ما الذي يحدث في الصين اليوم؟ وإلى أين قد يصل؟ تصميم الصورة : وفاء المؤذن |
ما الذي يحدث في الصين اليوم؟
تعثّرت ثاني أكبر الشركات العقارية الصينية في سداد فوائد قروضها، البالغة 84 مليار دولار، فماذا ستفعل بمبالغ القروض الواصلة إلى أكثر من 310 مليار دولار؟
قد لا يبدو هذا الرقم كبيراً أمام |الاقتصاد الصيني|، الذي يتجاوز حجمه 16 تريليون دولار، ولكن الأنظار تتجه نحو المخاوف من تكرار الأزمة المالية الأمريكية التي حصلت عام 2008، والتي بدأت كأزمةٍ عقاريةٍ أيضاً، ثم تفاقمت عندما تعثّر أحد البنوك الكبيرة بسداد قروضه، وما يزيد مخاوف المستثمرين، هو عدم ثقتهم بدقّة الأرقام المعلنة، فقد يكون العجز الحقيقي أكبر من ذلك بكثير، ولو انهارت تلك الشركة فإن البنوك التي أقرضتها ستعجز عن استرداد أموالها وقد تنهار أيضاً، وهنا نتحدث عن أكثر من ثلاثمئة بنك صيني وأجنبي.
أحجار الدومينو
لم تكن مشكلة الشركة العقارية مع البنوك فقط، فقد عجزت الشركة أيضاً عن تسديد التزاماتها للعاملين لديها وللموردين أيضاً، ومبالغ هذه الالتزامات ليست قليلة، فلقد اقتربت من مئة وستين مليون دولار، وهذا أيضاً سيعني تأثر الشركات المورّدة في حال انهيار الشركة العقارية المذكورة، وستتأثر شركاتٌ أخرى بذلك، فكأن المسألة أصبحت شبيهةً ب|أحجار الدومينو|، فإذا سقطت إحدى القطع تلتها باقي القطع تباعاً.
ردود أفعال الناس
ما أن انتشر خبر العجز المالي الذي وقعت فيه تلك الشركة العقارية، حتى انهمر الناس إلى الشوارع كالسيل العارم، يطالبون الشركة بأموالهم التي دفعوها لقاء مشاريع مختلفة، فتلك الشركة تمتلك أكثر من ألف وثلاثمئة مشروع سكني في مئتين وثمانين مدينةٍ صينية، أي أكثر من مليون وحدة سكنية غير مكتملة، وبما أنها لم تكتمل فهي لن تُباع، ناهيك عن آلاف العاملين لدى الشركة الذين أخذوا جزءاً من مستحقاتهم كأسهمٍ في الشركة، فمع انهيار سعر السهم أصبحت خسائر الناس هائلة.
سليمان أبو طافش
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك