الأرملة السوداء الداهية التي وقع في حبها كل من حولها على مدار السنين - الجزء الثاني تصميم المصممة وفاء مؤذن |
التقاء جودي برجل أعمال غني جداً
-وفي عام ١٩٦٧، التقت برجل أعمال يدعى بوبي جو موريس، وكان غني جداً، ومحبوب ممن حوله، واستطاعت جودي أن توقعه في حبها، وبالرغم من أنها لم تكن فائقة الجمال، إلا أنها تملك أسلوب بجعل أي رجل يعجب بها، وفي خلال ستة شهور، طلب بوبي من جودي أن تعيش معه في منزله هي وأولادها الثلاثة، وكان يعيش في منطقة راقية جداً، وعاشت حياتها أكثر مما كانت تتمنى، وأصبح لديها أصدقاء في المكان الذي انتقلت للعيش فيه.
- وفي أحد المرات، كانت صديقتها تشتكي لها من سوء معاملة زوجها، ومن كثرة الخلافات والمشاكل بينهم، فكانت نصيحة جودي ماكرة جداً، وقالت لها يجب أن يكون زوجها سجل على بوليصة تأمين على حياته، وأن تضع في الطعام أي نوع سم، وبذلك تتخلص منه، وتنال الحياة التي تريدها.
- وبعد مرور عدة أشهر، بدأت مشاعر بوبي تتغير اتجاهها، وشعر بعدم الارتياح لوجودها، وأغلب الظن أنه كان ينوي إنهاء علاقته بها، وترك لها المنزل وانتقل لمدينة أخرى، وقررت أن تذهب عند بوبي وتعيش معه هي وأولادها، ووافق هو على ذلك وتحسنت علاقتهم، ولكن الغريب، أن بوبي دخل المشفى في حالة خطيرة جداً، بعد ثلاثة شهور فقط من عودة جودي، وفي نفس المشفى التي بدأت جودي تتدرب فيها كممرضة.
-وكانت حالة بوبي سيئة جداً، حالات من التشنج والاقياء وارتفاع حرارة، ولم يستطع أحد من الأطباء معرفة السبب، وكان لدى جودي تفسير منطقي لما يحدث له، وأخبرت الأطباء، بأنه كان يشرب الكحول بشكل مفرط جداً، وقرر منذ فترة قصيرة أن يمتنع عن ذلك، وغالباً هذه الأعراض الطبيعية التي تظهر على أي شخص يتوقف فجأة عن شرب الكحول.
- وبما أن جودي كانت ممرضة في المشفى، فكانت المسؤولة عن الطعام والدواء الخاص به، وفي ٢٨ كانون الثاني عام١٩٧٨، وذلك بعد دخوله المشفى بعدة أسابيع، توفي بوبي وكان يبلغ من العمر سبعة وثلاثين عاماً.
-وبعد وفاته أرادت جودي أن تقوم ب|حرق جثمانه|، لكن والدته رفضت ذلك، وأصرت على تشريح جثمان ابنها لمعرفة |سبب الوفاة|، وبعد التشريح أن سبب الوفاة هو سكتة قلبية، وبما أنه توفي داخل المشفى، فلم يكن هناك أي مجال للشك في سبب الوفاة.
- وحصلت جودي على كل أموال بوليصة التأمين على حياته، والتي تبلغ تسعين ألف دولار، واتضح فيما بعد أن بوبي لم يكن لديه علم بوجود تأمين على حياته، وأنها قامت بتزوير إمضاء بوبي لتكمل أوراق بوليصة التأمين، وكانت تدعي أنها زوجته.
ماذا حدث لمايكل
- عادت جودي إلى فلوريدا، واشترت منزلاً جديداً، ومارست حياتها بشكل طبيعي، وقامت بتغيير اسمها قانونياً، وأصبحت الدكتورة جودياس بوينو أونيو، وعاشت حياة الأغنياء، وكان لديها مشكلة واحدة متعبة في حياتها، وهي ابنها مايكل، والذي يبلغ من العمر تسعة عشر سنة، وكانت تقول أمام الناس بأنه ابن زوجها جيمس، وكانت محرجة من وجوده، فقد كان غريب الأطوار، وقليل الاستيعاب، ودرجة ذكائه محدودة، في ذلك الوقت، ترك مايكل الدراسة، والتحق بالجيش، وكان يقضي ستة أسابيع في المنزل، وستة أسابيع في الجيش.
- وفي عام ١٩٧٩، عاد مايكل من الجيش، وكان متعب جداً ويتقيأ، وذهب للمشفى وهناك اكتشف الأطباء أمر في قمة الخطورة، حيث كشفت التحليلات وجود نسبة كبيرة من مادة الزرنيخ في دم مايكل، ولكن كالعادة كان لدى جودي التفسير المقنع، وهو أن وجوده في الجيش يجعله عرضة للمواد الكيماوية، وأن مادة الزرنيخ موجودة في المعامل والمخازن التي يتدرب فيها، وكالعادة كان كلامها منطقي بالنسبة للأطباء.
- وبقي مايكل على قيد الحياة، ولكن وجود الزرنيخ في جسده كان له تأثير قوي، فأصيب بشلل جزئي، ولن يستطيع المشي مرة أخرى على قدمه، وغير قادر إلا على تحريك ذراع واحدة فقط، ووضع الأطباء دعامة في قدمه تزن خمسة كيلو غرام، وكانت حالته النفسية سيئة جداً، فقد أصبح شبه عاجز، وخسر وظيفته ومستقبله في الجيش.
- وفي ١٣أيار عام ١٩٨٠، جودي الأم الحنونة، قررت أن تأخذ قارب وتذهب في رحلة مع ابنها المريض، لتخرجه من حالة الإحباط واليأس الذي يشعر به، وبعد خروجهم بالقارب بفترة قصيرة، ظهرت جودي على الشاطئ وثيابها مبللة، وكانت في حالة هيستيرية، وبعد ثلاث ساعات من البحث عنه، تم العثور عليه وقد |فارق الحياة|.
ولكن هذه المرة كانت الشكوك كثيرة حول جودي.
وهل فعلاً كانت هذه مجرد حادثة مأساوية؟
سنكمل في الجزء الثالث.
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك