قضية الأرملة العنكبوت الصادمة والنهاية الغير المتوقعة تصميم وفاء المؤذن |
بدأت القصة بمكالمة هاتفية لشرطة النجدة
-ولدت ستاسي كاسترو في ٢٤ تموز عام ١٩٦٧، في نيويورك في أمريكا، وفي عام ١٩٨٥ وفي ذلك الوقت كانت قد بلغت الثمانية عشر عاماً، تعرفت عن طريق أصدقائها على شخص يدعى مايكل وولس، وعاشوا معاً قصة حب استمرت ثلاث سنوات، وفي عام ١٩٨٨ كُللت قصتهم بالزواج وكانوا في غاية السعادة، ورزقوا بطفلتهم آشلي في نفس العام، وفي عام ١٩٩٩ أنجبت ابنتها بري.
- في ذلك الوقت كان مايكل يعمل في ميكانيك السيارات، وستاسي موظفة في شركة، وكانت حالتهم المادية جيدة، وكان هناك ترابط قوي بينهم وبين أطفالهم، ولكن كان هناك شك بأن مايكل غير مخلص لزوجته ويشرب الكحول كثيراً، وكانت على وشك الانفصال عنه، وفي عام ١٩٩٩ أخذت قرارها النهائي، وكانت تبحث عن محامي لتبدأ بإجراءات الطلاق.
-لكنها قررت أن تؤخر الموضوع لحين انتهاء احتفالات عيد الميلاد، حتى لاتتأثر نفسية أطفالها بما سيحدث، والغريب أن مايكل أصيب بالتعب الجسدي والمرض، وبقي في المنزل من دون عمل مايقارب الستة أسابيع، وكان غير قادر على النهوض من على السرير، وتصيبه حالة |ارتعاش|، ويتقيأ بشكل مستمر، وكان غير قادر على المشي والكلام، وكان يبلغ من العمر ثمانية وثلاثون سنة، وغير مصاب بأي نوع من الأمراض.
في ليلة عيد الميلاد
وأثناء اجتماعهم على العشاء، أحد أقارب مايكل، أخبره بأن التعب واضح على وجهه، وأنه من المفروض أن يراه الطبيب، ولكن للأسف |توفي مايكل| بعد أسبوعين فقط، في ١١كانون الثاني عام٢٠٠٠، وحسب تقرير الطبيب، أن |سبب الوفاة| سكتة قلبية.
- وسببت وفاته آثار شكوك عائلته، فهو لم يتعرض لأي وعكة صحية من قبل، وكانت أموره الجسدية سليمة، فطلبت أخته |تشريح الجثة| لتتأكد من سبب الوفاة، لكن ستاسي أخبرتهم أنها تثق بكلام الطبيب ،ولا حاجة لتعذيبه بتشريح جسده، وتم دفن مايكل، وبعد ذلك حصلت على خمسين ألف دولار، من بوليصة التأمين على حياة مايكل.
وبعد وفاة مايكل بثلاث سنوات
تعرفت ستاسي على شخص يدعى ديفيد كاسترو، عن طريق صديق مشترك بينهما، وأعجبوا ببعضهم وتزوجوا في نفس العام، وبما أن ديفيد كان رجل أعمال، عملت ستاسي معه في نفس المجال، وكان ديفيد متزوج من قبل، وكان لديه ابن اسمه ديفيد جونيور، وكان مقرب جداً من ابنه.
- وفي ٢٢آب عام ٢٠٠٥، اتصلت ستاسي بالشرطة، وكانت في العمل، وأخبرتهم أن زوجها لم يأتي للعمل، وأنه في عطلة نهاية الأسبوع، كان في غرفته لوحده، والباب مقفل، وحاولت جاهدة لكنه لم يفتح لها، ولم يرد عليها، حتى أنها حاولت الاتصال على هاتفه، لكنه لم يجب، وأنها تشعر بالخوف بأن يكون قد فعل شيء بنفسه، وخصوصاً أنه يحتفظ بمسدس تحت السرير، فقد كان في حالة اكتئاب، لأن والده توفي من فترة قصيرة، و تشاجر معها قبل أن يدخل الغرفة.
-وسبب الخلاف بينهما، أنه أراد السفر للاحتفال بذكرى زواجهم الثانية، ولكنها رفضت أن تترك الأولاد كل هذه الفترة، وانتهى النقاش بدخوله الغرفة، وإغلاقه الباب على نفسه، وعندما وصلت الشرطة المنزل، واقتربوا من غرفة ديفيد، سمعوا صوت مذياع من الداخل، ونادوا عليه محاولين إقناعه بالخروج ولكنه لم يجب، وعندما كسروا باب الغرفة، وجدوا ديفيد على السرير متجرد من ملابسه ،وكان قد |فارق الحياة|، ووجدوا على الطاولة أمامه زجاجة كحول، و زجاجة عصير التوت، وكأس فيه سائل أخضر وهو مانع للتجمد، ويستخدم في السيارة، ليمنع تجمد الماء في السيارة شتاءً.
هل كانت ستاسي هي المسؤولة
- عندما عرفت بوفاة ديفيد، انهارت وكانت في حالة حزن شديدة، وأظهرت نتائج التحليل الجنائي، أن ديفيد أنهى حياته بنفسه عن طريق شربه لسائل مانع التجمد، ولكن أصدقاء ديفيد وزوجته السابقة، كانوا مستبعدين انتحار ديفيد، وذهب المحققون للمنزل للتأكد بأن وفاة ديفيد كانت بيده، ولم تكن بفعل فاعل.
- وعند بحثهم وجدوا أداة تستخدم في المطبخ، تقوم عند الضغط عليها بسحب مرق الدجاج ثم توزعه فوق الطبق كاملاً، مرمية في سلة القمامة في المطبخ، وتنبعث منها رائحة الكحول، ولفتت انتباه المحققين فأخذوها للتحليل الجنائي، وأظهرت النتائج وجود حمض نووي لديفيد على طرف الأداة، ووجدوا بقايا للسائل الأخضر، وأيضاً بصمات ستاسي على الأداة، وعلى أسفل كأس العصير في غرفة ديفيد، وكأنها كانت تمسك الكأس من الأسفل ليشرب منه كما توقع المحققين.
-واكتشف المحققين أن ديفيد وضع كل ما يملك باسم ستاسي، ولم يترك شيئاً لابنه من لحمه ودمه ديفيد جونيور، بالرغم من أنهم كانوا مقربين من بعضهم، مما آثار |شكوك المحققين|، ووضعت ستاسي تحت المراقبة.
قضية الأرملة العنكبوت الصادمة والنهاية الغير المتوقعة تصميم وفاء المؤذن |
تم وضعها تحت المراقبة
فلو كانت تعاني لخسارتها زوجها بالتأكيد ستذهب لزيارة قبره، ولكنها لم تذهب أبداً، والغريب أنها دفنت ديفيد بجانب زوجها المتوفي مايكل.
- وكانت خلال التحقيقات، قد أخبرت المحققين أنها غادرت المنزل بعد شجارها مع ديفيد، وحاولت الاتصال به عدة مرات خلال العطلة ولكنه لم يجب عليها، ولكن بعد التحريات، اكتشفوا من سجلات مكالمة ستاسي، أنها لم تحاول الاتصال به سوى مرة واحدة، وكانت قبل أن تتصل وتبلغ الشرطة بعدم قدومه للعمل.
- وعندما بحث المحققون أكثر في حياتها، تبين معهم أن زوجها مايكل توفي فجأة بسكتة قلبية، رغم أنه لم يكن يشتكي من أي مرض، وفي عام ٢٠٠٧، قام المحققون بإصدار أمر بتشريح جثمان مايكل ولس، واتضح لهم أن شرب كمية من سائل مانع التجمد، والذي يمتصه الجسم بسرعة، ويتحول إلى حبات تشبه الكريستال، والذي يدمر الجسم ويسبب فشل في الكلى والكبد ويؤدي للوفاة، وهذا هو سبب وفاة مايكل.
تم استدعاء ستاسي للتحقيق
وتم إخبارها أن ديفيد توفي بسبب شربه كمية من هذا السائل، فأخبرتهم أنه ببساطة أخذ الفكرة من مسلسل كانوا يشاهدونه معاً، وأن البطلة سممت أزواجها بهذه الطريقة، ولكن المحققين كانوا متأكدين أن ستاسي لها يد في |مقتل| ديفيد، وأنها هي من خلطت العصير بسائل مانع التجمد، والدليل وجود بصماتها على الكأس، وقامت باستخدام أداة المطبخ، لتسحب بها السائل وتضعه في فمه، وهذا يفسر وجود حمضه النووي على جانبها.
-ثم قام المحققين باستجواب ابنتها الكبيرة آشلي، وأخبروها بشكوكهم بأن والدتها مسؤولة عن وفاة والدها وعن وفاة ديفيد، وكانت في حالة انزعاج وصدمة، وأخبرتهم بأنهم يريدون إلقاء التهم جزافاً، وعندما علمت ستاسي بالأمر أتصلت بإحدى صديقاتها، وأخبرتها عن مدى قلقها لأنها لم تفعل شيئاً مما تتهم به.
- وبعد مرور يومين، اتصلت ستاسي بالإسعاف، حيث أخبرتها ابنتها بري، أنها وجدت آشلي في غرفتها وكانت فاقدة للوعي، وتم إيجاد زجاجة كحول فارغة، وأربع علب فارغة لمسكن آلام، ورسالة كتبت فيها أنها تحب والدتها وأختها، واعترفت أنها المسؤولة عن وفاة والدها وزوج أمها، وكتبت بالتفصيل طريقة ارتكابها للجريمتين.
-وتم نقل آشلي للمشفى، واستطاع الأطباء إنقاذها، ولحسن الحظ أنها بقيت على قيد الحياة، وبما أنها اعترفت بالجريمة بالرسالة التي تركتها، فقد كانت تخضع للحراسة المشددة من رجال الشرطة، وعندما عادت لوعيها كان بجانبها أختها بري، التي أخبرتها على الفور بمحتوى الرسالة، وكيف أنها اعترفت بقتل والدها ويفيد، وكانت تطلب منها تفسيراً لما فعلته، وأخبرت المحققين بأنها لم تكتب أي شيء ولم تحاول |الانتحار|، وأن آخر شيء تتذكره أن والدتها اتصلت بها وطلبت منها العودة للمنزل لتجلس معها، لأنها كانت منزعجة لأن المحققين يوجهون شكوكهم نحوها، وأخبرتهم أنها شربت الكحول مع والدتها وكان طعمه غريب.
تم القبض على ستاسي
بتهمة قتل ديفيد كاسترو و|محاولة قتل| ابنتها، وكانت هي المستفيدة الوحيدة من موتهم، فقد أخذت أموال بوليصة التأمين بعد وفاة مايكل، وزورت وصية ديفيد وورثت كل أملاكه، وعندما أدركت أن جرائمها ستكشف حاولت قتل ابنتها ورمي التهم عليها.
-وفي ٥ آذار عام ٢٠٠٩، تم الحكم عليها بالسجن واحد وخمسون عاماً، بدون إمكانية الإفراج المشروط، بتهمة قتل ديفيد كاسترو ومحاولة قتل ابنتها، وكان هناك شكوك أن يكون والدها أحد ضحاياها، فقد كانت آخر زواره في المشفى، ودخلت غرفته ومعها مشروب غازي، وتوفي بعد يوم واحد من زيارتها له، وكانت هي المستفيدة الوحيدة من وفاته، لأنها ورثت كل أملاكه، والغريب أنها طالبت بحرق جثته.
- وفي ١١حزيران عام ٢٠١٦، تم العثور على ستاتي وقد فارقت الحياة في زنزانتها، بسبب سكتة قلبية.
فما رأيكم بما فعلته ستاسي وخصوصاً مع ابنتها؟
وهل حب المال يحول الإنسان إلى وحش؟
أترك لكم التعليق
بقلمي: تهاني الشويكي
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك