ما العقوبات التي يمكن أن يفرضها الغرب على روسيا - الجزء الثالث تصميم الصورة وفاء مؤذن |
قامت الحكومة الروسية وعلى رأسها |الرئيس بوتين| بإجراء بعض التدابير للتصدي لأية عقوباتٍ اقتصاديةٍ محتملة، فقام أولاً بإعادة هيكلة الاقتصاد الروسي بأكمله، فقام بتخفيض الانفاق العام، ثم وضع مجموعةً من القيود على استيراد المواد الأجنبية فاتجهت الناس إلى البدائل المحلية وهو ما قوّى الكثير من الصناعات الروسية، ثم أعاد هيكلة ديون الشركات الروسية بحيث تكون بالروبل، كما بدأ بتخفيف اعتماد روسيا على الدولار الأمريكي، فقد انخفضت حصة الدولار من الاحتياطي الروسي من ستين في المئة إلى ستة عشر في المئة، لصالح احتياطيات أخرى كاليورو واليوان الصيني والذهب، كما خفض حجم الديون الخارجية بحيث لا تتعدى ثلث الاحتياطي الروسي من العملات الأجنبية، مع العلم أن ذلك الاحتياطي وصل إلى أكثر من ستمئة وثلاثين مليار دولار.
قامت الحكومة الروسية بتسعير ميزانياتها القادمة منذ سنة 2015 على سعر النفط عندما كان لا يتعدى 40 دولار للبرميل الواحد، وسعره اليوم تجاوز 90 دولار، ما يعني أن هوامش الربح لدى تلك الميزانيات مرتفعةٌ جداً، وكل تلك الإجراءات وغيرها جعل القيادة الروسية في حالةٍ من الارتياح لقدرتها على تجاوز معظم العقوبات الغربية المحتملة ضدها، فهي قادرةٌ على دعم البنوك الكبرى، وعلى دعم العملة الروسية، وعلى تعويض كبار رجال الأعمال المساندين لها بشكلٍ مباشرٍ أو عن طريق بعض الاستثمارات المحلية، ولكن ماذا عن العقوبات قي مجال الطاقة؟
أرجوحة النفط والغاز بين روسيا وأوروبا
تستطيع روسيا الاستغناء عن وارداتها من صادرات النفط والغاز لعدة سنواتٍ قادمة، ولكن دول أوروبا التي تحصل على 40% من الغاز و30% من النفط من روسيا لن تستطيع الصمود لأكثر من أشهرٍ قليلةٍ فقط، ولا ننسى ما حدث في الأشهر الماضية عندما خفضت روسيا صادراتها من النفط والغاز إلى أوروبا كيف وقعت أوروبا في أزمة عنيفة وكيف ارتفعت أسعار النفط والغاز عالمياً.
ماذا لو استثنت العقوبات مجال الطاقة
تدور بعض الأقاويل حول إمكانية استثناء قطاع الطاقة من العقوبات على روسيا كي لا تتضرر أوروبا من تلك العقوبات، وهنا من البديهي أن توقف روسيا بنفسها توريد الغاز والنفط إلى أوروبا بمجرد فرض العقوبات الأخرى لكي تضغط عليها من أجل رفع تلك العقوبات، فروسيا لن تقبل أن تكون هي المتضرر الوحيد من تلك العقوبات، وعندها سترتفع أسعار النفط عالمياً إلى مستوياتٍ غير مسبوقة، خاصةً إذا تطورت الأحداث ووقعت |الحرب|.
اقرأ المزيد في الجزء الرابع.
بقلمي: سليمان أبو طافش
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك