون.
- وبعد تخرجه من الكلية على الفور، خرج في رحلة بحرية خاصة بالملكية البريطانية، وكانت مهمة هذه الرحلة الاستقصاء والاستكشاف، والبحث عن الكائنات الحية واستكشافها وتشريحها وما إلى ذلك، وتعتبر |رحلة علمية| بحتة وكانت مدتها خمس سنوات، وبالرغم من رفض والده في البداية لكنه اضطر في النهاية أن يستسلم لطلب ابنه، وذلك بسبب إصراره على الذهاب في هذه الرحلة، ليحقق حلمه منذ الصغر وهو دراسة |التاريخ الطبيعي| المتعلق بالكائنات الحية والفطريات وغيرها من المواضيع في نفس المجال.
-وبالرغم من أنه لم يستطع أن يدرس هذا العلم كتخصص في الجامعة، إلا أنه كان دائماً يقرأ كتب متعلقة بالتاريخ الطبيعي، وكان كثيراً ما يجلس مع علماء مهتمين بهذا الموضوع لدرجة أنه كون صداقات معهم، فكانوا أول من رشحه ليكون معهم في هذه الرحلة البحرية. وبالمختصر فقد كانت فرصة عظيمة له.
ماهي نظرية التطور وما علاقتها بالنبي آدم والإنسان الحجري تصميم ريم أبو فخر |
وبالفعل تحقق حلم دارون
وخرج بهذه الرحلة برفقة أصدقائه من |العلماء|، وكان دائماً منغمس في تشريح الكائنات الحية سواء كانت حشرات أو حيوانات صغيرة، وكان يسجل ملاحظاته على ورق ويحتفظ بها طوال هذه الرحلة التي استمرت خمسة أعوام، وبعد انتهاء هذه الرحلة أعلن دارون عن فكرته حول نظرية التطور.
- ووضع هذه النظرية في كتاب كان قد ألفه وهو" |أصل الأنواع|"، وتقول نظرية التطور هذه " أن كل الكائنات ترجع إلى أصل أو أصول محددة بسيطة، وأن هذه الأصول تمكنت من التطور مع مرور الزمن ويقصد هنا ملايين السنين، عن طريق شيء يسمى الانتخاب الطبيعي".
-وذلك يعني أن مؤثرات الطبيعة ساعدت بعض هذه الكائنات على التطور والاستمرار، بينما أنها لم تتمكن من مساعدة كائنات أخرى على التطور مما أدى إلى انقراضها، وعلى سبيل المثال، حيوان ما يأكل بشكل طبيعي ولكن تغيير المؤثرات الطبيعية أثر على كمية أكله مما أدى إلى موته وعدم تكاثره، ومن الممكن وجود حيوان آخر كان يأكل حشرات بشكل طبيعي ولكن جاءت مؤثرات طبيعية منعت تواجد هذه الحشرات فتطور وأصبح يأكل حيوانات أخرى وتمكن من التكيف والاستمرار والبقاء، فكائن انقرض بسبب عوامل الطبيعة وعدم قدرته على التعايش، وآخر تمكن من التكيف وإيجاد حل بديل يضمن له البقاء والوجود، وهذا هو |الانتخاب الطبيعي| بشكل بسيط جداً.
أما عن نظرية التطور المتعلقة بأصل الإنسان
تقول أن أصل الإنسان يعود لنوع من |القردة| نشأ عنه فصيلتان الأولى سميت" جيبونات" والثانية سميت " القردة العليا"، وتفرع من فصيلة القردة العليا فصيلتان " الأولى أورغوزونات والثانية أشباه الانسانيات"، ومن أشباه الانسانيات تفرع أشباه البشر ومنها جاء البشر.
- وبشكل أوضح ومبسط وبناءً على شجرة |أصل الإنسان| فالمفروض وجود شيء مشترك بين الإنسان والقردة، ويقال أن هذه العملية استمرت ملايين السنين لتخرج هذه الفصائل ومن ضمنها الإنسان الذي هو بالأصل قرد حسب نظرية التطور وله علاقة بأنواع القردة كالشمبانزي والغوريلا وبعض أنواع أخرى من القرود.
- والفصائل التي اندرجت من عائلة القرود اختلفت بناء على نظرية الانتخاب الطبيعي، وأيضاً هناك نوع من القرود تطورت وتغير شكلها وعقلها وهناك نوع لم يخضع للتطور، فهل هذا الشيء صحيح؟
- من الناحية العلمية فإن الحمض النووي للإنسان متشابه بنسبة تسعين بالمئة مع الحمض النووي للقرود، وأن أول ظهور للإنسان كان قبل ٣٠٠ ألف سنة بناء على جمجمة تم اكتشافها في المغرب، والتي تشبه جمجمة الإنسان وجمجمة القرد، لكنها متوسطة بينهم فلا هي لقرد ولا هي لإنسان، وكأنه كان يمر بمرحلة من مراحل التطور والتي تعتبر نقلة نوعية.
-وبناءً على شجرة أصل الإنسان واستكمالاً لموضوعنا الأساسي، هذا يعني أن |الإنسان الحجري| موجود سواء كان من أشباه البشر أو من أشباه الإنسانيات.
-فكل الكلام الذي تحدثنا عنه هل هو علمي ومعقول ومنطقي؟!
ماهي نظرية التطور وما علاقتها بالنبي آدم والإنسان الحجري تصميم ريم أبو فخر |
ولكن هل من المعقول وجود إنسان بدائي أو حجري
على سبيل المثال، فهو إنسان عاجز عن تدبير أمور حياته، فهو لا يعرف أن يتكلم ولا يعرف كيف يبني منزل لا يستطيع التعايش والتكيف مع ظروف الحياة.
- ولكن من وجهة نظر أخرى، إذا كان الله تعالى قد كرم الإنسان، فكيف هناك من يأتي ليقول بأن |أصل الإنسان قرد|؟!
وإذا كان هناك بعض الناس الذين يقتنعون بهذا الكلام، فنحن على يقين بوجود سيدنا آدم والذي تؤمن به كل الأديان على وجه العموم، حيث أنه يعتبر أول الأنبياء وأبو البشر وأولهم آدم عليه السلام.
- لم يكن لسيدنا آدم أب أو أم، فلم يكن مرتبط بشجرة عائلة ولم يكن فصيل من أصل، بل هو أصل البشر.
فقصة آدم التي نعرفها دينياً والمتفق عليها بجميع الأديان، تناقض النظرية التي تقول بأن أصل الإنسان قرد وتطور.
قد يأتي أحدهم ليفصل بين الأمرين، معتبراً أن هناك بعد ديني وعلمي بين كلا الفكرتين، وهذه الفكرة خاطئة فالدين له علاقة بالعلم وبالمقابل فالعلم له علاقة بالدين، وفصلهما عن بعضهما البعض يعتبر في قمة التخلف.
- وعلى سبيل المثال فيما يخص الدين والعلم، فالدين الإسلامي شرح وفسر عدة أمور علمية لم يكتشفها العلماء إلا بعد مرور ألف سنة، وجميعها كانت موجودة بالقرآن، فمن الخاطئ أن يكون المسلمون على وجه خصوص مؤيدين للفصل بين الدين والعلم.
فمن المستحيل أن يكون هناك تناقض بين الدين والعلم، فهل من المعقول أن يكون رأي العلم مناقض تماماً للدين؟! وحتى أن نظرية التطور لم تثبت علمياً و مناقضة ومخالفة للدين تماماً، واختصاراً لكل هذه الحوارات و الآراء، لا يوجد إنسان أصله قرد، فالإنسان بدأ مع وجود أول كائن بشري وهو |النبي آدم| عليه السلام.
- النبي آدم عليه السلام علمه الله تعالى، وذلك يعني أن النبي آدم عندما نزل إلى الأرض كان متعلم، ومن هذا المنطلق فحتى مع بداية وجود البشر لم يكن هناك ما يسمى بالإنسان الحجري، فالإنسان منذ نزوله على الأرض كان إنسان عاقل ولم يكن بدائي.
- وإذا كان الله قد خلق سيدنا آدم |أول البشر| إنسان عاقل والله علمه فهل من الممكن أن يكون أحد أولاد آدم أو أحفاده أو حتى أجيال بعده بدائيين؟!
وبالطبع هذه النظرية خاطئة وإليك ما يثبت عدم صحتها،
فبعد النبي آدم بعث النبي ادريس عليه السلام، والذي علم الناس السياسة المدنية، وبنى لهم ١٨٨ مدينة، وكان هو أول من خطّ بالقلم.
-وذلك يعني أن الأنبياء عندما يبعثون لقوم ما، رسالتهم لا تقتصر على الأمور الدينية فقط، وإنما كانوا يطورون تفكيرهم من الناحية العلمية، وقد أرسل الله تعالى لكل قوم نبي، فهل يعقل أن تكون كل هذه الأقوام بدائية ومتخلفة؟! .
- وسواء كانوا قد آمنوا برسالة النبي واتبعوها أم لا فإن العلم قد وصل لهم، فحتى أن لم يأخذوا بالأمور الدينية لابد لهم من معرفة الأمور العلمية وتعلمها.
ماهي نظرية التطور وما علاقتها بالنبي آدم والإنسان الحجري تصميم ريم أبو فخر |
- بعيداً عن الدين وعن الفرضيات والنظريات العلمية المتعددة.
سنتحدث قليلاً عن الميثولوجيا
هل تعلم أن كل أساطير الشعوب عندما تتحدث عن |بداية البشر| تخبرك بأنه بالأصل كان هناك كائن بشري واحد من خلاله تكونت البشرية؟!
- حتى الأساطير تكرم البشر من ناحية أصولهم وتكوينهم وبداية وجودهم على الأرض، وحتى أن هذه الأساطير عندما تربط أول بشري بأصل تخبرك بأن أباه وأمه آلهة، وذلك يعني أن الإنسان مصان ومكرم منذ قديم الأزل، فإما أن يكون ابن الآلهة بنظرية وأساطير الشعوب، أو أن يكون كائن بشري خلقته الآلهة، فمن ناحية الدين الإسلامي فإن الله تعالى قد خلق آدم.
- فإذا لم يكن هناك |إنسان حجري| ولا نظرية تطور فكل هذه ٣٠٠ عام منذ ظهور أول بشري ما قصتها؟
- هناك فرق ما بين عمر الأرض وعمر الإنسان على الأرض، جميعنا نعلم أن الأرض كانت موجودة قبل وجود الإنسان بملايين السنين، وقبل أن يعيش الإنسان على الأرض كان هناك كائنات سواء كانوا ديناصورات أو جن، سواءً حتى لو فرضنا أن الحن والبن فعلاً كانوا موجودين على الأرض.
- فمن الممكن أن تكون هذه الجماجم المكتشفة حديثاً تعود لكائنات موجودة قبلنا، وذلك لا يعني أنها تعود لأسلافنا فنحن شيء وبقية الكائنات الأخرى شيء آخر، فنحن ترجع أصولنا لسيدنا آدم عليه السلام، وتلك الكائنات تعود لمخلوق خلقه الله تعالى، وليس هناك أي صلة بيننا وبينهم.
- فهل من الممكن أن تكون هذه الجمجمة التي ترجع لما قبل ٣٠٠ عام لإنسان وتكون هذه بالفعل مدة وجودنا على الأرض؟!
وبناءً على هذا التساؤل سوف نقوم بحساب عمر البشر بالاعتماد على روايات المؤرخين وبعض من الاسرائيليات والأحاديث الدينية.
سنقوم بجمع بعض المعطيات التي ستساعدنا في معرفة وحساب عمر البشر
برقم تقديري غير مثبت مئة بالمئة فقد يزيد أو ينقص.
أولاً عمر النبي آدم عليه السلام ١٠٠٠عام، والأمر الثاني موجود في أحاديث الرسول عليه الصلاة والسلام وهو أن الفرق ما بين النبي آدم وسيدنا نوح عشرة قرون، والنبي نوح عليه السلام عاش في الأرض ٩٥٠ عام، وأيضاً ما بين النبي نوح عليه السلام والنبي إبراهيم عليه السلام عشرة قرون وهذا مذكور في الأحاديث النبوية، ويقال أن عمر النبي إبراهيم على الأرض ما بين ١٨٠ إلى٢٠٠ عام، وبهذه الطريقة نكون قد وصلنا إلى ٤١٥٠عام حتى زمن وفاة النبي إبراهيم عليه السلام.
ويذكر ابن عباس أن الزمن ما بين النبي إبراهيم عليه السلام والنبي موسى عليه السلام ٧٠٠عام، ويقال أن النبي موسى عليه السلام عاش ١٢٠ عام، ويقول ابن عباس أيضاً أن الزمن ما بين النبي موسى والنبي عيسى عليهم السلام ١٥٠٠عام، والمعروف عندنا أن النبي عيسى رفع إلى السماء بعمر ٣٣ عاماً.
- مجموع السنوات الذي وصلنا إليه حتى الآن هو ٦٥٠٣عام، نزيد عليه الزمن الذي كان ما بين النبي عيسى وسيدنا محمد عليه السلام وهو ٥٧٢عام، ونزيد عليهم عمر الرسول عليه السلام وهو ٦٣عاماً، والمدة الزمنية ما بيننا وبين وفاة الرسول وهي ١٣٨٨عام. فمجموع المدة الزمنية ما بين زمننا هذا وزمن النبي آدم هو ٨٥٢٦ عام تقريباً، قد تزيد أو تنقص بناءً على دقة المؤرخين.
والأمر المؤكد أنه من المستحيل أن تصل ٣٠٠ ألف عام.
بشكل أو بآخر فإن هذه هي وجهة نظري من ناحية الإنسان الحجري ونظرية التطور إذا كنت عزيزي القارئ متفق معي في بعض الجزئيات ومختلف في البعض الآخر شاركنا رأيك😍
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك