هل تعاقب روسيا الجميع وتدمر القطاع التكنولوجي الأهم في العالم -الجزء الأول تصميم وفاء المؤذن |
تطويرات الشركة الروسية لحاسوب فائق السرعة
- في شهر تشرين الثاني من عام ٢٠٢١، شركة |التكنولوجيا| الروسية الشهيرة ياندكس، أعلنت نجاحها بتطوير سوبر كمبيوتر أو حاسوب فائق السرعة اسمه تشيرفولانكس، تستخدمه في أبحاثها على الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا تعلم الآلة، ويحتل هذا الكمبيوتر المرتبة التاسعة عشر في قائمة أسرع خمسمئة كمبيوتر في العالم.
إمكانيات تشيرفولانكس
في الحقيقة، إن إمكانيات هذا الكمبيوتر مبهرة جداً، فنحن نتحدث على سرعة تتجاوز ٢١،٥ ألف تيرا فلوب، ورامات ١٩٩تيرا بايت، وبلا شك فإن هذا الكمبيوتر إنجاز كبير يحسب لروسيا.
مكونات الجهاز:
- عند فحص هذا الجهاز سوف تلاحظ أمر مثير جداً للاهتمام!
وهي أن هذا الجهاز يعمل بحوالي ١٥٠٠ شريحة أو رقاقة إلكترونية من إنتاج شركة إنفيديا الأمريكية، ومن دون هذه الشرائح ليس هناك أي فائدة من هذا الحاسوب.
- وفي٢٢ شباط عام ٢٠٢٢، تعلن وزارة الداخلية الروسية أنها تواجه مشكلة في تأمين احتياجاتها من الشرائح الالكترونية من الشركات الروسية، وعلى هذا الأساس قررت شراء الشرائح من الشركات الأمريكية، وهذين الحدثين يوضحان مدى اعتماد روسيا على التكنولوجيا الغربية، وخصوصاً في مجال حساس وخطير جداً مثل |الشرائح الإلكترونية|، والتي تعتبر جزء من صناعة أشباه الموصلات.
- فكر الأمريكان والأوروبيين في إيجاد طريقة لجعل بوتين يعدل عن قراره، لذلك فكروا في استخدام عدة أسلحة اقتصادية من ضمنهم حرمان روسيا من الحصول على احتياجاتها من أشباه الموصلات، وبالفعل استخدموا هذا السلاح ولكن من غير حساب دقيق للعواقب.
- وتعتبر روسيا اليوم |محظورة رسمياً| من الوصول لاحتياجاتها من أشباه الموصلات والتي تقوم بشرائه من الخارج، وهذا بلا شك سوف يؤثر على اقتصادها، وبنفس الوقت تمتلك روسيا القدرة على خنق تجارة أشباه الموصلات العالمية بالكامل، وكما يقول المثل الشعبي(علي وعلى أعدائي).
ما الذي تستطيع روسيا فعله بالضبط
وكيف سيؤثر حرمانها من الرقائق الالكترونية على اقتصادها؟
وهل بإمكان |الصين| مساعدة روسيا في هذا الموضوع؟
-في يوم الخميس ٢٤ شباط عام ٢٠٢٢، القذائف المدفعية والصواريخ الروسية، بدأت تتساقط كالمطر على حوالي سبعة مدن أوكرانية في نفس اللحظة، وواحدة من المدن التي قام الجيش الروسي بقصفها في بداية إعلانه الحرب على أوكرانيا، هي مدينة أوديسا الأوكرانية الموجودة على ساحل البحر الأسود، تضم واحد من أكثر موانئ السفن ازدحاماً في العالم.
- وأول ما بدأ الهجوم الروسي على هذه المدينة تحديداً، مدير الشركات المنتجة لأشباه الموصلات في العالم وخصوصاً في أمريكا أصيب بالذعر والهلع، وكان همهم الوحيد عدم اقتراب روسيا من هذه المدينة، ولو أن العاصمة الأوكرانية كييف وقعت تحت سيطرة الجيش الروسي، لن تتأثر شركات أشباه الموصلات بقدر تأثرها باقترابهم من مدينة أوديسا.
فما هي قصة هذه المدينة؟
وما أهميتها وما السر الذي جعل عمالقة التكنولوجيا في العالم يهتمون لهذه الدرجة بمصيرها؟
تابعونا في الجزء الثاني.
بقلمي: تهاني الشويكي
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك