هل تعاقب روسيا الجميع وتدمر القطاع التكنولوجي الأهم في العالم -الجزء الثاني تصميم وفاء المؤذن |
- تحديداً في الثمانينات، كان الاتحاد السوفيتي مهتماً بإنتاج أحد الغازات النادرة يسمى |غاز النيون|، وبناءً على ذلك، قام الاتحاد السوفيتي بإنشاء عدة مصانع في مدن مختلفة أبرزها أوديسا واستثمروا فيها بكثافة حتى تنتج غاز النيون.
لماذا غاز النيون بالتحديد
ببساطة فإن النسخة المصفاة من هذا الغاز، مهمة جداً لإنتاج أشعة الليزر، وكان الاتحاد السوفيتي يستخدم هذه الأشعة في أنظمة الدفاع الصاروخي والأقمار الصناعية.
- وبعد انهيار الاتحاد السوفيتي وتقسيمه لأكثر من دولة، قامت كل دولة بالاستيلاء على الموارد الموجودة على أراضيها، وكانت المنشآت المنتجة لغاز النيون من نصيب روسيا وأوكرانيا بشكل أساسي، ولكن الجزء الأكبر كان من نصيب أوكرانيا، وتحديداً مدينة أوديسا.
- وحسب شركة الأبحاث التايوانية (TrendForce)، فإن أوكرانيا مسؤولة عن ٧٠% من الصادرات العالمية من غاز النيون، مدينة أوديسا الأوكرانية بالتحديد تضم مجموعة من أكبر شركات ومصافي غاز النيون في العالم مثل( Iceblick، Cryoin)، وقد قام الروس بالهجوم على هذه المدينة، ويوجد شكوك اليوم عن قدرتها على تزويد العالم باحتياجاته من غاز النيون.
أهمية غاز النيون
- إن عدم قدرة مدينة أوديسا على تزويد العالم بهذا الغاز يعتبر خطير جداً، فمن دون غاز النيون لايمكن تشغيل أجهزة الليزر المستخدمة في |تصنيع الرقائق الإلكترونية|، وبالتالي فإن انعدام وجود غاز النيون، يعني أن أجهزة الليزر ستتوقف عن العمل، وبالتالي سينعدم وجود الرقائق الإلكترونية وخصوصاً المتطورة منها، وتعتبر هذه كارثة ليس بالنسبة للصناعة فقط، وإنما بالنسبة للعالم أجمع، فمن غير وجود هذه الرقائق لن يعمل أي |جهاز إلكتروني| في العالم.
-أول ما قامت روسيا بضرب هذه المدينة، ارتفع سعر غاز النيون بشكل كبير جداً، مثل ماحدث في عام ٢٠١٤، عندما دخلت روسيا شبه جزيرة القرم، وفي ذلك الوقت ارتفع سعر الغاز٦٠٠%، وذلك بسبب تأخر وصول الشحنات، وكان هناك مخاوف من عدم قدرة أوكرانيا على تزويد العالم من احتياجاته من غاز النيون، أول من تأثر بهذا الأمر هي شركات أشباه الموصلات.
- وكان هناك شركات تعمل في مجال الرقائق الإلكترونية مثل، الشركة الكورية الجنوبية (Sk hynix) والشركة التايوانية (UMC) والشركة الأمريكية (Intel, Micron) وغيرهم من الشركات، أصدروا عدة بيانات طمئنوا فيها المستثمرين الذين كانوا قلقين من تأثير الحرب على إمدادات غاز النيون، والتي تصلهم بشكل أساسي من أوديسا الأوكرانية.
والسؤال الرئيسي هنا هل تعمدت روسيا ضرب مدينة أوديسا لهذا السبب فقط
ليس هناك شيء مؤكد ولكن روسيا من خلال تهديدها لوصول إمدادات غاز النيون فإنها تهدد صناعة أشباه الموصلات في العالم كله، وخصوصاً في |أمريكا| التي تقوم باستيراد٩٠% من احتياجاتها من غاز النيون من أوكرانيا.
وهذا ما كان يجب أن ينتبه له الرئيس الأمريكي جو بايدن قبل أن يحاصر روسيا، ويمنعها من الوصول لاحتياجاتها من الرقائق الإلكترونية وأشباه الموصلات بشكل عام.
ومن المؤكد أن التحليلات لم تنتهي تابعونا في الجزء الثالث.
بقلمي: تهاني الشويكي
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك