قضية اختفاء ماريا كورب وكيف تم العثور عليها بين الحياة والموت- الجزء الثاني تصميم المصممة وفاء مؤذن |
يوم اختفاء ماريا كورب
- بما أن جوزيف فشل بأن يكون |زوج مخلص|، وحاول التواصل مع تانيا مرة أخرى، معتقداً أنها ستسامحه على الفور، إلا أنها لم تكن قادرة على استيعاب ما فعله بها، وحتى ينال الرضا منها، طلب يدها للزواج، في نفس الوقت الذي كانت ماريا تجهز نفسها، وتحزم أمتعتها، لتسافر مع زوجها لقضاء شهر عسل جديد، تجديداً للحب بينهما، بناءً على طلب جوزيف.
- وبعد مرور عدة شهور، رأت رسائل على هاتفه من تانيا، وعندما واجهته بالأمر، لم تستطع الوصول معه لأي نتيجة، وبالرغم من كل أكاذيبه وألاعيبه، إلا أنها رفضت الانفصال عنه، واستمرت معه بهذا الوضع الغريب، وكانت كلتاهما تعلمان بوجود الأخرى، وحاولتا تجاهل الموضوع، بالرغم من عدم تقبلهم لذلك.
- كانت ماريا تذهب كل يوم لتحضر ابنها من المدرسة، في الساعة الثالثة وخمساً وأربعون دقيقة، وفي ١٩شباط من عام ٢٠٠٥، لم تذهب ماريا لتأخذ ابنها كالمعتاد، وحاولت إدارة المدرسة الاتصال على هاتفها ولكنها لم تُجب، وحاولوا الاتصال بجوزيف، وكان في ذلك الوقت في عمله، ولم يكن لديه فكرة عن مكان تواجد زوجته.
-ذهب جوزيف ليحضر ابنه من المدرسة، وعند عودته للمنزل، لاحظ أن سيارة ماريا لم تكن في المرآب، ولم تكن موجودة في المنزل، وحاول البحث عنها في كل مكان من الممكن أن تتواجد فيه، ولكن من دون فائدة، فلم يكن لها أي أثر.
- وفي الساعة السابعة والنصف مساءً، قرر أن يبلغ الشرطة عن اختفائها، وأخبرهم أن آخر مرة شاهدها فيه، صباحاً قبل ذهابه للعمل، ولم تخبره أنها ذاهبة لأي مكان، ولم تتصل به أبداً، وأنه كان في عمله كل اليوم، بشهادة جميع زملائه.
-وكان جوزيف متعاون مع المحققين ، وأخبرهم أن علاقتهم هذه الفترة فيها بعض الخلافات و|المشاكل الزوجية|، وأنها كانت مصابة بحالة |اكتئاب| بسبب هذه المشاكل، فرجح المحققين أنه لربما هربت من المنزل، بعيداً عن التوتر والضغوطات، إلا أن زوجها أخبرهم أنها متعلقة جداً بأطفالها، ومن المستحيل أن تفكر في الابتعاد عنهم.
-قامت الشرطة بدوريات بحث، وبحثوا في حسابها المصرفي، ولم يكن هناك حركة سحب أي مبلغ مالي، ولم يستطيعوا تتبع هاتفها لأنه كان مقفلاً، وعندما قاموا باستجواب زملائها في العمل، اكتشفوا أنها لم تذهب للعمل، في ذلك اليوم الذي اختفت فيه.
- واتضح من التحريات، أن لورا ابنة ماريا من زوجها الأول، أخبرت الشرطة، أنها استيقظت في الساعة السادسة والنصف صباحاً، على أصوات صراخ عالية من غرفة والدتها وزوجها، وكان ذلك في نفس يوم الاختفاء، إلا أن جوزيف أنكر ذلك، وأنها لربما كانت ترى كوابيس في نومها.
هل الأرجح أن تكون تانيا هي المسؤولة عن اختفاء ماريا
- ذهب المحققين لتفتيش المنزل، ولم يجدوا فيه أي شيء يثير شكوكهم، وحاولوا الاستفسار من جوزيف، إذا كان هناك شخص من الممكن أن يؤذي ماريا، فأخبرهم عن تانيا هيرمان، وعن الكره الذي تكنه لزوجته، وأنه شبه متأكد أن لها يد في اختفاء ماريا. وأخبرهم أنه كان على علاقة بها، ولكن انفصل عنها لأجل زوجته، وكانت تكرهها لأنها سبب ابتعاده عنها، واستمرت في ملاحقته، رغم كل محاولته لإخراجها من حياته، وكان يكذب في كل كلامه بخصوص قصته مع تانيا.
- وهنا أصبحت |أصابع الاتهام| موجهة لتانيا، فذهب المحققين لاستجوابها، وقاموا بتفتيش منزلها، وعند استجوابها كان كلامها مختلف لكل ماقاله جوزيف، وأخبرتهم بأنها خطيبته، وأنهم على وشك الزواج قريباً، وليست صديقته المجنونة التي تلاحقه، وهنا أدرك المحققين أن جوزيف يراوغ ويكذب منذ البداية، وأساء في كلامه عن تانيا ليبعد عن نفسه الشكوك.
-فمن برأيكم له يد في اختفاء ماريا، وإذا كان جوزيف هو من اختطفها أو ربما قتلها، لكونها عائق في حياته مع تانيا، فلماذا جعل شكوك المحققين تتوجه نحوها؟
تابعونا في الجزء الثالث.
بقلمي: تهاني الشويكي
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك