هل سمعت يوماً بالدولة التي تستورد الرمال؟ - الجزء الثاني - هيا الشيخ

هل سمعت يوماً بالدولة التي تستورد الرمال؟ 
تصميم الصورة وفاء مؤذن 

تناولنا في الجزء الماضي من المقال الحديث عن الرمال، وأوضحنا أهميتها على اعتبار أنّها مورداً من موارد الطبيعة، وانتهت المقالة بسؤالنا:

 لماذا تقوم السعوديّة باستيراد الرمال من الخارج، رغم أن معظم أراضيها هي أراضٍ صحراوية؟ 

والآن سأحدثك عن السبب. 

صحيحٌ أنّ أراضي المملكة العربية السعوديّة تحتوي على كميات كبيرة من الرمال، وذلك بسبب طبيعتها الصحراوية، لكنها وللأسف لا تستفيد من تلك الرمال المتواجدة على أراضيها، ويعود سبب ذلك إلى نوعية الرمال حد ذاتها والتي هي رمال صحراوية.

لكن ما الفرق ؟؟

وإليكَ الفرق بين| الرمال |الموجودة في الصحارى، والرمال التي يتم استيرادها من دول العالم الخارجي:

الرمال التي تتواجد في المناطق الصحراوية بشكل عام، وفي المملكة العربية السعودية بالتحديد هي عبارة عن ذرات ناعمة وصغيرة وذات أسطح ملساء ولها شكل كروي

 وقد تشكلت هذه النوعية من الرمال نتيجة فعل |الرياح|، حيث عملت الرياح على مدى سنواتٍ طويلة على نحت الصخور فتسببت بتآكلها. 

والمشكلة الكُبرى في هذه النوعية من الرمال أنّها لا تصلح للاستخدام  ولا تدخل في تركيب المواد اللازمة للبناء، نتيجة خصائصها التي تجعل التحامها مع بعضها البعض أو مع مواد أخرى أمراً مستحيلاً. 

وعلى النقيض من ذلك، فإن الرمال الصالحة للاستخدام والتي تحمل أهمية كبيرة هي الرمال التي نجدها على ضفاف الأنهار وعلى شواطئ البحار

إذ أنّ هذه الرمال تشكّلت بفعل المياه، حيث عملت مياه الأنهار والبحار على مدى سنوات طويلة على طحن المخلوقات المائيّة مثل الشعاب المرجانية والمخلوقات البحرية والنهرية ذات الأصداف. 

وتكتسب الرمال البحرية أهمية اقتصادية عالية نتيجة ما تحمله من خصائص مميّزة، حيث تمتلك الرمال البحرية أسطح خشنة، وتكون أشكال حبيباتها مضلّعة ولها زوايا. 

هذه الخصائص تسمح للرمال الموجودة على شواطئ البحار وعلى ضفاف الأنهار أن تلتحم ببعضها البعض من جهة، وأن تلتحم بالمواد الأخرى من جهة ثانية، وبالتالي يكون من السهل استخدامها في تشكيل المواد البنائية والمواد الصناعية.

لكن ربما تتساءل أيضاً كيف تلجأ المملكة العربية السعوديّة لاستيراد الرمال من دول الخارج على الرغم من امتلاكهاً ساحلاً طويلاً على البحر الأحمر، وآخراً على الخليج العربي؟

 لماذا لم تقم السعودية بالاستفادة من الرمال الموجودة على شواطئها؟

الجواب هو أنّ المملكة العربية السعوديّة كانت قد استخرجت كميات هائلة من الرمال الموجودة على ساحلي البحر الأحمر والخليج العربي منذ سنوات طويلة، لكن جميع تلك الكميات قد نفذت نتيجة استخدامها في مواد البناء، لاسيما بعد النهضة العمرانية التي حصلت هناك 

وهذا ما جعل السعودية تستنفذ كلَّ مخزونها من الرمال التي استخرجتها

 إلى جانب إيقاف عمليات استخراج الرمال الساحلية لأنها بدأت تهدد الحياة البحرية وأدت إلى تآكل الشواطئ الساحلية بشكل كبير

 حيث شعرت الدولة حينها بالخطر الذي يهدد شواطئها، فتم إيقاف عمليات استخراج الرمال من الساحل، وإتاحة الفرصة أمام| الطبيعة| لتعيد تكوينها من جديد. 

وبدأت الأنظار حينها تتجه إلى استيراد الرمال من الدول الأخرى لتغطية الحاجة المتزايدة عليها في ظل ازدياد الحركة العمرانية، فراحت تستورد سنوياً كميات كبيرة من الرمال ذات الخصائص الممتازة والجودة العالية. 

وبذلك نكون قد عرفنا من هي الدولة التي تستورد الرمال من دول العالم، وأدركنا أسباب لجوئها إلى هذا الخيار.

إذا كانت هذه المعلومات مفيدة لكَ شاركنا رأيك. 

هيا الشيخ