عندما كان الألمنيوم أغلى من الذهب - الجزء الأول - تصميم الصورة : وفاء المؤذن |
لماذا اجتاحت ألمانيا حليفتها المجر؟
عندما أشعل هتلر فتيل الحرب العالمية الثانية، كان معتمداً على امتلاكه أكبر مصدرٍ للألمنيوم وقتها، فقد كان ضامناً وجود المجر في جانبه، وكانت المجر آنذاك الدولة الأولى عالمياً في احتياطي مادة "البوكسايت"، التي تعتبر المادة الخام للألمنيوم، وكانت الخامات المجرية هي الأكثر جودةً في العالم كلّه، وذلك كان المورد الأساسي لهتلر الذي سمح له ببناء ترسانته من الأسلحة وخاصةً الطائرات، وهذا ما جعل |هتلر| يجتاح المجر سنة 1944 عندما فكّرت بإبرام صفقةٍ من الحلفاء ومغادرة الحرب.
بريطانيا حوّلت أدوات المطبخ إلى أسلحة
في بريطانيا لا يوجد الكثير من خامات "البوكسايت"، وكان جلب تلك الخامات من الولايات المتحدة أو المستعمرات البريطانية محفوفاً بالكثير من المخاطر، فالسفن التي ستحمل تلك الخامات ستكون فريسةً سهلةً للغواصات الألمانية المتقدمة والمنتشرة في كل مكان، وهذا ما جعل |الحكومة البريطانية| آنذاك تناشد الشعب البريطاني لكي يتبرّع بكل ما لديه من أوانٍ منزليةٍ من الألمنيوم لصالح المجهود الحربي، لكي يتمِّ تحويلها إلى أسلحة، وهذا فعلاً ما حصل.
من الذي جعل الألمنيوم يغزو كافة مجالات الحياة؟
أصبح معدن الألمنيوم متوفراً بكثرةٍ اليوم، ويستخدم في الكثير من الصناعات، ولكنه لم يكن متوفراً لهذه الدرجة قبل قرنٍ ونصفٍ من الآن، ويعود الفضل في وفرة الألمنيوم الحالية إلى شخصين هما الفرنسي "بول هيرولد" والأمريكي "تشارلز هول"، وقد جمعت هذين الشخصين مجموعةٌ من الصدف الغريبة، فما هي قصة هذين الرجلين مع الألمنيوم؟ وما الذي فعلاه لجعل تلك المادة المهمّة متوفرةً على النحو الذي نراه اليوم؟ وما هي تلك الصدف التي جمعتهما؟
اكتشاف الألمنيوم لأول مرة
تم اكتشاف الألمنيوم قبل قرنين من الزمن فقط، فهو عادةً لا يتواجد منفرداً في الطبيعة، بل يكون مع عناصر أخرى، وفصله عن تلك العناصر لم يكن سهلاً، وأوّل من أعلن عن اكتشاف الألمنيوم كان العالم الإنكليزي "|همفري ديفي|" الذي اكتشف أولاً ما يسمى أكسيد الألمنيوم، وهو مركبٌ من الألمنيوم والأكسجين، ولكنه لم ينجح في فصل الألمنيوم عن الأكسجين أبداً، حتى قام العالم الفرنسي "بيير بارتيه" سنة 1821 باكتشاف خامات تحتوي على أكسيد الألمنيوم فأسماها "البوكسايت" نسبةً لمكان اكتشافها، ثم تبين أن هذه الخامات متوفرةٌ في الكثير من دول العالم.
اقرأ المزيد...
سليمان أبو طافش
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك