هل تعاقب روسيا الجميع وتدمر القطاع التكنولوجي الأهم في العالم -الجزء الثالث تصميم وفاء المؤذن |
القرارات الأمريكية ضد روسيا
- وفي نفس اليوم الذي دخلت فيه |القوات الروسية| إلى |أوكرانيا|، أعلن البيت الأبيض عن فرض مجموعة جديدة من العقوبات، هدفها الرئيسي فرض حظر على بيع أشباه الموصلات لروسيا، وبناءً على هذا الحظر، لايمكن لأي شركة في العالم، تستخدم أي تكنولوجيا أمريكية في إنتاج هذه الرقائق، أن تبيع رقائق إلكترونية معينة لروسيا.
- والحظر الأمريكي ينطبق على نوع معين من الشرائح يستخدم في الأشياء عالية التقنية، مثل المعدات العسكرية وتكنولوجيا الفضاء، أما الرقائق الإلكترونية المستخدمة في الأجهزة المنزلية مثل غسالات الصحون أو الكاميرات أو الهواتف الذكية تم إعفائها من هذا الحظر.
هل قرار المنع ينطبق على الشركات الأمريكية فقط
- ولكن الشركات الأمريكية المنتجة لمثل هذه الرقائق مثل (intel) توقفت نهائياً عن التصدير لروسيا خوفاً من الوقوع في الخطأ، وبالرغم من أن روسيا ليست بحاجة للشركات الأمريكية وخصوصاً أنها تستورد٧٠% من احتياجاتها من الرقائق الإلكترونية من الصين، وروسيا والصين حلفاء، وفي الأساس فإن أمريكا تسيطر ع ١٢% فقط من سوق أشباه الموصلات العالمي، إلا أن القرار الأمريكي لم يمنع فقط الشركات الأمريكية، وإنما ينطبق على أي شركة في العالم تستخدم أي تكنولوجية أمريكية أو براءة اختراع أمريكية في تصنيع أشباه الموصلات، حتى لو كانت هذه الشركة ملك للحكومة الصينية.
والمشكلة هنا أن كل الشركات الصين تستخدم براءات اختراع أمريكية، وبالتالي فإن كل من يخالف الأمريكان سوف يعاقب، مثال على ذلك، شركة أشباه الموصلات (SMIC) والتي تملكها الحكومة الصينية بشكل جزئي، تستخدم هذه الشركة في إنتاج الرقائق الالكترونية معدات قامت بشرائها من شركة (APPLIB MATERIALS) الأمريكية، ووفقاً للقرار الأمريكي فإن شركة (SMIC) غير قادرة على بيع شريحة واحدة، والتي ينطبق عليها قرار الحظر لروسيا وإلا فإن الصين ستخضع لعقوبات أمريكية.
هل أمريكا مسكت روسيا من اليد التي تؤلمها
- وحتى لو أن الصين لم تأبه بالقرار الأمريكي فإن هذا لن يصب في مصلحة روسيا، وذلك لأن الشركات الصينية تصنع بشكل أساسي الرقائق الإلكترونية البسيطة ومنخفضة التكلفة، والتي من الممكن أن تساعد على تشغيل الأجهزة المنزلية فقط.
-أما الرقائق الإلكترونية المتطورة وفائقة التطور والتي تعمل على تشغيل الصواريخ والطيارات تصنعها دول أخرى أبرزها ملكة العالم في أشباه الموصلات تايوان، وهكذا يتبين لنا أن نقطة ضعف روسيا هي نفس نقطة ضعف الصين، فكلاهما ليس لديهم القدرة على تصنيع رقائق إلكترونية متطورة، ويقومون بشراء احتياجاتهم بشكل أساسي من الدول التي فرضت الحظر على الاقتصاد الروسي.
وفي النهاية فلم يسلم أحد من أمريكا، فقد اتبعت نفس الأمر مع شركة (HUAWAI ) الصينية في عام ٢٠٢٠، فقد قام الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بفرض |حظر| على هذه الشركة، ومنعها من استخدام أي تكنولوجيا أمريكية، مما أدى إلى تدهور وضع الشركة في السوق.
-ولكن الأمر المختلف في الحظر على روسيا، فإن هذه تعتبر المرة الأولى التي يفرض فيها الأمريكان مثل هذا الحظر على دولة كبيرة وضخمة مثل روسيا.
تابعونا في الجزء الرابع.
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك