مستقبل وتداعيات أزمة الغاز بين روسيا وأوروبا تصميم الصورة وفاء مؤذن |
رأينا بأن روسيا تؤمن لأوروبا معظم حاجتها من |الغاز|، ومن الجدير بالذكر أن 35% من الغاز الروسي الواصل إلى أوروبا، يمرُّ عبر الأراضي الأوكرانية
وأصبح معلوماً لدى الجميع واقع الأمر في| أوكرانيا| التي أصبحت بؤرة توترٍ من المحتمل تحولها إلى ساحة حربٍ قادمةٍ قريباً، بعد حشد روسيا لأكثر من مئة ألف مقاتلٍ على حدودها مع أوكرانيا، وارسال الأوروبيين للكثير من الأسلحة إلى أوكرانيا، وإعلاناتهم المتكررة بأنهم لن يتخلوا عن أوكرانيا في حال اندلاع حربٍ بينها وبين روسيا.
هل نحن أمام حربٍ عالميةٍ ثالثة؟
إذا اندلعت الحرب بين| روسيا |وأوكرانيا، فإن جميع موازين القوى تميل لصالح روسيا
وإذا وقفت أوروبا أو الولايات المتحدة عبر حلف الناتو بجانب أوكرانيا عسكرياً، فقد يعني ذلك حرباً عالميةً ثالثة، ولا أحد في العالم يرغب بذلك، ولكن روسيا تجعل الخيارات صعبةً على الجميع
فمن الواضح أنها لن تتراجع دون تحقيق أهدافها غير المعلنة، ولكن بالنسبة لأوروبا، فإن احتمال انقطاع الغاز الروسي عنها يزداد يوماً بعد يوم، ما يضعها في موقفٍ لا تحسد عليه.
هل يمكن لأوروبا الاستغناء عن الغاز الروسي؟
تبحث أوروبا مع الولايات المتحدة عن أي بديلٍ يعوّض النقص الحاد في |الغاز |الأوروبي، ويأخذ مكان روسيا في سدّ حاجة أوروبا من الغاز، ورغم أن الولايات المتحدة من أكبر مصدري الغاز المسال في العالم
ورغم أن قطر مستعدةٌ لمساعدتها في توريد الغاز المسال إلى أوروبا، إلا أن حل المشكلة الأوروبية لن يكون سهلاً، فإيصال الغاز المسال إلى أوروبا بالكميات الكبيرة التي تحتاجها ليس امراً سهلاً.
ما الذي يمنع قطر والولايات المتحدة عن اسعاف أوروبا؟
تقوم قطر وشركات الغاز الامريكية بإنتاج الغاز المسال بطاقتها القصوى، وهي مرتبطةٌ بعقودٍ طويلة الأجل مع الكثير من الدول والشركات، وبخاصةٍ في شرق آسيا، ولذلك فهي لا تستطيع تحويل انتاجها إلى أوروبا
ورغم أن بعض البواخر الأمريكية بدأت تغيّر وجهتها من آسيا إلى أوروبا، إلا أن ذلك لن يكون كافياً، ولا يجب أن ننسى بأن تكاليف وصول الغاز المسال إلى أوروبا أعلى بكثير من تكاليف وصول الغاز الروسي
وهذا طبعاٍ سيشكّل عبأً كبيراً على| الاقتصاد| وعلى المواطن الأوروبي.
ما الذي تحاول الولايات المتحدة فعله؟
تحاول الولايات المتحدة أن تقنع قطر وبعض الدول الآسيوية التي تأخذ الغاز القطري لكي يحوّلوا جزءاً من مخصصاتهم من الغاز باتجاه أوروبا، ومع أن ذلك ليس سهلاً إلا أنه ليس مستحيلاً على الأمريكيين
فهم في النهاية لا يزالون أسياد العالم، ولهم أذرعهم في كل مكان، ولكن كلّ ذلك لن يكون كافياً لسد الحاجة الأوربية من الغاز إذا قرّرت روسيا وقف تصدير الغاز إلى أوروبا عند اندلاع الحرب مع أوكرانيا.
هل لدى أوروبا خياراتٌ أخرى؟
قد يعتقد البعض بأن أوروبا تستطيع التخلي عن الغاز الروسي إذا اتجهت نحو المصادر الأخرى للطاقة، ولكن ذلك ليس سهلاً، ففي ألمانيا مثلاً لم تكن الرياح كافيةً في العام الماضي لإنتاج ما يجب انتاجه من الطاقة، بمعنى أن الطاقات البديلة ليست الخيار الأفضل حتى الآن
أما الطاقة الناتجة عن |الفحم |و|النفط |فأوروبا تحاول الاستغناء عنها، ولا يمكنها العودة إليها، كذلك يتجه العالم وعلى رأسه أوروبا إلى التخلي عن| الطاقة النووية| بسبب مخاطرها، ولكل ذلك تبقى أوروبا تحت رحة الغاز الروسي.
بناءً على كل ما ذكرناه، تبقى الأزمة الروسية - الأوروبية مثار جدلٍ كبير، ومن الصعب التنبؤ بمستقبلها، ولكنها حتماً ستكون مرهونةً بتطورات الأزمة بين روسيا وأوكرانيا
فكيف ستنتهي تلك الأزمة؟ وإلى أين ستصل العلاقات الروسية الأوروبية؟
نتوقع ان تشاركونا آراءكم وان تشاركوا المقال.
سليمان أبو طافش
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك