الحضن الدافئ وكينونة المنزل -الأم- تصميم الصورة : رزان الحموي |
شمعة الليل وبسمة النهار ربيع المنازل
أي كلام سيوصف الأم، وأي فعل سوف يعطيها حق تعبها بسهر الليل، فهي من هونت الصعاب، ولها الفضل بتقويم الشخصية وتهذيبها، فمن دونها يصبح طريق العمر صعب للغاية.
ويعود الاحتفال بيوم الأم الذي يصادف(21)آذار من كل عام، منذ بداية القرن ال21، ففي بداية هذا القرن كان هناك امرأة من ولاية فرجينيا تدعى (آنا جوفس)، حيث أن جملتها الشهيرة أنه بوقت ما وفي مكان ما، سوف ينادي شخص ما بالاحتفال بعيد الأم.
حيث أن نظريتها كانت تنص على: لو أن كل أسرة في العالم لو احتفلت بعيد الأم، سيعم حينها الخير والسلام أرجاء الأرض، حيث أن هذا الأمر سيغطي على الحروب والكراهية بين الدول وبين البشر الموجودة في هذا العصر.
وبعد فترة قصيرة من التصريح بهذا الكلام، توفيت هذه المرأة فما كان من ابنتها الا أن سعت وراء مطالب أمها وأمنياتها، حيث بدأت ترسل لحاكم |فرجينيا| بأن تنفذ هذه المطالب، وأن تصبح هذه الفكرة فكرة قومية.
فما كان من حاكم تلك الولاية ألا أنه بالفعل قام بالرضوخ الى هذه الفكرة المميزة، وقام بتحديد يوم بكل عام للاحتفال بهذه الذكرى، وهذا كان بعام 1907.
ولكن (آنا جوفس) كان لها رغبة بأن ليس فقط ولايتها من تقوم بالاحتفال، بل جميع الولايات يتم تعميم القرار عندها، ويتم إقراره ضمن الكتب الرسمية بعيد معترف عليه، وأنه عيد قومي.
وبالفعل أقتنع الرئيس الجديد (|ويدرو ويلسن|) بعام 1913، وقام بإصدار قرار بعام 1914 بجعل هذا اليوم خاص بالعيد القومي(عيد الأم) في جميع الولايات ضمن |الولايات المتحدة الأمريكية|.
حيث كان الكلام أنه سيتم الاحتفال في الحد الثاني من الشهر الخامس، حيث انتقلت الفكرة من الولايات المتحدة الأمريكية الى مصر (بلد الأهرامات)، عن طريق الكاتب والصحفي (مصطفى أمين).
حيث أن صديقنا مصطفى كان كاتب صحفي في جريدة اليوم، فما كان منه إلا أنه قام بنقل الفكرة في أربعينيات القرن العشرين ضمن كتابه الذي أطلق عليه اسم(أمريكا الضاحكة).
لكن في ذاك الوقت الفكرة لم تلقى الكثير من الراغبين لها، والسبب يعود للظروف السياسية التي تمر على البلد، وبعد فترة زمنية قصيرة كان مصطفى جالساً في مؤسسة أخبار اليوم، فوجئ بدخول امرأة قاصدة اياه بالتحديد.
بدأت بسرد قصتها وأنها امرأة أرملة ولها أطفال صغار
فهي كانت بمثابة الأم والأب لهؤلاء الأطفال ومن أجلهم قامت بالعمل بمختلف المجالات من أجل تأمين لقمة عيشها، بالإضافة الى أنها قامت برعايتهم حتى دخولهم الى الجامعات بغية التعلم، ومن ثم قامت بتزويجهم وأصبح لها أحفاد منهم.
الأمر الغريب أن جميع أبنائها قاموا بإهمالها، والتفرغ لعملهم وأطفالهم، فتأثر مصطفى بحديث هذه المرأة الغريبة، فقام بكتابة زاوية خاصة عن الأم وفضل الأم على أبنائها والأسرة والمجتمع ككل.
بالإضافة الى إحياء فكرته القديمة بضرورة الاحتفال بعيد الأم، وهنا ظهر الكثير من المؤيدين للفكرة وبعض النقاد الذين قالوا أن الأم لا يكفي لعيدها يوم واحد، بل تحتاج الى أسبوع كامل على الأقل
وآخرين قالوا يجب أن تكون السنة كلها خاصة بالأم.
وبنهاية المطاف تم تخصيص يوم واحد لعيد الأم الذي يصادف(21مارس)، والسبب باختيار هذا اليوم بالتحديد هو: أن هذا اليوم هو أول أيام |فصل الربيع|، ويدل على الخير والسعادة والبهجة.
حيث أصدر قرار رسمي بهذا اليوم المخصص لعيد الأم بعام1957، أي بعد 50 عام من احتفالات ولاية فرجينيا، ومن ثم تم تصدير هذا العيد الى الدول العربية.
وبالتالي كل الكلام إن كثر أو قّل، فلن نتمكن من رد الجميل التي قامت هذه الجوهرة المكنونة بتقديمه لنا، فهي أذابت نفسها لتنير لنا الطريق أمامنا، فتقف الكلام عاجزة عن شكرها أو تقديرها.
آلاء عبد الرحيم
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك