بعيداً عن الحياة الوردية لماذا يتشاجر الأزواج؟ - الجزء الرابع- تصميم الصورة : وفاء المؤذن |
بكثير من أولئك غير المتزوجين ،وللسبب الذي قلناه سابقاً ،أن المتزوج يتوقع أن الشريك سيوفر له جميع رغباته
ماهي سبب الشجارات بين الأزواج؟
إن علو سقف التوقعات للأزواج من بعضهم ،يؤدي إلى اندلاع خلافات كثيرة، ففي رواية "كائن لا تحتمل خفته" يكلمنا الأديب "ميلان كونديرا "عن "فرانتس" و"سامينا" اللذان كانا في علاقة عاطفية، ويصف لنا شيئ غاية في الغرابة كان يحصل بينهما
فكل مرة كان يتكلم أحدهما، كان الآخر يظن أن الطرف الثاني يفهمه جيداً ،لكن كان في كل مرة يتكلم فيها أحدهما، كان الاستماع يكون على مستوى سطحي جداً ،فكل المعاني العميقة كانت تتوه بين الكلمات التي يتفوها بها ، فعلى سبيل المثال ،كان ورود كلمة "موسيقى" مثلاً يعيد ذكرى "فرانتس" مع موسيقى موتزارت، أما "سابينا" التي كانت ناشئة في "تشيكوسلوفاكيا" التي كانت تحت |حكم الشيوعية|، فكانت تتذكر المخيمات الشيوعية التي كانت تجبر على زيارتها ،ووتتذكر الأغاني الوطنية للحزب التي كانت تعزف ليلاً ونهاراً بصوت عالي ،ونتيجة لهذه التجربة فإن كلمة "|موسيقا|" كانت تجعل "فرانتس "يجذب أفكاراً وذكريات إيجابية ،على عكس "سابينا" التي كانت تستذكر أفكاراً سلبية، فهذا الشيئ الذي يحصل مع "فرانتس" و"سابينا" يحصل بشكل أو بآخر مع جميع المتزوجين، فكلا الطرفين يظنان أنهما يفهمان بعضيهما،ولكن الحقيقة تكون أن كل واحد يظل سجين لفترة طويلة في معانيه وذاكرته الخاصة ،فالكلمات التي تقال تكون مشبعة بالأحاسيس و|المشاعر| والذكريات ، وكل موضوع لا يقف عند الكلمات فقط، فنرى أيضاً الكثير من الفوضى في المواقف.
كيف يتجلى الأمر في المواقف؟
عند قدوم مناسبة |الفلانتاين| على سبيل المثال، فمن الممكن أن يكون أحد الطرفين غاية في |الرومانسية| لدرجة أنه يعد هذه المناسبة غاية في الأهمية، إلا أن الطرف الآخر ،قد يكون غير مهتم على الإطلاق بها، لا،وقد يعدها مناسبة سخيفة لا تستحق الاحتفال
فالأفعال تكون أهم بكثير من المناسبات والهدايا والكلام المعسول ، فمن منا لم يواجه هكذا مواقف ؟؟ ،في هذه الحالة يكون التعبير عن المشاعر لبعض الأطراف شيئاً مختلفاً ،وهنا يجب أن يكون التفاهم سيد الموقف، ...........
في الجزء القادم من المقال سنكمل موضوعنا الشيق.....فتابعوا معنا ......
-إضغط على الرابط من أجل الإنتقال للجزء التالي.....
ميس الصالح
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك