ما هو مشروع المليار الذهبي الذي يهدد البشرية ؟ تصميم الصورة : وفاء المؤذن |
فكرة مرعبة لأنه سوف يحدث صراعات بينكم على موارد الغرفة ، وسوف يفوز شخص واحد بهذه الغنيمة .
هذه هي فكرة المليار الذهبي باختصار شديد سنتوسع في شرحها ..
* النظرية المالتوسية
في نهاية القرن الثامن عشر نادى الكاتب والمفكر الانجليزي " |توماس مالتوس| " بضرورة إيجاد حل سريع للسيطرة على موارد الكرة الأرضية ضد الزيادة السكانية الرهيبة ، وهذا الكاتب هو صاحب " |نظرية المالتوسية| " وهي نظرية اقتصادية قائمة على أساس أن أعداد البشر تزيد بشكل متضاعف ، في حين أن موارد الطبيعة تزيد بمعدلات طبيعية ، وضرب مثال على هذا الكلام يقول فيه :
إن كانت موارد الطبيعة تزيد بشكل (٤ ,١,٢,٣ ) فإن أعداد البشر تزيد بشكل ( ٢,٤,٦ ,١ ) ، وهذا سوف يخلق أزمة رهيبة في استغلال الموارد بعد فترة قصيرة ، وتحديداً عندما تفقد الطبيعة قدرتها على تغطية احتياجات البشر .
والناشط السياسي " |فلاديمير لينين| " وقائد الثورة البلشيفية في |الاتحاد السوفيتي| هو أول من أطلق مصطلح " مشروع المليار الذهبي " في تحذير صريح من خطورة تنفيذه ، وكانت تصريحاته حينها للحد من انتشار الرأسمالية وتوحشها .
كان " فلاديمير لينين " يرى أن الامبريالية هي أعلى درجات الرأسمالية .
* ما معنى الإمبريالية ؟
وباختصار إن الإمبريالية معناها التوسع في مساحة الأراضي لضمان سيادة وسيطرة دول أوروبا وأمريكا على شعوب قارة آسيا وأفريقيا .
وحذر فلاديمير لينين حينها من تفشي |نظام الرأسمالية| الذي سوف يتسبب بالضرورة في فناء شعوب دول العالم الثالث ، وأثارت تصريحاته ضجة عالمية كبيرة حينها ، وبدأ المفكرين يتبنوا أفكاره ، ويرددون مصطلح المليار الذهبي في كتبهم ومقالاتهم .
أدى الغموض المحيط بمنظمات الماسونية في انتشار المصطلح بشكل عالمي ، وبدأ الكتاب والمفكرين يربطون بينها وبين الاعتقاد السائد في أن الماسونية تسعى للسيطرة على الكرة الارضية من خلال تنفيذ مشروع المليار الذهبي كأحد أشكال نظرية المؤامرة .
والنظرية تفترض أن الموارد الطبيعية تكفي لمليار إنسان فقط على الكوكب ، الأمر الذي يستلزم التخلص من ستة مليار بني آدم على أقل تقدير ، وبالضرورة أنهم سوف يكونون من شعوب الدول النامية ، لقلة إنتاجهم مقارنة بدول العالم الأول .
وبدأ المصطلح يظهر مرة أخرى على الساحة ...
ما هو مشروع المليار الذهبي الذي يهدد البشرية ؟ تصميم الصورة : وفاء المؤذن |
* على ماذا تنص الكتابة المكتوبة على هذا النصب التذكاري ؟
لكن في الحقيقة تم انشاؤه في يوليو ١٩٧٩ م ، بواسطة جماعة مجهولة تدعي إخلاصها للولايات المتحدة ، ووضعوه تحت اسم مستعار ، وهو نصب تذكاري مصنوع من الغرانيت ، ومكتوب عليه عشر وصايا بعدة لغات مختلفة منها ( العربية والانجليزية والعبرية ... ) ، وترجمة الوصايا عبارة عن :
( يجب أن يبقى عدد البشر على الكوكب أقل من ٥٠٠ مليون نسمة ليكونوا في توازن دائم مع الطبيعة ، حددوا التناسل البشري مع تحسين اللياقة البدنية ، اجعلوا لجميع البشر لغة واحدة معاصرة ، تحكموا في انفعالاتكم سواء في العاطفة أو العقيدة أو العادات والتقاليد ، وبجميع الأشياء بمنطق معتدل ، وفروا الحماية للبشر والدول بواسطة قوانين عادلة ومحاكم منصفة ، لا تتدخلوا في حكم الدول بل اكتفوا بتصفية النزاعات الخارجية بينهم بواسطة المحاكم العالمية ، ابتعدوا عن استخدام القوانين التافهة والموظفين عديمي الفائدة ، راعوا التوازن ما بين الحقوق الشخصية والواجبات الإجتماعية ، شجعوا على انتشار الحقيقة .. الجمال .. الحب لإيجاد التوافق المطلق ، لا تجعلوا من أنفسكم سرطانات فوق الأرض بل المجال للطبيعة ، بل أفسحوا مجالاً للطبيعة ، أفسحوا المجال للطبيعة ) .
وكما قلنا إن تاريخ إنشاء هذا النصب التذكاري يعود لسنة ١٩٨٠ م وليس من مئات السنين ، وأيضاً تم تشويهه في سنة ٢٠٠٨ بالطلاء بعد أن قامت جماعة من المتظاهرين بالكتابة على أحجاره احتجاجا على الأفكار المدونة عليه .
ما هو مشروع المليار الذهبي الذي يهدد البشرية ؟ تصميم الصورة : وفاء المؤذن |
أما عن تصريحات وزير الخارجية الأمريكي الأسبق " |هنري ألفريد كسنجر| " والذي تمت ترجمته على الشكل التالي : ( نحن الآن نعيش عصر المليار الذهبي لكنهم لا يقتلون ستة مليار نسمة ، وإنما يسقونهم الموت ببطء عن طريق جرعات كل يوم ) .
والزملاء ربطوا بين تصريحاته كمستشار للأمن القومي الأمريكي وبين تورطه في تنفيذ مشروع المليار الذهبي ، إلا أن الحقيقة غير ذلك تماماً .
* ما هي الحقيقة حول تصريحات وزير الخارجية الأمريكي الأسبق هنري ألفريد كيسنجر
تم سؤاله في عام ١٩٧٥ م عن رؤيته نحو المستقبل في ظل هيمنة الاقتصاد الصيني ، فكانت إجابته انتقاداً للفكر الشيوعي في الصين الذي من وجهة نظره يسعى لتنفيذ |مشروع المليار الذهبي| ، والصراع العسكري بين الولايات المتحدة والصين ما زال قائماً حتى الآن.
وظهر المصطلح مرة ثانية على الساحة بعد أن قيل أن الهند أعلنت رسمياً ، أنها استطاعت أن تصل لتركيب الحمض النووي لفيروس كورونا الجديد. وادعوا أنه ليس طبيعي ، فقد اكتشفوا وجود أربع أحماض نووية من |فيروس الإيدز| تم زرعها في |فيروس كورونا| ، وهذا معناه أنه تم خلقه وتركيبه صناعياً في المختبرات ، وربطوا بين انتشاره وبين محاولة الولايات المتحدة في تدمير الإقتصاد الصيني لتنفيذ مخططها بتحقيق مشروع المليار الذهبي ، لكن للأسف لا يوجد أي تصريح رسمي أو غير رسمي صادر عن وزارة الصحة في الهند يفيد بأنه فايرس مخلق معملياً ، وتقارير منظمة الصحة العالمية تؤكد حتى الآن أنه فايرس طبيعي صادر من الصين ، وجميع المؤسسات العلاجية في العالم ومنهم شركة فايزر للأدوية يؤكدوا أنه فايرس غير مخلق .
هل يوجد مشروع المليار الذهبي وهل سيتم تنفيذه بالفعل ؟
باختصار .. لا يوجد شيء اسمه حاجة مشروع المليار الذهبي يتم تنفيذه ، لكن الحكاية كلها أن نظام الإقتصاد العالمي بشكل أو بآخر يخضع لفكرة النشوء والارتقاء ، والشعب الذي لن يكون منتج وفعال فسوف يندثر وينقرض تدريجياً من شدة الفقر كما يحدث في الدول الآسيوية والإفريقية النامية .
لا تنسى أن تشاركنا رأيك في التعليقات ...
رهف ناولو
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك