صائد المراهقات على الانترنت- الجزء الثاني تصميم المصممة وفاء مؤذن |
العثور على غاري
-استمر البحث والتحقيق للوصول إلى المذنب من قبل |رجال الشرطة|، ولكن لم يجدوا أي دليل، حتى أن الرجال الذين ظهروا في كاميرات المراقبة، لم تتمكن الشرطة من التعرف إليهم بوضوح.
وحاول المحققون التقصي أكثر، لمعرفة إذا كان لمقتلها علاقة بتُجار المخدرات، ولكن الطب الشرعي أثبت أنها لم تكن مدمنة.
- أخبرت سونيا والدة كارلي الشرطة، بقصة والد صديق ابنتها، وكيف طردته وكيف كان يحاول التحرش بابنتها، فتم وضعه تحت المراقبة.
-وبعد مرور إحدى عشر يوماً على جريمة قتل كارلي، عثر المحققون في فيكتوريا، على شخص يدعى غاري نيومان، وقاموا بمداهمة منزله، وتم العثور عليه وهو يتحدث على الأنترنت لفتاة عمرها أربعة عشر عاماً، ومعه ابنه بالتبني، وتم اعتقاله و|إلقاء القبض عليه|.
-كشف البحث أن نيومان احتفظ بدفتر يحتوي على مايقارب مئتي شخصية على الأنترنت وجميعهم مراهقات، ومحاولات إجرامية أخرى لاستمالة فتيات صغيرات، ولم يتم الكشف عن هوية نيومان لوسائل الإعلام في البداية.
المحاكمة
- و أثناء المحاكمة، نفى نيومان لقائه بكارلي راين، وأنكر معرفته الشخصية لها، وبعد عدة استجوابات لم يعترف أبداً بفعلته، ولكن ابنه بالتبني، اعترف أنه رأى غاري يقتل الفتاة المدعوة كارلي راين، وأنه كان موجود معه عندما عذب كارلي وقتلها، واعتُبر شاهداً على هذه الجريمة.
-وبذلك كان غاري هو الذي تعرف على كارلي منذ البداية على الأنترنت، وادعى أن عمره ثمانية عشر عاماً، واستمر بعلاقته معها على الانترنت ثمانية عشر شهراً.
-تمت إحالة غاري نيومان إلى المحكمة، ليحاكم بالجريمة الشنيعة والقذرة التي اقترفها، وبتخطيطه لعدة جرائم أخرى.
-استمرت محاكمة غاري نيومان ثلاثة أشهر، وفي ٢١كانون الثاني عام٢٠١٠، حكم عليه بالسجن المؤبد، يعني مايقارب ثلاثين سنة، من غير |إطلاق سراح| مشروط.
-تم تبرئة ابن نيومان بالتبني من جميع التهم، لأنه كان قاصراً في ذلك الوقت، وظلت هويته غير ظاهرة للعامة.
- كان لدى غاري سوابق وسمعة سيئة، وعمره حوالي خمسون عاماً، وكان محباً للأطفال بميول شاذة.
- وبعد أن نال جزائه بما فعل وتمت محاكمته، أنشأت سونيا رايان مؤسسة خيرية باسم كارلي، وكانت مؤسسة غير ربحية تم تأسيسها لتعزيز الأمان عبر الأنترنت.
-وفي عام ٢٠١٣، قامت المؤسسة في الضغط على الحكومة من أجل تغيير القوانين وتعديلها، بما يساهم في حماية القاصرين، والأشخاص الذين يستخدمون الأنترنت، ولاسيما أن خمساً وعشرون بالمئة من المراهقين، يتم الاتصال بهم عبر الأنترنت من قبل أشخاص لايعرفونهم.
-قامت هذه المؤسسة بإنشاء تطبيق للهواتف الذكية، كتطبيق أمان خاص للأطفال والقاصرين، لمراقبتهم من قبل ذويهم، ولحمايتهم من المتحرشين والمجرمين أمثال غاري، وأيضاً عززت هذه المؤسسة الوعي بالسلامة عن طريق توقيع عقود لاستخدام الأنترنت.
-وفي عام ٢٠١٣، حصلت سونيا على جائزة جنوب استراليا، لخدمات المجتمع.
-وفي ٢٥ أيار عام ٢٠١٧، تم تقديم مشروع قانون بعنوان |تعديل القانون الجنائي|، والهدف منه حماية القاصرين عبر الأنترنت، وينص هذا القانون على معاقبة أي شخص يتحدث بأمور جنسية مع من يقل عمره عن ستة عشر سنة، مما جعل من الكذب على طفل من قِبل شخص بالغ أي فوق ثمانية عشر سنة، سواء عن عمره أو عن هويته، ومحاولة مقابلته، جريمة يعاقب عليها القانون .
-وهكذا أدى مقتل كارلي راين، على يد شخص شاذ، إلى تغييرات قانونية على مستوى البلاد، لحماية من هم دون السن القانوني.
بقلمي: تهاني الشويكي
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك