قضية اختفاء ماريا كورب وكيف تم العثور عليها بين الحياة والموت- الجزء الرابع تصميم المصممة وفاء مؤذن |
تصريحات تانيا عن رغبة جوزيف
- وعندما استجوب المحققين تانيا، أخبرتهم أن جوزيف لم يخبرها في البداية أنه متزوج، وتعلقها به جعله المتحكم على قرارت حياتها، منها قطع علاقتها بأصدقائها، والانتقال للعيش في نفس مكان سكنه، وأخبرت |المحققين|، أن جوزيف قبل الحادثة بعدة أسابيع كان يتكلم كلاماً غريباً، لو لم تكن ماريا في هذه الحياة، ولو أردتِ قتل شخص ما كيف تفعلين ذلك!
حتى أنه طلب منها بشكل صريح |قتل زوجته|، حتى لا تعكر صفو حياتهم.
- إلا أنه جاءها في أحد الأيام، وبيده حقيبة وضع بداخلها أدوات الجريمة، قفازات وقناع ولباس السباحة حتى لا يتساقط شعرها في مسرح الجريمة، وحزام لتخنق به ماريا، وهنا أدركت أنه كان جاداً فيما كان يقوله، وأخبرها إذا لم تفعل ذلك، سيتركها ويعيش مع زوجته، وليس بإمكانه القيام بذلك، لأن أول أحد ستثار حوله الشكوك من قِبل الشرطة، وكانت فكرة الطلاق خارج تفكيره، لأنه بذلك سوف يخسر المنزل.
-وبذلك أقنعها بارتكاب الجريمة، وفي ٩شباط من عام ٢٠٠٥، جاء جوزيف لمنزل تانيا صباحاً، وأخذها لمنزله الذي يعيش فيه مع ماريا، وعند وصولهم خبأها في المرآب، وجعلها ترتدي حذائه، لأنه من الطبيعي أن يجد المحققين آثار حذائه في منزله، وقبل أن يتركها، قال لها اليوم سأرى مدى حبك لجو (جوزيف)، لذلك لا تدعيها تخرج على قيد الحياة.
-وذهب لعمله كالمعتاد، فبذلك تكون حجة غيابه مثبتة، دخلت ماريا المرآب، لتأخذ سيارتها، وتذهب كالمعتاد لعملها، فهجمت تانيا على ماريا من الخلف، وقامت بلف الحزام على رقبتها، وكانت ماريا تقاوم بشدة، وأثناء محاولتها النجاة، استطاعت رفع القناع عن وجه تانيا، واستطاعت التعرف عليها، ولكن للأسف فقدت الوعي وسقطت على الأرض في هذه اللحظة، اعتقدت تانيا أنها فارقت الحياة، فوضعتها في صندوق السيارة، حيث أن جوزيف أخبرها أن تقود السيارة إلى مكان بعيد وتتركها هناك.
- وخلال قيادتها للسيارة، كانت مرتبكة ومضطربة جداً، وسمعت صوتاً من صندوق السيارة، وأدركت أن ماريا مازالت على قيد الحياة، ولأنها كانت قد شعرت بالذنب لما فعلته بها، تركتها ولم تفتح الصندوق لتكمل ما بدأت به، أخذت جميع أغراض ماريا الموجودة كالصليب والخاتم والحلق، وحقيبتها ورمت هاتفها في النهر، ودفنت باقي الأغراض ومعهم الحذاء في مكان بعيد أخبرت |الشرطة| عن مكانهم لاحقاً، حتى أن الصراخ الذي سمعته لورا ابنة ماريا من غرفة والدتها، كان صادراً من المرآب أثناء هجوم تانيا عليها، وذلك لأن غرفة النوم فوقه مباشرةً، حتى أن تسجيلات كاميرات المراقبة، أظهرت تانيا وهي تقود سيارة ماريا.
حكم المحكمة
- وبالطبع أنكر جوزيف تحريضه لها، وادعى أن مجنونة، وأن هذا افتراء منها لأنه انفصل عنها، وفي تموز عام٢٠٠٥، كانت ماريا مازالت في غيبوبة، وحالتها الصحية لم تتحسن أبداً، وكان لدى الشرطة الأدلة الكافية التي تدين تانيا وجوزيف، بما فيهم اعترافها الصريح، وحكمت المحكمة على تانيا بالسجن اثنا عشر عاماً، مع إمكانية الإفراج المشروط بعد تسع سنوات.
- وحكمت المحكمة ببراءة جوزيف، لكن كان هناك محاكمة ثانية، وكانت ماريا مازالت في غيبوبة، وفي ٢٦تموز من نفس العام، قرر الأطباء بتنفيذ ما يسمى بالموت الرحيم، وتم إيقاف العلاج، و|توفيت| في ٢٦ آب، والغريب أن جوزيف كان معها في المشفى.
- أقامت عائلة ماريا جنازة ومنعوا جوزيف من الحضور، فقرر أن يقيم لها جنازة في منزلها، ودعا الإعلامين والصحفيين، وكان قد وضع صورها في كل مكان، وبعد انتهاء الجنازة، اتصل بزوجته السابقة وبأحد الصحفيين، وأخبرهم أنه سوف ينتحر، وعند وصول الشرطة، وجدوا جوزيف معلقاً ومهيأ للانتحار، وفجأة سقط الكرسي الذي يقف عليه، ولم تستطع الشرطة اللحاق به وفارق الحياة.
-وجاء في تقرير الشرطة، أنه لم يكن في نيته الانتحار، ولكن كان مجرد استعراض ليكسب تعاطف الناس، وهيئة المحلفين، ولكن شاءت الأقدار بسبب إكثاره من شرب الكحول، أن يختل توازنه ويسقط.
- فهل كان جوزيف حقاً بريء من قتل ماريا؟
بقلمي: تهاني الشويكي
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك