|
هل يوجد للطريق المظلم قصة تصميم وفاء المؤذن |
القصة اليوم غريبة وأقرب لعدم التصديق، ولكنها حقيقة وحدثت على الأراضي الإيرانية بعام 2018، بمدينة (زنجان) يوجد مركز شرطة، وفي أحد الليالي دخل رجل يصرخ بأعلى صوته، ويكاد يغمى على هذا الرجل لأنه كان يضع يديه على عنقه الذي يسيل منه |الدماء| بغزارة.
أشار الرجل بأصبعه على شاب وامرأة وقال أنه كانوا يطاردوه بغية قتله، وطبعاً ما إن انتبه الشاب والمرأة لرجال الأمن وهم يتوجهون نحوهم إلا وقد لاذوا بالفرار، فبدأت سيارات الشرطة بالإسراع.
ومن شارع لشارع ومنطقة لمنطقة تمكنوا من إلقاء القبض عليهم في النهاية
أما الرجل تم على الفور نقله إلى المستشفى، وتم تحويل الشاب وزوجته إلى |التحقيق|.
ذهب الضابط إلى المستشفى وسأل الرجل لماذا يحاول هذا الشاب قتله؟ فرد قائلاً: قبل يومان من الأن هذا الشاب يدعى (سياج) يبلغ من العمر22 ربيعاً، أما زوجته فتبلغ من العمر 21 عاماً، طلب مني هو وزوجته إقلالهم بسيارتي من مدينة زنجان إلى مدينة شيراز التي تبعد185 متر عن منزلهما.
تم الاتفاق على أن أقوم بأخذهم من أجل إمضاء بعض الأعمال وانتظارهم لما يقارب الساعتين، ومن ثم العودة بهم إلى زنجان وقمنا بتحديد موعد الانطلاق في الغد.
وبالفعل باليوم التالي بالوقت المحدد رأيتهم بانتظاري، فانطلقنا معاً إلى مدينة شيراز، ما أن وصلنا حتى ذهبوا هم لقضاء بعض الأمور وأنا جلست بانتظارهم بأحد المقاهي، وما هي إلا ساعتين وعادا إلى السيارة من أجل العودة إلى زنجان.
عند الانطلاق كانت الشمس قد غابت وبدأت وحشة الليل تجول أرجاء المدينة والشوارع، على الطريق بدأ سياج يفتعل المشاكل المقصودة مع زوجته أمامي، حيث كان هو وزوجته يجلسان في المقاعد الخلفية للسيارة، والزوجة تجلس خلفي مباشرةً.
ومع كل ما سمعته منهم إلا أنني لم أتدخل فهذا موضوع خاص وأمر عائلي بينهما، ولكن بدأت بالتفكير عن سبب المشاجرة التي آل بها الوضع إلى كمية هذه الشتائم والأصوات العالية.
ولكن جميع الأسباب كانت تافهة وليس لها أعلى قيمة، وما تبين معي أن سياج هو من يحاول افتعال المشاكل، حينها شعرت بالخوف وخاصةً أننا اقتربنا من زنجان جداً، فلماذا انتظر طول الطريق وعندما قاربنا على الوصول افتكر المشاكل بينهما؟
ظننته بأنه ملعوب من سياج وزوجته قصداً يقوما بتمثيل |المشاجرة| أمامي فأخذت حذري منهما، ومن أجل هذا تعمدت الذهاب بالطرق المنارة وسط المدينة والابتعاد عن الطرق المظلمة.
دقيقة خلف الدقيقة بدأت تزداد حدة المشاجرات بينهما، حتى أن سياج قام بالهجوم على زوجته وضربها، وينهال عليها بألفاظ نابية، وما هي إلا ثوانٍ حتى قامت الزوجة بإخراج |سكين| من المحفظة الخاصة بها.
|
هل يوجد للطريق المظلم قصة تصميم وفاء المؤذن |
هل يمكن أن يتحول هذا الرجل من سائق سيارة خاصة لتوصيل الطلبات، الى رجل شاهد على |جريمة قتل| بين شاب وزوجته؟، أو أن يكون ضحية لجريمة قتل؟
مع علو الأصوات وبدء المشاجرة الجسدية
كان الرجل بين الحين والأخر يلتفت لرؤية ما يحدث في المقاعد الخلفية، وبلمحة البصر أخرجت الزوجة السكين تريد أن تهجم على الرجل وتقوم ب|طعنه في العنق|، وبالفعل تمكنت من إصابته إصابة خفيفة.
فقال الرجل: هنا قمت بإيقاف السيارة على الجانب، ومن حذري الشديد منهم تعمدت أن أجول بالقرب من مركز الشرطة، فعندما وصلت إلى المركز والدماء تسيل مني ورؤيتكم لي بهذا الوضع، بدأ سياج وزوجته بالهروب.
عاد الضابط إلى سياج وزوجته
الذين تم حجزهما فسأله الضابط عن السبب الذي دفعهما لضرب عنق هذا الرجل؟، رد سياج فوراً قائلاً:
أن هذا الرجل الذي يكون قريب إليّ من طرف والدتي، قام باغتصاب زوجتي، الضابط انصدم وصُعق من الإجابة، فسأله عن القصة مع التفاصيل.
فقال سيراج أنه عندما كانا في شيراز اغتصب زوجته، فعادت الشرطة بهذه الأقوال إلى الرجل، فما كان منه إلا النكران والتصميم على قول أن سيراج يريد قتله من دون أي سبب، وللتأكد اسألوا زوجته إن كنت قد تقربت منها أو حاولت بالأصل أن ألمسها.
وعند العودة إلى الزوجة قالت: نعم هذا الرجل قام ب|الاعتداء الجنسي| عليّ، وأنا أخبرت سيراج فحاول قتله، فسألها الضابط هل تم الاعتداء عليكِ؟، أم أنه حاول ذلك؟، فقالت لا هو فقط حاولت التحرش بي والاقتراب مني.
هنا بدأت الأقوال تتضارب فسياج يقول أن هذا الرجل اعتدى على زوجته، أما الزوجة فقالت أنه فقط حاول هذا وقام بالتقرب منها ولمسها، والرجل يقول أنه ليس له أي علاقة بهذه المرأة ولا يدري ما القصة التي يتهمانه بها، وأن من حاول قتله هي الزوجة وليس سيراج.
فما كان من رجال الأمن بعد سماع الأقوال المتناقضة، إلا العودة إلى السجلات المحفوظة لديهم لمعرفة إن كان أحد منهم له سوابق، ويا للصدمة التالية.
اكتشف الضابط أن سياج وزوجته كان قد تم اتهامهم بجريمة قتل لسائق تكسي، هنا بدأت القصة تبدأ بأخذ مسرى أخر، فعاد الضابط إلى سياج وسأله عن قصة سائق التكسي هذا.
فرد سياج وقال أنه في المرة الأولى بعد التحقيق معه، خرج من السجن بكفالة لعدم وجود الأدلة الكافية، وأن الشرطة فقط اشتبهت به ولم تتمكن من تثبيت التهمة عليه لذلك فهو بريء.
فقال الضابط إن كانت المرة الماضية محض صدفة وأن كلامك صحيح وأنت صادق، فلماذا أنت بالذات يتم تكرار الأمر معك؟، وما هي صلة الوصل بين الجريمة الأولى وهذه.
|
هل يوجد للطريق المظلم قصة تصميم وفاء المؤذن |
اتهامات طالت الرجل المطعون بالاغتصاب، تناقض بين الأقوال، اكتشاف جريمة سابقة تمت على هذا النحو.
بعد سؤال الضابط عن العلاقة بين هذه الجريمة والجريمة السابقة
التي وجد بها سائق التكسي مطعوناً من الخلف؟، بدا على وجه سياج الارتباك والخوف، فبدأ يتمتم ولكن الضابط استخدم معه جميع أساليب الضغط النفسي، (ماذا تتوقعون الفعل الذي أقدم سياج وزوجته عليه؟)وبالفعل رد سياج معترفاً فقال:
أنا شاب بمقبل العمر ولكن الوضع المادي لي ولزوجتي سيئ جداً، فبعد عدة محاولات لإيجاد عمل لأحدنا، إلا أن جميع محاولاتنا باءت بالفشل، ففكرنا بأي مصدر نستطيع من خلاله الحصول على الأموال.
فكان الحل الوحيد الذي يمكن أن نقوم به، هو ارتكاب بعض الجرائم ومن بعدها سرقة الضحية.
حيث بدأت القصة قبل شهرين عندما قررنا الصعود مع سائق تكسي، حيث طلبنا منه أن يقلنا إلى منطقة شيراز، بالفعل توجه بنا الرجل إلى المنطقة التي نريدها، وأثناء الرحلة قمنا بتسديد الطعنة له من الخلف بمنطقة الرقبة.
لكن الطعنة كانت خفيفة فخفنا أن يتم كشف أمرنا، فقامت زوجتي بطعنه مرة أخرى بمنطقة الظهر باستخدام سكين كان بحوزتها، وقمنا برمي الجثة بالطريق العام، ومن ثم سرقة السيارة.
عند وصولنا إلى شيراز وعلى الفور عرضنا السيارة للبيع، بحيث يتم بيعها بطريقة غير قانونية لعدم كشف فعلتنا، وبالفعل تقدم إلينا رجل قال أن مهنته هي(سائق تكسي)، لذلك سيقوم بشراء التكسي منا.
بالفعل جلب الرجل المال وكان معه سيارته الخاصة، فنزل منها وصعدنا أنا وهو وزوجتي من أجل أن يقوم بتجربة السيارة المسروقة، فخطر لنا فكرة قتله بما أنه يحمل مبلغ كبير من المال، وبنفس الوقت راودنا شعور القلق إذا تم الكشف عن هويتنا في حال قامت |الشرطة| بتتبع البائع لها.
في الطريق عمدنا على قتله بالطريقة التي تم |قتل| السائق الأول، وبعد التأكد من أنه قد فارق الحياة، قمنا برميه من أعلى أحد الوديان وسقط.
الصدمة الغريبة الأن
بعد أن تم رميه انتظرنا لبعض الوقت لنتأكد من أنه مات، وإذ صوت الرجل يبدأ بالعنين معلناً عن الألم الذي يشعر به، من أثر الطعنات ومن أثر السقوط، مما اضطرني إلى النزول للوادي وطعنه من جديد حتى فارق الحياة بالتأكيد هذه المرة.
عدنا أنا وزوجتي بعد أخذ المال من هذا السائق، وعدنا بالتكسي المسروقة إلى المكان الذي ركن به هذا الرجل سيارته الخاصة، وصعد لتجريب التكسي، ومن هنا تم الاشتباه بنا في الجريمة الأولى.
بعد سماع القصة توجه الضابط مع مجموعة من العناصر إلى منزل سيراج وزوجته، وإذ بالصدمة التي جعلت شعر الضابط يقف من ذهولها، جميع الأدوات الشخصية التي تعود للسائق الأول، والسائق الثاني تم إيجادها مخبئة بإحكام بمنزل سيراج.
حكم المحكمة
تم إحالة الزوجين إلى المحكمة، حيث قرر القاضي إصدار |حكم الإعدام| بكليهما.
بالنهاية الناجي الوحيد هو السائق الثالث، فالخدعة لم تمر عليه، وذكائه بالاتجاه لمكان قريب من مركز الشرطة، جعله ينجو من هذه الجريمة، فحنكته كانت حبل النجاة له.
فنصيحتي دائماً كن حذراً من جميع الأشياء المحيطة بك، ولا تصدق كل ما يحدث أمامك.
آلاء عبد الرحيم
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك