عندما كان الألمنيوم أغلى من الذهب - الجزء الثالث تصميم الصورة : وفاء المؤذن |
بعد الصدمة التي تلقاها "هول" عندما فشل في تسجيل اختراعه حول كيفية فصل الألمنيوم عن خاماته، كان عليه أن بفعل شيئاً ما لاستعادة حقه وإثبات أسبقيته في ذلك الاختراع.
هل استسلم "تشارلز هول" للهزيمة؟ وماذا فعل؟
لم يتقبّل "تشارلز هول" أن يكون غيره قد سبقه إلى اختراعه الذي تعب عليه كثيراً، فتقدم بشكوى إلى المحكمة بحجة أنه سبق "هيرولد" باكتشافه، ولأنه كان يسجّل على الأوراق كل ما يصل إليه في أبحاثه بكلِّ دقة، فقد استطاع أن يثبت أسبقيته في ذلك الاكتشاف، وهذا ما أقرّته المحكمة بعد عدة سنوات، ولكن كلا الباحثين احتفظا بحقهما في براءات الاختراع المتعلّقة بذلك الاكتشاف، ومع الوقت أصبحا صديقين وأصبحت طريقة فصل| الألمنيوم| عن خاماته تعرف باسم "هول هيرولد" تقديراً لهما.
هل هناك صدفٌ أخرى جمعت الصديقين المتنافسين؟
أدّت طريقة "هول هيرولد" إلى تخفيض تكاليف انتاج الألمنيوم بشكلٍ كبير، فأصبح انتاج الكيلو يكلّف بضع سنتاتٍ فقط، فأصبح الألمنيوم معدناً شائع الاستخدام كثيراً في كلِّ بقاع الأرض، وأصبح الحصول عليه سهلاً، ولكي تكتمل سلسلة الصدف التي جمعت بين "هول" و"هيرولد"، فقد توفي كلاهما في نفس السنة (1914) وبنفس المرض أيضاً وبفارق أيامٍ فقط، ومن الجدير بالذكر أن "هول" تمكّن سنة 1910 من جني 30 مليون دولار، وهي أكبر ثروةٍ تمَّ جنيها من خلال براءة اختراعٍ في العالم، فهي تعادل حوالي 35 مليار دولار اليوم، وقد تبرّع بكل تلك الثروة للأعمال الخيرية لأنه لم يتزوج ولم ينجب، بل أنفق حياته على أبحاثه فقط وخاصةً ما يتعلّق منها بالألمنيوم واستخداماته.
هل فقد الألمنيوم قيمته عندما أصبح رخيصاً؟
أصبح الألمنيوم اليوم معدناً استراتيجياً على مختلف الأصعدة، فقد دخل جميع المنازل والمصانع، وأصبح عنصراً أساسياً في الكثير من الصناعات، بدءاً من |الأدوات المنزلية|، ومروراً بالأدوات الكهربائية وخطوط نقل الكهرباء، وليس انتهاءً بالصواريخ والطائرات و|المركبات الفضائية|، ومع أنه أصبح رخيصاً ومتوفراً بكثرة والحصول عليه سهلٌ وغير مكلف، إلا أنه يبقى محتفظاً بقيمته وأهميته التي لا ينافسه عليه أي معدنٍ آخر، ما يعني أن القيمة الحقيقة لأي شيءٍ قج لا تقترن بقيمته المادية.
ومن الواضح بأن اكتشاف أي عنصرٍ جديدٍ في الطبيعة قد يفتح آفاقاً جديدةً وقد يُحدث ثورةً ما، فما هي المعادن أو العناصر التي تشغل بال الباحثين اليوم؟ إذا كانت لدى القارئ أية إجاباتٍ فنتوقع أن يشاركنا بها، وأن يشارك المقال مع أصدقائه.
سليمان أبو طافش
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك