هل تريد الولايات المتحدة خفض أسعار النفط أم رفعها؟ - الجزء الثاني - تصميم الصورة : وفاء المؤذن |
ما علاقة أسعار النفط بعيد الشكر
لا شك في أن ارتفاع أسعار النفط، مكسبٌ كبيرٌ للدول المنتجة، وقد يكون فيه تعويضٌ كبيرٌ لها عن خسائرها طوال فترة الإغلاق، ولكنه بنفس الوقت، يشكّل عبئاً ثقيلاً على المستهلكين، وفي مقدمتهم الولايات المتحدة، التي تعتبر أكبر مستهلكٍ للنفط في العالم، وقد تزامن ارتفاع سعر النفط وبالتالي البنزين الأمريكي، مع اقتراب موعد |عيد الشكر|، فمن المتوقع أن يسافر قرابة خمسة ملاين أمريكي للاحتفال بهذا العيد المقدس.
زيادة مستوى التضخم الأمريكي
تبدأ مواسم الأعياد الأمريكية مع عيد الشكر، وتستمر حتى بداية السنة الجديدة، وعادة ما يستهلك الأمريكيون كمياتٍ كبيرةً من البنزين في تنقلاتهم، كما يستهلكون المزيد من السلع والمنتجات، فيزداد بذلك مستوى |التضخم|، فتنخفض بذلك القدرة الشرائية للناس، وقد وصل مستوى التضخم الأمريكي هذه السنة إلى أعلى مستوياته منذ سنة 1990، وهذا يضع الرئيس الأمريكي "بايدن" أمام مشكلةٍ كبيرة.
لماذا يسعي "جو بايدن" إلى خفض أسعار النفط؟
يستعد حزب "جو بايدن" الديمقراطي إلى خوض |انتخابات الكونغرس| الهامة في سنة 2022، ولهذا نجد البيت الأبيض يحرص على خفض أسعار النفط قبل موعد الانتخابات، ولكي يتحقق ذلك، يترتّب على دول "أوبك+" زيادة انتاج النفط، ولكن تلك الدول اجتمعت في بداية تشرين الثاني \ نوفمبر \2021 وقرّرت الالتزام بخططها السابقة والحفاظ على الكميات المنتجة، رغم جميع المحاولات الأمريكية لإقناعها بزيادة الإنتاج.
الإدارة الأمريكية تبحث عن أوراقٍ لتلعبها
تقتضي خطة "أوبك+" بزيادة كميات الإنتاج ببطء، وهذا لا يتناسب مع الأمريكيين، فنظرت الإدارة الأمريكية إلى ما لديها من أوراقٍ قد تساعدها على تحسين أوضاعها، فوجدت فرصةً في استخدام الاحتياطي الاستراتيجي من النفط، فتواصلت مع الصين والهند واليابان وكوريا الجنوبية، لكي تقنعهم بضخ جزءٍ من مخزوناتهم الاستراتيجية للنفط في السوق، بهدف خفض سعره.
هل وجدت أمريكا الحل؟
لو أن تلك الدول قامت فعلاً بضخ كمياتٍ كافيةٍ من النفط في نفس الوقت، فإن سعر النفط سينخفض فعلاً، ولكن ما هي الكميات الكافية لذلك؟ للإجابة عن هذا السؤال يجب النظر إلى المخزونات الاستراتيجية لتلك الدول، فلو قامت جميعها بضخ كامل مخزونها الاستراتيجي دفعةً واحدة، فإنه قد يغطي الاستهلاك العالمي المقدر بخمسة وتسعين مليون برميل يومياً لعدة أيامٍ فقط، ما يعني بأن التأثير على أسعار النفط إذا حدث، سيكون مؤقتاً.
الورقة الأولى التي حاولت أمريكا أن تلعبها
لم تقم أية دولةٍ حتى الآن بضخ أي برميلٍ من مخزونها الاستراتيجي في السوق، ليبقى ذلك مجرد تهديدٍ لدول "أوبك+" التي تعلم جيداً عدم جدوى هذه المحاولة، فلا نجد أية متغيراتٍ في سياساتها النفطية حتى الآن، فاحترقت ورقة "بايدن" الأول، وهذا ما جعل الولايات المتحدة تلجأ إلى ورقتها الثانية في محاولة التأثير على أسعار النفط الخام المرتفعة.
اقرأ المزيد ...
سليمان أبو طافش
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك