أغرب الأشياء التي أرسلت عن طريق البريد تصميم رزان الحموي |
تعود أقدم رسالة تاريخية على شكل رسالة بريدية
المتحف الوطني للتاريخ الطبيعي
يحتوي |المتحف الوطني للتاريخ الطبيعي| على قاعة كاملة للجيولوجيا التي تحتوي على أندر الأحجار الكريمة والمعادن في كل العالم، وهي قاعة ( جانت ) فمثلاً تحتوي هذه القاعة على عقد من الألماس وهو من ممتلكات |نابليون بونابرت| وإكليل يعود إلى زوجته ماري لويس، بالإضافة إلى التحف النادرة مثل العقد المعروف ب|قلادة محاكم التفتيش| أو |بروش الزمرد الخضراء| الشهير، ومن الطبع أن جميعها مقتنيات لا تقدر بثمن، وعلى الرغم من قيمة كل هذه التحف إلا أن القطعة الأكثر قيمة ومن أشهر مقتنيات القاعة هي الألماسة الزرقاء الكبيرة والمعروفة باسم |ماسة الأمل|، وهي معروفة أنها واحد من أكبر الأحجار في كل العالم، وتزن حوالي ٤٥ قيراط ونصف، وتشتهر باللون الأزرق الداكن، ويحيط بهذه الألماسة وسادة مصنوعة من عنصر البورون النادر على شكل حلقة مرصعة في ١٦ ألماسة صغيرة، وترتبط المجموعة في ٤٥ ألماسة بيضاء على شكل سنسال، وتجذب هذه الألماسة حوالي ٦ مليون زائر سنوياً، وامتلك هذه الألماسة عبر التاريخ الكثير من المشاهير وآخرهم كان لويس السادس عشر ملك فرنسا، ثم استقرت الألماسة عند رجل الأعمال الشهير بملك الألماس هاري وينستون، والذي قرر أن يتخلى عن الألماسة ويتبرع فيها للمتحف في عام ١٩٥٨ ميلادي، والمدهش أن وينستون اختار طريقة الطرود البريدية حتى يرسل الألماسة النادرة للمتحف، وهذا الأمر كلفه ٢ دولار و ٤٤ سنت فقط، مع إضافة مبلغ تأمين وقدره ١٤٢ دولا ويتم استرداده بعد توصيل الشحنة، ومع وصول ساعي البريد للمؤسسة اتضحت خطة وينستون المتهورة، وقام ساعي البريد في تسليم التحفة النادرة إلى رئيس المتحف وسط حضور إعلامي ضخم، وهو الحضور الذي تم دعوته من دون إعلامه بأي تفاصيل، وأعتقد الزوار بأنه سيصل موكب كبير وتحيط فيه قوات الجيش لحماية المفاجأة المعلن عنها، لكن وصل أمام الزوار ساعي البريد البسيط وأخرج صندوق خشبي أبسط حتى، يخرج منه أغلى حجر كريم في تاريخ المتحف، وكانت أغلى شيء تم إرساله في البريد على الإطلاق.
أغرب الأشياء التي أرسلت عن طريق البريد تصميم رزان الحموي |
الآنسة سولومون والآنسة ماكلالين
المناضلتين البريطانيتين |الآنسة سولومون| و|الآنسة ماكلالين|، توصلوا إلى فكرة استخدام البريد في الحصول على الحقوق السياسية للنساء، لأن مع المحاولات الاعتيادية والغير المثمرة عن طريق اللافتات والتظاهرات في الشارع، أدركوا أن مقابلة رئيس الوزراء البريطاني في ذلك الوقت هو الحل الأمثل لعرض المطالب، ومع العجز في ترتيب موعد مع رئيس الحكومة بكل الطرق فكروا في استخدام البريد لتنفيذ الفكرة، وبالفعل في ٢٣ شباط لعام ١٩٠٩ ميلادي، ذهبوا إلى مكتب البريد وطلبوا منه في إرسال أنفسهم إلى مكتب رئيس الوزراء، ولم يكن أمام مصلحة البريد أي وسيلة لرفض طلبهم، باعتبار بأنه لا يوجد أي قانون يمنع ذلك، وكل ما ينص عليه القانون هو فقط استيفاء المصاريف الإدارية، وبالفعل قام ساعي البريد في اصطحاب الآنستين وتوجه بهم إلى مكتب رئيس الوزراء، لكن المكتب استطاع أن يتهرب من استلام البريد المرسل بحجة أنه لا يوجد أي قانون يلزم الأفراد في استلام البريد، ورغم أنهم لم يتمكنوا من مقابلة رئيس الوزراء، إلا أن قصتهم تناقلتها الصحف في ذلك الوقت وزادت من شهرتهم بين الناس، وهذا الأمر ساعد في حصول المرأة البريطانية على حقوقها السياسية بصورة كاملة، ومنها حق الاقتراع في عام ١٩١٨ ميلادي.
وليام كولثارب
وهو مدير بنك في أمريكا، ويعتبر هذا الرجل صاحب تجربة |أكبر شحنة بريدية| تم إرسالها عبر التاريخ، حيث استطاع هذا الرجل في إرسال مبنى كامل ومكون من طابقين عن طريق البريد.
وفي عام ١٩١٦ ميلادي، فكر وليام في تأسيس فرع جديد للبنك في مدينة فيرونا مسقط رأسه، وبعدما قام في حساب التكلفة لتوصيل كمية المواد الخام المطلوبة لعمليات البناء من موقع البناء المحدد وأقرب مكان لتوريد المواد، ومن الممكن أن تكون تكلفة شحنها بالطرق التقليدية ضعف التكلفة المطلوبة لو اعتمد على مصلحة البريد في شحن ونقل المواد، فبدأ في إرسال الشحنات ابتداء من معدات الحفر والبناء ومروراً بالرمل والأخشاب ووصولاً إلى الديكورات وكمية الدهان المطلوبة، وبالفعل كان يقوم في كل يوم بإرسال ٤٠ صندوق محمل بالمواد الخام، و كانت الشحنة اليومية في البريد لا تقل عن طن كامل، وهو الأمر الذي أسفر في النهاية عن الانتهاء من أعمال البناء خلال سنة كاملة، ثم بدأ البنك في تقديم خدماته للمواطنين، ومازال هذا البنك موجود إلى يومنا هذا ويطلق عليه الناس اسم |بنك الطرود البريدية|، وهو البنك الذي استطاع كولثارب أن يبنيه في أرخص التكاليف، لكنه كان السبب في تعديل اللوائح بعد ذلك، والتي قررت في عدم إمكانية إرسال البريد لأكثر من ٩٠ كيلو غرام يومياً.
أغرب الأشياء التي أرسلت عن طريق البريد تصميم رزان الحموي |
هنري بوكس بروان
هو رجل إفريقي الأصل، و كان يعاني من العبودية في إحدى الولايات الأمريكية، ومع معاناة بروان من سيده القاسي و حرمانه حتى من زوجته و التي تم بيعها إلى سيد آخر، كانت الحرية والخلاص من الذل والعبودية هي الشغل الشاغل له، ومع ملاحظة بروان لخدمة البريد التي كانت تصل إلى سيده في صناديق كبيرة فيها ملابس، وحبوب، وبضائع مختلفة، خطرت له فكرة جمعت مابين العبقرية والجنون، فقام بإنفاق كل ما يملك حتى يصل لاتفاق مع صديق له يمتلك متجر بسيط، وذلك بأن يقوم في شحنه وارساله في البريد داخل صندوق يحتوي على القليل من الماء والبسكوت إلى ولاية فيلادلفيا، وهذه الولاية كانت واحدة من الولايات التي ألغت نظام الرق، وبالفعل في ٢٣ آذار لعام ١٩٤٩ ميلادي، وضع هنري نفسه فردي صندوق طوله ٩٠ سم وعرضه ٦٠ سم وعمق ٦٠ سم، ومبطن بقطعة قماش من الصوف ويحتوي الصندوق على فتحة صغيرة واحدة للتهوية، وثم بدأ في رحلته التي استمرت ٢٧ ساعة، والتي قطع فيها المسافة عن طريق السكك الحديدية، ومع وصوله إلى فيلادلفيا خرج من الصندوق وهو يرحب بالمسؤولين، واستطاع بروان في الحصول على حريته، وبالإضافة إلى الحصول على الاسم الجديد بوكس بروان، وهو الاسم الذي لقب فيه نتيجة للطريقة التي استطاع أن ينال بها حريته عن طريق الصندوق أو البوكس، ثم أصبح بروان ناشط ومنهاض للعبودية، وزادت شهرته في المجتمع الأمريكي، وقدم العديد من الخطابات والقصص والأعمال المسرحية.
إرسال الأطفال بالبريد
في ١٩ شباط لعام ١٩١٤ ميلادي، قرر السيد برستوف زوجته الذين يقيمون في إحدى المدن الأمريكية أن يقومون في شحن طفلتهم صاحبة الأربع سنوات حتى تزور جدتها في مدينة أخرى وبنفس الولاية، وهذا القرار اتخذته الأسرة بعدما اكتشفت أن المبلغ المطلوب لشحن الطفلة لا يتجاوز ١٥ سنت، وهذا كان أرخص من سعر تذكرة القطار، وخاصة أن في القطار كانت تحتاج الطفلة إلى مرافق حتى يقوم في توصيلها إلى المدينة المطلوبة، بينما |مكتب البريد| كان يوفر عملية النقل مع المرافق مجاناً وهو ساعي البريد، ومع وصول الأسرة إلى مكتب البريد اندهش مدير المكتب من طلب والدي الطفلة، ولكنه لا يملك أي طريقة قانونية للرفض، و كل مايستطيع أن يفعله هو أن يرفع مبلغ التأمين إلى الحد الأقصى وهو ٥٠ دولار، والذي يتم استرداده بعد وصول الشحنة.
وبعد ذلك بدأ مدير مكتب البريد في السعي لإلغاء خدمة نقل البشر قانونياً عن طريق |الشحن البريدي|، وبالفعل استطاع في إلغاء هذه الخدمة، وكانت هذه الطفلة هي آخر شحنة للبشر في البريد.
وهذه كانت أغرب الأشياء التي تم إرسالها عن طريق المكاتب البريدية، والتي كانت مجنونة أو غريبة في أغلب المرات.
بقلمي: ربا
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك