هل تريد الولايات المتحدة خفض أسعار النفط أم رفعها؟ - الجزء الأول - تصميم الصورة : وفاء المؤذن |
قرارات "أوبك+" والمناورات الأمريكية
قررت دول "أوبك+" الالتزام بمخططاتها في الإنتاج، فلجأت الولايات المتحدة إلى محاولة الاتفاق مع الصين واليابان، ثم وصل بها الأمر إلى حد التهديد بالاستهداف المباشر لمنتجي النفط، فما الذي تستطيع الولايات المتحدة فعله مع دول "أوبك+"؟ وكيف تخطط لإقناع الصين واليابان والهند للوقوف بجانبها ضد دول "أوبك+"؟ وما هي الأسباب الحقيقية وراء ارتفاع سعر النفط؟ وما هو قانون "نوبك" الذي تستخدمه الولايات المتحدة للضغط على دول "أوبك+"؟ وأين هم منتجي النفط الصخري الأمريكي من كل ما يجري؟ كل تلك الأسئلة وغيرها سنناقشها في هذه المقالة فتابعونا.
إدارة "ترامب" أرادت رفع أسعار النفط
في شهر أيار عام 2020، وصلت ثمانية عشرة ناقلة نفطٍ سعوديةٍ إلى سواحل الولايات المتحدة الأمريكية، مع حمولةٍ تزيد عن ستة وثلاثين مليون برميلٍ من النفط الخام، ولكن بعض كبار القادة الأمريكيين وعلى رأسهم الرئيس السابق "دونالد ترامب" لم يعجبهم ذلك، واتهموا "أوبك+" بأنها تحاول إغراق السوق بالنفط، لتخفيض أسعاره وضرب المنتجين الأمريكيين للنفط الصخري، فالولايات المتحدة أرادت حينها أن يترفع |سعر النفط| لكي تحمي منتجي النفط الصخري الأمريكي من الإفلاس.
عندما ارتفع سعر النفط أرادت إدارة "بايدن" تخفيضه
في شهر تشرين الأول 2021، ارتفع سعر النفط إلى أقصى حدٍ له منذ سبع سنوات، فثار غضب الأمريكيين وبدؤوا يضغطون على دول "أوبك+" لإنتاج كمياتٍ أكبر من |النفط الخام| لكي ينخفض سعره، فارتفاع سعر النفط الخام أدى إلى ارتفاع سعر البينزين، وهذا ما يشكل ضغطاً مادياً كبيراً على الناخبين الأمريكيين، فما الذي تريده الإدارة الأمريكية؟ هل تريد النفط بأسعارٍ منخفضة ليرتاح الناخب الأمريكي، أم تريده مرتفعاً ليرتاح منتجو النفط الأمريكي؟
لماذا انخفضت أسعار النفط إلى في سنة 2020؟
قبل الإجابة عن السؤال الأخير، يجب العودة في الزمن قليلاً، لكي نعرف ما الذي جعل سعر النفط يرتفع إلى هذا الحد، بعد أن كان لا يتجاوز خمسةً وثلاثين دولاراً في منتصف 2020، ففي ذلك الوقت، اتّخذت معظم الدول وفي مقدمتها الدول الاقتصادية العظمى، الكثير من التدابير لمكافحة انتشار "|كورونا|"، فاتّبعوا سياسات الإغلاق للكثير من المنشآت والمصانع، فانخفض استهلاك النفط في جميع أنحاء العالم.
لقاحات كورونا فجّرت أسعار النفط
عانت الدول المنتجة للنفط طوال سنة 2020، من قلّة الطلب على النفط، وانخفاض أسعاره، ومع ظهور لقاحات "كورونا"، بدأت الحياة تعود إلى طبيعتها، فعادت معظم الدول إلى فتح منشآتها وإلغاء القيود المفروضة عليها، فبدأ |النشاط الاقتصادي| يعود إلى مستوياته السابقة لفترة الإغلاق، فازداد فجأةً الطلب على مختلف |مصادر الطاقة| وفي مقدمتها النفط الخام، فارتفعت أسعار النفط بسرعةٍ حتى وصلت إلى ما هي عليه اليوم.
اقرأ المزيد ...
سليمان أبو طافش
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك