براءة ريا وسكينة تظهر بعد ١٠٠ سنة - الجزء الأول تصميم ريم أبو فخر |
قصة اليوم عن " ريا وسكينة" المشهورة جداً
كما هو معروف منذ ١٠٠ عام مضت عن قصة |ريا وسكينة| بأن (ريا وسكينة وحسب الله وعبدالعال) هم عصابة خطيرة، ومتهمين بأنهم قاموا بخطف سبعة عشر سيدة ومن ثم قتلوهن، ولكن اليوم سنتحدث عن وجهة نظر مختلفة تماماً عما سبق، مع وجود أدلة تثبت بأن ريا وسكينة كانوا " أبرياء تماماً " من هذه التهمة، وأنهما لم تقوما بأي |جريمة| مما ذكر عنهم، وبأنهم كانوا مناضلين ضد الجنود الإنكليزيين.
في البداية .. سنتحدث عن القصة أو الرواية التي يعرفها الجميع، ومن ثم نتحدث عن الرواية الثانية، ويبقى الحكم للقارئ بأن يقرر فيما كان كلاً من ريا وسكينة متهمين أو أبرياء.
سنتحدث الآن عن قصة حدثت منذ أكثر من مئة عام وتقول القصة مايلي :
منشأ كلاً من ريا وسكينة
ولدت " ريا " في محافظة أسوان المصرية، بينما " سكينة " فقد ولدت في كفر الزيات في منطقة الغربية، كانت تعيش هذه الأسرة في محافظة أسوان مع أخوهم أبو العلا ووالدتهم ثم انتقلوا للعيش في منطقة بني سويف، ومن ثم إلى منطقة كفر الزيات حيث أقاموا هناك، بعد ذلك تزوجت ريا من شخص يدعى " حسب الله " وأنجبت فتاة أسمتها " بديعة "، بينما سكينة تزوجت وسافرت إلى الإسكندرية بعد فترة تنفصل سكينة عن زوجها وتطلب من أختها ريا وزوجها حسب الله وابنتهم بديعة بالقدوم والعيش معها في منزلها في الإسكندرية، وهذا ما حدث بالفعل فقد تركت العائلة منزلها وانتقلت للعيش مع أختها سكينة في الإسكندرية، وفي أثناء هذه الأوضاع تعرفت سكينة على أحد الجوار ويدعى " عبدالعال " وتزوجت به فأصبح كلاً من " ريا وسكينة وعبدالعال وحسب الله والطفلة بديعة " يعيشون في بيت واحد.
قيل بأنهم كانوا يعملون في البغاء (الدعارة )، في تلك الفترة كانت الدعارة تجارة مشروعة وتكون برخصة من الدولة، والعديد من البيوت كانت تعمل بهذه التجارة المسموحة، ولا يوجد أي مشكلة بذلك طالما أنك لا تؤذي أحد، كما هو الحال في أيامنا هذه عندما يتم تقديم المشروبات الروحانية في المطاعم والنوادي الليلية وكان هذا هو عمل هذه الأسرة.
إلى الأن كل الكتب والقصص والروايات التي تحدثت عن ريا وسكينة ذكرت هذا الموضوع، أي أنه لا يوجد جدال بين الروايات حتى هذه النقطة.
براءة ريا وسكينة تظهر بعد ١٠٠ سنة - الجزء الأول تصميم ريم أبو فخر |
في أحد الأيام قررت هذه الأسرة أن تحصل على المال بطريقة جديدة مختلفة عن موضوع الدعارة
وهنا بدأ كلاً من ريا وسكينة بالخروج إلى الأسواق حيث مكان تواجد النساء التي ترتدي الذهب بكميات كبيرة جداً، لأن ذلك كان يعتبر من الموضة في تلك الفترة، كما أنهم كانوا يتباهون بمقدار ما يرتدون من الذهب، فتقوم ريا وسكينة بالبحث عن مثل هذه النساء واستدراجهن إلى البيت بطريقة أو بأخرى، فمثلاً إذا كانت إحداهن تبحث عن قطعة من القماش، قاموا بإخبارها بأن لديهم قماش ذو جودة أفضل وبسعر أرخص حتى تذهب معهم إلى المنزل، أو بطريقة ثانية بحيث يتم الوصول من خلالها عن طريق إقناع السيدة للذهاب معهم إلى المنزل، وعندما يصلون إلى المنزل يقومان بتقديم الخمر للضحية، وأيضاً كانت الخمرة في تلك الفترة من الأشياء المسموحة، وعندما تصل الضحية إلى مرحلة السُكر يبدأ دور كلاً من " حسب الله وعبدالعال " فيقوم أحدهم بالقضاء على السيدة عن طريق الخنق والآخر يقوم بالحفر والدفن.
هذه هي التفاصيل التي عرفت سابقاً عن العائلة، واستمرت هذه العائلة على فعل هذه الأمور مع |سبعة عشر امرأة|، حيث أنه تم اختفاء سبعة عشرة سيدة في الإسكندرية، مما يجب التحدث عنه بأن هذه الأحداث لم تحدث بمنزل واحد وإنما حدثت بأكثر من منزل، وبأنهم لم يكونوا هم من يغادرون المنزل والانتقال إلى منزل جديد، ولكن صاحب المنزل كان يطلب منهم المغادرة والبحث عن مكان آخر.
كيف استطاعت الشرطة كشف الجريمة
كما قلنا سابقاً بأن هذه القصة حدثت بين عامي ( ١٩١٩م و١٩٢٠م ) ، تحديداً مابين ( كانون الأول ١٩١٩م وتشرين الثاني ١٩٢٠م ) ، أي في توقيت الثورات والمظاهرات ومنها " ثورة زغلول "، لذلك في تلك الفترة كانت الشرطة مشغولة جداً بهذا الموضوع، فمظاهرة في الجامعة وأخرى في مكان آخر، كما أن الإنكليز كانوا هم من يحكمون البلاد في تلك الفترة.
براءة ريا وسكينة تظهر بعد ١٠٠ سنة - الجزء الأول تصميم ريم أبو فخر |
سنكمل في تفاصيل كشف الشرطة لريا وسكينة
- في أحد الأيام كان أحد عناصر الشرطة ويدعى عسكري الدرك، وعسكري الدرك هو رجل محترم ذو صفة حكومية، بينما كان يمشي في أحد الشوارع وهو ينادي من هناك حتى يقوم بتأمين الشوارع من المخاطر في هذه الأثناء، شاهد هذا العسكري شيء غريب عندما اقترب منه وجد بقايا امرأة (رأس وشعر ولباس ذو لون أسود) أشياء من هذا القبيل، فقام بإخبار مايدعى بمأمور القسم بما وجد، وهذا حدث في الفترة التي كانت تختفي فيها النساء، وكان هناك إشاعة منتشرة بشكل كبير جداً عن وجود عصابة بالإسكندرية تعمل على |خطف النساء|، فكان الرجال يختبئون بمنازلهم أكثر من النساء، وسنتحدث عن هذه النقطة فيما بعد.
فأمر بدوره مأمور القسم بالتوجه إلى المكان الذي توجد فيه |بقايا امرأة|، في هذه الفترة أيضاً كان هناك رجل ذو نظر ضعيف يقوم بإجراء بعض الصيانة في منزله، وأثناء الحفر وجد هذا الرجل بقايا عظام تحت بلاط إحدى الغرف فقام بإبلاغ الشرطة بذلك التي بدورها قامت باستجواب الرجل عن كيفية العثور على العظام، وعن الأشخاص الذين كانوا يسكنوا في المنزل قبل أن يأتي هو، فأخبرهم الرجل بأنه كان قد أجر المنزل لشخص يدعى " محمد السمني " وبالفعل تم استدعاء محمد السمني، الذي بدوره أخبرهم بأنه كان يقوم بتأجير المنزل لعدة عائلات بحيث كل غرفة تقيم بها عائلة كما هو الحال بالسكن المشترك، فطلبوا منه بذكر أسماء العائلات التي استأجرت الغرفة التي وجد فيها بقايا العظام، فذكر محمد السمني العديد من الأشخاص من بينهم اسم " سكينة العلي "، فسألوه هل تشك بأحد ؟
أخبرهم بأنه يشك بسكينة وذلك لأنها لم تكن تريد مغادرة المنزل، وقد طلبت منه العودة إلى المنزل أكثر من مرة لكنه رفض.
تابع القراءة لتتعرف على المزيد من التفاصيل حول هذه القضية في الجزء الثاني ...
بقلمي: رهف ناولو
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك