حيوانات تم اعتقالها من قبل الشرطة - الجزء الثاني تصميم ريم أبو فخر |
سنكمل ما تم ذكره في الجزء لسابق.
الحمامة الجاسوسة
هل من المعقول أن بلد كالهند تصدق ذلك؟
هل من المعقول أن يتم اعتقال طائر صغير والأمر بوضعه بالسجن.
- مانول قرية هندية صغيرة يصل تعداد سكاني إلى ٦٥٠٠، تقع على الحدود الهندية الباكستانية، دائماً ما كانت هذه المدينة مقر للنزاعات الاستخبارتية والجاسوسية ما بين الهند وباكستان.
- وفي ٢٨ آذار عام ٢٠١٥، أحد الأطفال والذي كان يبلغ من العمر أربعة عشر عاماً، شاهد |حمامة بيضاء| لفتت نظره، فقرر ان يأخذها للمنزل لتربيتها، وعادة ما يتم قص جزء معين من أجنحة الحمام عندما يتم تربيته في المنزل، لمنعه من الطيران والابتعاد عن المنزل.
- ولكن عندما كان يقوم بقص الأجنحة لاحظ وجود كتابات غريبة على أجنحة وذيل الحمامة، وأخبر والده بما رأى، وتم إخبار الشرطة بما جرى، وفي الساعة التاسعة مساءً، في نفس اليوم الذي تم فيه العثور عليها، استطاعت الشرطة أن تتعرف على الرموز على أنها كتابة جزئية بلغة الأوردو، وهي اللغة الرسمية لباكستان.
- وكانت الكتابة تحتوي على عنوان ورقم هاتف، وبعد هذا الاكتشاف المقلق بالنسبة لهم، تم |اعتقال الحمامة| مؤقتاً في قفص صغير أشبه بسجن صغير، والحمامة المشتبه بها بتهمة التجسس، هي من نوع الحمام الزاجل المشهور باستخدامه كوسيلة تواصل لنقل الرسائل والملاحظات من مئات السنين.
- فمن الممكن أن تكون هذه الحمامة تقوم بنقل الرسائل لجواسيس أو قوات باكستانية مختبئة داخل الحدود الهندية، وتم نقل الحمامة المتهمة لمشفى خاص قريب من القرية ليتم فحصها عبر الأشعة السينية، وبعد الفحوصات الدقيقة توضح أنه لم يتم وضع أي جهاز تجسس بداخلها.
- ولم تكن هذه أول حمامة يتم اعتقالها بمثل هذه التهم لأن هناك حوادث شبيهة حدثت من قبل، فمثلاً في عام ٢٠١٠ تم إمساك حمامة تحمل رسائل وملاحظات، وفي عام ٢٠١٣ تم العثور على نسر ميت معه كاميرا صغيرة جداً على الحدود الهندية الباكستانية، وكل هذه القضايا الثلاثة تم تسجيلها على أنها قضايا تجسس محتملة.
ماحصل مع الحمامة في نهاية المطاف
- وبعد ماتم اعتقال الحمامة، جذب هذا الموضوع انتباه الصحافة والإعلام وبشكل كبير جداً، وتم نشر الخبر في معظم وسائل الإعلام، ووصل الخبر إلى أنحاء العالم عن طريق الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، وكان هذا الموضوع محل استهزاء لكثير من الناس فكيف تقوم دولة مثل الهند باعتقال حمامة.
- تم |إطلاق سراح| الحمامة بعد تسعة أيام من اعتقالها، وإعطائها لمربي طيور معروف اسمه رامان جينك سينغ، والذي أكد للناس أن الحمامة المتهمة تعيش حياة طبيعية في عهدته.
- الغريب في الأمر أن هذه الأمور مازالت مستخدمة حتى يومنا هذا، في الوقت الذي تعددت فيه الوسائل والطرق للتجسس، وبالرغم من الإمكانيات إلا أن بعض الدول مازالت تستخدم الطرق القديمة، ومازال هناك من يصدقها ويعتقد بها.
وكما قيل تحيا كثيراً وتسمع الأكثر ولله في خلقه شؤون.
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك