هل الحقيقة تحتاج البحث عنها لنعرف تفاصيلها بهذه القصة -الجزء الثاني تصميم وفاء المؤذن |
طفل صغير يروي لجدته الأحداث التي كانت تجري في المنزل
أكمل الطفل حديثه قائلاً: الغريب أنه كان يدخل مع أمي إلى غرفة النوم الخاصة بها بحجة إلقاء نظرة على التيار الكهربائي، ويبقوا لساعات ضمن الغرفة، ومن ثم سألته الجدة عن الأشخاص الثلاثة الملثمين الذين قاموا بمهاجمتهم، فالطفل ابدى استغرابه فلم يسبق لهم أن تعرضوا للمهاجمة من أحد.
وهنا قالت العجوز أنها متأكدة من أن زوجة ابنها لها علاقة بمقتل ابنها، فهي على علاقة غرامية برجل آخر من دون علم أحد فقط الطفل هو من كشفها، وخاصة أن هذا الرجل بقى على اتصال دائم وزيارات مستمرة للزوجة بعد وفاة زوجها.
هنا فهم العقيد ما تؤول العجوز بالتلميح له
وعاد بفتح ملف التحقيق الخاص ب|مقتل المعلم|، ورأى أن أقوال الزوجة غير منطقية أبداً وتبدو ركيكة بطريقة سردها، وخاصة أن أقوالها جميعها كانت تدور على الطريقة التي قُتل زوجها فيها، وأن هؤلاء الملثمين لم يحاولوا سرقتها هي أو الطفل ولا حتى التحرش بها، فقط توجهوا إلى المعلم وعند مقاومته قتلوه فوراً، وخاصة أن المكان الذي حدثت به الجريمة يعج بالناس دائماً، فكيف يتم اطلاق النار عليه وسط هؤلاء الناس ولم يسمع أحد بالصوت؟
وبدأ الشك يدخل قلب المقدم أيضاً فجميع ما تم ذكره من الطفل والجدة منطقي ومعقول، وعلى الفور توجهوا إلى منزل الزوجة وتم القاء القبض عليها، وهي تبكي وتلوم الشرطة بأنها على الرغم من المصيبة بموت زوجها واختطاف ابنها ومع ذلك يتم فضحها واستجرارها الى قسم الشرطة؟
فوراً وجه المقدم لها أصابع الاتهام
وسألها عن الرجل المصري الذي يتردد عليها قبل وبعد وفاة زوجها، وهنا بدت الصدمة والذهول على وجه الزوجة وبدأت بالتحدث بارتباك فرجال الأمن على دراية تامة بجميع ما يجري معها، وفوراً ومن دون أي نقاش |اعترفت| أن هذا الكلام صحيح وأعطتهم عنوان هذا الشاب.
تم توجه الأمن لمنزل الشاب والقاء القبض عليه لاستجوابه، وبدأت الضغوطات عليه واتهامه بقتل الزوج فهو المستفيد الوحيد من موته بالحصول على زوجته لتصبح ملكه، الشاب أنكر أي علاقة له بمقتل الرجل المعلم واعترف أنه على |علاقة| بزوجته فقط، ورغم كل الأساليب المتبعة معه بالتحقيق بقي على أقواله فهو لن يعترف بجريمة لم يرتكبها.
هنا اقترح المقدم أن يتم فتح التقرير الخاص بالطبيب الشرعي
وهناك تم إيجاد معلومة غريبة وهي:
أن الطلقات التي اخترقت صدر المعلم كان اتجاهها أفقي أي من الأسفل إلى الأعلى، وأن الطلقة التي استقرت في رقبته تدل على صحة الكلام.
هل الحقيقة تحتاج البحث عنها لنعرف تفاصيلها بهذه القصة -الجزء الثاني تصميم وفاء المؤذن |
لنكتشف معاً ماذا تم فعله بهذا المعلم المسكين
لم يخفى على المقدم أن الزوجة قصيرة القامة بشكل ملحوظ، بالإضافة إلى أن زوجها كان طويل القامة، فلو حاولت هي أن تطلق النار سيتم اختراق صدره من الأسفل إلى الأعلى، ولكن إذا تم اعتماد هذه الفرضية، من أين أتت بالسلاح؟ وأين هو الأن؟
بدأت التحقيقات تشمل عائلتها فتم استدعاء أخاها الوحيد وأخوتها البنات الأربعة، استجوبت الشرطة الأخوة واحداً تلو الأخر وبالتحقيق تبين أن هذا الأخ يقوم بالخدمة الإلزامية ويمتلك سلاح ناري من قبل الحكومة حتى انتهاء فترة خدمته، فما كان منهم إلا أن قاموا بجلب هذا السلاح ومطابقة طلقاته مع الطلقة التي وجدت بصدر المعلم.
يا للصدمة
الطلقة ذاتها وهذا السلاح بالتحديد هو الذي استخدم بعملية القتل، في البداية تم اتهامه هو، فنكر نكراً صادماً فما هي الغاية التي اريدها من مقتل زوج أختي، فقال له المقدم إن لم تكن أنت القاتل فبالتأكيد أنت أعطيت |السلاح| لأختك لقتله، وبنفس النكران جاوبهم لماذا يعطيها إياه هل فقد عقله؟
بعد التحقيق مع الأخ اتجهت التحقيقات نحو الأخوات
وبقيت الاستجوابات سارية إلا أن اعترفت الأخت الصغيرة برؤيتها أختها الأكبر منها سناً، تدخل متسللة إلى غرفة أخاها الشاب وتسرق سلاحه الناري وتخفيه فوراً تحت ملابسها، وبعدها سلمته إلى الأخت المتزوجة (زوجة المعلم).
وهنا كشفت الحقائق واعترفت الزوجة أنها فعلاً أخذت السلاح الخاص بأخيها بمساعدة أختها، واستخدمته بقتل زوجها المعلم أثناء التنزه بالقرب من نهر دجلة، في الوقت الذي غافلت به ابنها لمنعه من رؤيتها وهي تقوم بالجريمة.
ومن ثم جاءت بالطفل ومثلت أنها تبكي ومنهارة على فراق زوجها، وعندما رأها الطفل تبكي بدأ هو أيضاً بالبكاء مصدقاً الرواية التي قصتها أمه على الشرطة، والتي لم يدري أنه ببراءة حديثه وصدقه سيكشف فعل والدته.
تم تحويلها إلى المحكمة المختصة بجريمة القتل العمد عن |سابق إصرار وترصد|، وتم الحكم عليها ب|الإعدام|.
أما الشاب المصري الذي كان على علاقة غرامية معها، أيضاً تم الحكم عليه 15عاماً لنشر الفاحشة في المجتمع.
ولكن قبل تنفيذ حكم الإعدام تبين أن الزوجة حامل، على الفور طالبت الجدة بفحص الDNA للطفل فإن كان من صلب أبنها المتوفي فهي أحق به، أما إذا كان من صلب هذا الشاب المصري فهي ليس لها شأن به.
انتظرت المحكمة حتى موعد الولادة وبعد الفحوصات اللازمة تبين أن هذا الطفل من صلب الشاب المصري، تم أخذه إلى دور الرعاية الخاصة، وتنفيذ حكم الإعدام بالأم.
فهل ترى أنها تستحق ما وصلت إليه في نهاية هذه القصة؟
شاركنا بتعليق.
آلاء عبد الرحيم
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك