سلسلة كائنات دقيقة ولكن بفعّالية كبيرة - الجزء الحادي عشر- تصميم الصورة : ريم أبو فخر |
تعتبر الفيروسات من أكثر الكائنات انتشاراً على |سطح الأرض|، كما أنّها من أهم مسبّبات الأمراض للإنسان.
ما هو التّركيب الكيميائي للفيروسات؟ وهل للفيروسات أشكالاً مختلفة؟ وكيف تستطيع الفيروسات إصابة الكائنات الحيّة بالأمراض؟ وهل يمكننا اعتبار الفيروسات من الكائنات الحيّة ولماذا؟
الفيروسات هي أصغر "مادّة" -إن صح التّعبير- تستطيع إصابة الكائنات الحيّة.
يتراوح حجم |الفيروسات| ما بين 20 وحتّى حوالي 400 نانومتر، ولا يمكن للبشر رؤية الفيروسات إلّا باستخدام |المجهر الإلكتروني|.
هل تعتبر الفيروسات كائنات حيّة؟ ولماذا؟
في الواقع لا يمكننا تصنيف الفيروسات من الكائنات الحيّة؛ وذلك للعديد من الأسباب ومن أهمّها:
1- لأنّ الفيروسات لا تستطيع أن تقوم بالعمليّات الحيوية الّتي تقوم بها خلايا الكائنات الحيّة مثل النّموّ والتّنفّس والتّغذية وغيرها من العمليّات الحيويّة.
2- لا تملك الفيروسات على مكوّنات الخليّة الحيّة مثل الميتوكوندريا وجهاز كولجي وغيرها من المكوّنات.
3- لا يمكن للفيروسات أن تتضاعف وتتزايد أعدادها خارج خلايا |الكائنات الحيّة| الأخرى.
هل تتكاثر الفيروسات؟
كما ذكرنا لا تستطيع الفيروسات بالقيام بأي عمليّة حيويّة خارج خلايا الكائنات الحيّة الأخرى، ولذلك إنّ عمليّة ازدياد أعداد الفيروسات تسمّى "الاستنساخ" أو Replication، وتتم بالاعتماد على بعض مكوّنات الخلية الحيّة المصابة.
ما هو التّركيب الكيميائي للفيروسات؟
تتكوّن الفيروسات بالمجمل من:
1- حمض نووي DNA أو RNA.
2- غلاف بروتيني يحيط بالحمض النّووي والّذي يسمى بـ Capsid.
هل تصيب الفيروسات عوائلها بشكل عشوائي؟
في الواقع الفيروسات شديدة التّخصّص، أي أنّ لكل نوع من الفيروسات عائل محدّد يستطيع إصابته.
فهناك فيروسات تصيب الإنسان وأنواع أخرى من الفيروسات تصيب النّباتات، كما أنّ هناك فيروسات تصيب البكتريا.
وعلى سبيل المثال يوجد فيروسات تصيب |الجهاز التّنفسي| عند الإنسان لا تستطيع إصابة الجهاز الهضمي، وهناك أنواع من الفيروسات تصيب نوع محدّد من النّباتات لا تستطيع إصابة نباتات أخرى.
هل للفيروسات أشكالاً مختلفة؟
هناك العديد من الأشكال المختلفة للفيروسات: مثل الشّكل الحلزوني Helical، والخيطي والعصوي وغيرها من الأشكال.
ماذا لو لم يكن الفيروس محاطاً بغلاف بروتيني؟
في هذه الحالة يسمّى هذا الكائن فيروئيد "viroids" وهو عبارة عن حمض نووي فقط غير محاط بغلاف بروتيني، كما أنّه أصغر حجماً من الفيروس، ويستطيع الـ Viroids أن يصيب النّباتات بالأمراض.
كيف تستطيع الفيروسات أن تدخل إلى الخلية الحيّة؟
إنّ عملية دخول الفيروس إلى الخلية الحيّة تمر بالعديد من المراحل يطول شرحها، ولكن دعونا نختصر الموضوع ببضعة نقاط:
1- الالتصاق Adsorption:
في هذه المرحلة يلتصق الفيروس بخلية العائل عن طريق زوائد تتوضّع على الغلاف البروتيني للفيروس، تلامس الزّوائد مستقبلات Receptors خاصة تتواجد على سطح الخلية الحية، إذا حدث تفاعل ما بين الزّوائد والمستقبلات هذا يعني أنّ الخلية يمكنها أن تكون عائلاً لهذا الفيروس، لأنّه وكما سبق وذكرنا أنّ الفيروسات متخصّصة، وهذا يؤدّي لارتباط الفيروس بالخلية عند موضع الاستقبال.
2- الاختراق Penetration:
يقوم الفيروس باختراق غشاء الخلية بالعديد من الطّرق الّتي تختلف تبعاً لاختلاف نوع الفيروس.
3- نزع الغلاف Uncoating:
يتخلّص الفيروس من الغلاف البروتيني ويتحرّر الحمض النّووي داخل خلية العائل، ليصبح جاهزاً للبدء بعملية الاستنساخ.
أتمنّى أن تكون هذه المعلومات مفيدة وسلسة، تابعوني في المقالات القادمة لنتعرّف على بعض أنواع البكتريا بالتّفصيل.
بيان فتاحي
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك