|
حل لغز اختفاء الطفلة ماكيلا بعد ٣٢ عاماً فأين اختفت كل هذه الفترة تصميم وفاء المؤذن |
القصة عن طفلة اختطفت في عام ١٩٨٨
أمام صديقتها في وضح النهار، وهي في عمر التسع سنوات، تدعى ماكيلا غاروت، وتعتبر من أشهر |قضايا الاختفاء| الغير محلولة في أمريكا، ولكن ظهرت تطورات جديدة في أيلول عام ٢٠٢٠، أنهت كل الغموض وحلت لغز القضية، بعد اثنان وثلاثون عاماً.
- في مدينة هايوارد في كاليفورنيا، وتحديداً في ١٩ تشرين الثاني عام ١٩٨٨، وكان أول يوم في عطلة عيد الشكر، وكانت ترينا سعيدة باقتراب انتهاء العطلة، لتستطيع الخروج مع صديقتها ماكيلا، وكانوا يسكنون بالقرب من بعضهم، وكان قد سمح لهم أهلهم مؤخراً ليخرجوا معاً للسوق القريب منهم.
- بعد أن أنهت ماكيلا طعام الفطور، استأذنت والدتها للخروج مع صديقتها، وبالفعل وافقت والدتها وأعطتها خمسة دولار لتشتري ما تحتاج إليه، خرجوا معاً وأخذت كل منهما دراجة التزلج الخاصة بها، وعند الساعة العاشرة وصلوا إلى المتجر، وعندما خرجوا لم تجد ماكيلا دراجتها، فذهبت هي وترينا للبحث عنها كل واحدة باتجاه.
- وبعد مرور فترة قصيرة، سمعت ترينا صوت ماكيلا تصرخ، وعندما ركضت باتجاه صديقتها تجمدت في مكانها من الخوف، حيث رأت رجلاً غريباً يحمل ماكيلا ويضعها في سيارته، ركضت ترينا لداخل المتجر وأخبرت موظفة الكاشير بما حدث مع صديقتها، والتي اتصلت بالشرطة، وبدأوا بالبحث على الفور على أمل |إيجاد الطفلة|.
وعندما تم استجواب الموظفة في المتجر
أخبرتهم أنها رأت رجلاً أبيض البشرة، لديه شارب كبير، في الثلاثين من عمره، ولون سيارته أحمر غامق ولكنها لاتعرف نوعها، والخطأ الذي وقعت فيه |الشرطة| أنهم لم يأخذوا أقوال ترينا التي رأت الحادثة في نفس اليوم.
وعندما تم سؤالها عما رأته، أعطتهم مواصفات مختلفة تماماً، قالت أنه من دون شارب، وعمره حوالي عشرون عاماً، طويل القامة ونحيف الجسم، أشقر وبشرته فيها الكثير من الحبوب، وشكلها سيء لدرجة أنها تبدو كأنها ندبات لونها أحمر، وأن نوع السيارة قديم ولونها ذهبي.
-اعتقد المحققين في البداية، أن الخاطف سوف يطلب فدية، وعند مرور الوقت من دون اتصال الخاطف بأهل الطفلة، أصبح هذا الاحتمال غير وارد تماماً، قامت عائلة ماكيلا وعدد كبير من المتطوعين، بتوزيع خمسين ألف منشور عليهم صورة ماكيلا على المنطقة.
- أخذت عملية البحث عن ماكيلا اهتمام كبير من الشرطة، حتى أن مكتب التحقيقات الفيدرالية اشترك بالبحث عن الطفلة، واستجوب عدد كبير من الناس في المنطقة، واستخدموا طائرات هيلكوبتر، وكلاب بوليسية، وقاموا بكل ما هو ممكن لإيجاد الطفلة أو للوصول لطرف خيط يدلهم على مكانها.
- وفي ذلك الوقت كانت كل وسائل الإعلام مهتمة جداً بالقضية، وكان عدد البلاغات من أشخاص رأوا شخصاً بنفس المواصفات تزيد يوماً بعد يوم، وظهرت عدة خيوط ولكن للأسف لم تساعدهم في الوصول إلى أي شيء يفيدهم في قضيتهم.
- ومرّ على |الحادثة| مايقارب السنة، ولم يكن هناك أي معلومة مفيدة توصلهم للطفلة، لغاية اختفاء طفلة أخرى في ٢٨ كانون الأول عام ١٩٩١، بعد ثلاث سنوات من اختفاء ماكيلا، تدعى أماندا نيكول كامبل، تلقب بنيكي وتبلغ من العمر أربعة سنوات، كانت تعيش في كاليفورنيا، على بعد ساعة فقط من مكان اختفاء ماكيلا.
- وفي الساعة الرابعة والنصف بعد الظهر، استأذنت نيكي والدها ليسمح لها أن تلعب بدراجتها بجانب المنزل، ولكن للأسف اختفت الطفلة، وفي نفس الليلة تم العثور على دراجتها في أرض مهجورة بالقرب من منزلها، لكن لم يكن هناك أي أثر لها.
فهل هذه سلسلة من |جرائم الخطف|؟
وهل الخاطف نفس الشخص وماذا يفعل بالأطفال؟
|
حل لغز اختفاء الطفلة ماكيلا بعد ٣٢ عاماً فأين اختفت كل هذه الفترة تصميم وفاء المؤذن |
- وكما ذكرنا سابقاً، كيف تم إيجاد دراجة نيكي في مكان مهجور بالقرب من منزلها، قضية هذه الطفلة لم يكن فيها |شهود| أو أي دلائل مهمة تشير لاحتمال وجود الطفلة في مكان ما.
-ولكن أثناء |التحقيقات| و|عمليات البحث| ع نيكي، توصل رجال الشرطة إلى معلومة من الممكن أن تكون مهمة حسب اعتقادهم، وهي أن هناك فتاة تبلغ من العمر اثنا عشر عاماً، تعيش بالقرب من نيكي، قام والدها بإبلاغ مركز الشرطة، أن هناك رسائل تصل لابنته من رجل غريب، وتبين فيما بعد أن اسمه تيميسي بينتر، يبلغ من العمر ثلاثة وأربعون عاماً، وكان هذا أمر غريب، لأنه لا يعرفها ولا يعرف أهلها وبالرغم من ذلك يقوم بإرسال الرسائل لها، والأغرب في الأمر، أن الرسائل كانت مكتوبة بالمقلوب، يعني يجب وضع الرسالة أمام المراية لقرأتها بشكل واضح.
- قامت الشرطة بالتحري عنه، فاكتشفوا أنه يعمل في مجال الصرف الصحي، وكان يستغل عمله فيعرف عناوين الآخرين، ويرسل بطاقات تهنئة بعيد الميلاد لفتيات صغار في السن، وعندما تم استجوابه، أخبرهم أنه يعتقد أن هؤلاء الفتيات يعيشون حياة تعيسة، وهم يقوم بذلك لإدخال الفرحة إلى قلوبهم.
اكتشفوا أيضاً بعد مرور عدة أيام من اختفاء ماكيلا
أنه ذهب لمنزل عائلتها، وأخبرتهم والدتها أنها تتذكر هذا الرجل لأنه كان غريب الأطوار، وكان يحمل في يده خريطة وأشار بيده إلى مكان معين فيها، وأخبرها أنه سيذهب إلى هناك للبحث عن ابنتها، وأصبح من المحتمل أن يكون هو المسؤول عن اختطاف ماكيلا ونيكي.
-بدأت الشرطة بالبحث في قضايا الفتيات اللواتي اختفوا في نفس المنطقة، وكان هناك قضية في عام ١٩٨٣، عن فتاة تبلغ من العمر خمس سنوات، اسمها آنجيلا بوجيه، والتي اختطفت وبعد مرور عدة أيام على ذلك، و|وجدت مقتولة|، والغريب أنهم اكتشفوا، أن تيمسي كان يزور قبر الفتاة باستمرار، لدرجة أن الناس لاحظوا ذلك، والأغرب من ذلك، أنه كان يزور قبرها في منتصف الليل.
-وبعد هذه الجريمة بخمس سنوات، في حزيران عام ١٩٨٨، قبل خمس شهور من خطف ماكيلا، فتاة تبلغ من العمر سبع سنوات، اسمها أمبر سوارز غريسيا، اختفت من أمام منزلها في كاليفورنيا، وكان منزلها يبعد خمساً وأربعون دقيقة من منزل ماكيلا، وبعد اختفائها بثلاثة أيام، ذهب تيمسي وتحدث مع والدة أمبر كما فعل مع والدة ماكيلا، وأخبرها أنه ذهب للغابة للبحث عنها.
هل تعتقدون أن تيمسي نواياه حسنة بالفعل أم أنه مختل عقلي أم أنه المجرم الذي تبحث عنه الشرطة
- وفي عام١٩٨٩، تم القبض على تيمسي، لأنه قام باستدراج فتاتين لداخل شاحنته، وكانت سيارة كبيرة لونها أزرق، ليست نفس السيارة التي رأتها ترينا صديقة ماكيلا، والغريب أن الشاحنة كانت ممتلئة بصور لفتيات صغيرات، وكان هذا الأمر مريب جداً.
- وقبل اختفاء ماكيلا بفترة قصيرة، أرسل تيمسي رسالة للشرطة، أخبرهم فيها أن الفتاة التي ستختفي لاحقاً سيكون عمرها تسع سنوات، وبالفعل كان هذا هو عمر ماكيلا عند اختفائها، وأيضاً في عام١٩٩١، قبل عدة أيام من اختفاء نيكي، أرسل تيمسي بطاقة معايدة للشرطة عليها صورة لفتاة صغيرة ترفع يدها مشيرة بأصابعها إلى عدد أربعة، وكان هذا عمر نيكي عند اختفائها.
فهل كل مايحدث مجرد صدفة
-والمشكلة أن تيمسي لم يكن يتواصل فقط مع الشرطة، وإنما مع وسائل الإعلام أيضاً، وكان يخبرهم بأمور غريبة جداً، تجعله يظهر على أنه المسؤول عن كل مايحدث، فأحياناً يخبرهم شعر عن الأطفال الموتى، وقام بشيء غريب جداً، وكأنه يريد أن يتم القبض عليه.
- في أوائل التسعينات، قامت صحفية تدعى ليندا غولدستن، بحديث صحفي مع تيمسي، وكان قد أصر عليها إذا كانت تريد الحديث معه أن تأخذه الساعة الرابعة والنصف ليلاً، وبالرغم من أن طلبه كان في غاية الغرابة إلا أنها وافقت على ذلك، وطلب منها أن يكون الحديث في المقبرة، مكان ما دفنت آنجيلا بوجيه، والأكثر غرابة من طلبه أنها وافقت على ذلك.
-وعندما سألته ماذا حدث للفتيات بعد اختطفاهم حسب رأيك، فقال لها واحدة منهم كانت خجولة جداً ولطيفة، أما الثانية كانت تصرخ وتضرب بقوة، وقال أن هذا كان جوابهم، أي أنه يتحدث بلسان الفتيات.
وفي كانون الأول عام ١٩٩٢
اعتبرت الشرطة تيمسي مشتبه به رسمياً في قضية اختفاء نيكي، مع احتمالية أن يكون له علاقة باختفاء الفتيات الأخريات، والمشكلة أنهم لا يملكون أي دليل مادي ضده، ولكن تصرفاته تثير الشكوك نحوه، وقررت الشرطة تفتيش منزل تيمسي بوجود الإعلام، وبعد التفتيش الدقيق للمنزل لم يجدوا أي شيء يدل على أن له علاقة بعملية الاختطاف، وبذلك ليس من المكن توجيه أي اتهام له.
وهكذا فقدت الشرطة أي خيط يدلهم على المجرم، ولكن هناك خيوط جديدة ستظهر عن اختفاء ماكيلا.
|
حل لغز اختفاء الطفلة ماكيلا بعد ٣٢ عاماً فأين اختفت كل هذه الفترة تصميم وفاء المؤذن |
وبعد مرور أربع سنوات على اختطاف ماكيلا
في عام ١٩٩٢، ظهر سجين في إنديانا يدعى رودجر هغرد، وأخبرهم بأنه يعرف من قتل ماكيلا والمكان الذي دفنت فيه.
- في عام ١٩٨٨، قابل رجل في كاليفورنيا، يدعى سلام ديفيد سون، وكان يشبه إلى حد ما الشخص الذي تم وصفه من قبل ترينا صديقة ماكيلا، وكان كلاهما يتعاطى المخدرات ويشرب الكحول بشكل مفرط.
-وفي إحدى الليالي وبعد أن كان سلام قد شرب الكثير من الكحول، اعترف لرودجر بقتله للفتاة، وأخذه لكي يرى جثتها، وكانت ملفوفة بقطعة قماش، وحسب كلام رودجر، أنه رأى ذراعها وجزء من وجهها، ومن الواضح أنها طعنت عدة طعنات، وبعد ذلك وضعها سلام في صندوق السيارة، وقاد سيارته بعيداً إلى مكان خارج المدينة، وتوقف عند حقل مليء بالزهور، وقد كان سلام قد جهز حفرة ليدفنها فيها.
- وفي عام ١٩٩٣، أخذوا رودجر للحقل الذي رأى فيه سلام يدفن الطفلة، وبعد بحث استمر لثمان ساعات، أخبرهم بأن القصة من خياله، و لا أساس لها من الصحة، ولذلك تم الحكم عليه بستة سنوات ونصف، لتضليله للعدالة.
و المفاجئ ماحدث في عام ١٩٩٧
حيث أخذ تيمسي ٩٩ ألف دولار كتعويض عن الضرر الذي لحق به، لأن الشرطة اعتبرته |مشتبه به| في قضية نيكي، وذلك أدى إلى تشويه سمعته، وفي عام ٢٠٠٩، أعلنت الشرطة عن مجرم مسجون يدعى كرتز دين، والذي اعترف بخطف أمبر وقتلها، وهكذا زالت كل الشكول حول تيمسي.
-وفي آب عام ٢٠٠٩، حدث أمر من النادر حدوثه في قضايا الاختفاء، ولمعرفة ما حصل سنعود لعام ١٩٩١، يعني بعد ثلاث سنوات من اختفاء ماكيلا، فتاة أخرى اختفت في نفس المنطقة، اسمها جيسي دوغارت وعمرها إحدى عشر عاماً، والتي تم العثور عليها في عام ٢٠٠٩، بعد ١٨ عاماً من اختفائها، وكانت على |قيد الحياة|.
- وانتشر الخبر في جميع وسائل الإعلام، وتم القبض على |الخاطفين| وهم فيلب ونانسي غورييتو، وكان لدى الشرطة شك أن يكونوا قاموا باختطاف أطفال آخرين، لأنه تم خطف جيسي وماكيلا بنفس الطريقة.
- واتضح أن فيليب في عام ١٩٨٨، كان قد خرج من السجن منذ وقت قصير، وكان يعيش في نفس المنطقة التي تعيش فيها عائلة ماكيلا، فكان هناك احتمال كبير أن يكون هو من خطفها، غير أن ترينا صديقة ماكيلا عندما شاهدت صوره على وسائل الإعلام، أخبرت الشرطة أن هناك شبه كبير بينه وبين الرجل الذي خطف صديقتها.
بدأت عملية بحث وتفتيش دقيقة لمنزل الخاطفين
وبعد مرور عدة أيام من التفتيش الدقيق لمنزل فيليب تم العثور على بعض العظام، وبعد إجراء التحاليل اتضح أنها عظام حيوانات، وعند استجواب جيسي أخبرتهم أنها لا تعتقد أن ماكيلا كانت عندهم.
-وفي عام ٢٠١٢، كان هناك مجرم قد حكم عليه بالإعدام في كاليفورنيا، يدعى ويزلي شيرمنتين، مشهور ومعروف لقتله مالا يقل عن عشرين شخص في فترة الثمانينات والتسعينات، وكان لديه شريك يدعى لورين هيرزوك.
- وأخبرهم ويزلي بأن لديه استعداد ليخبرهم عن أماكن دفنهم للضحايا، وأخبرهم أن لورين هو المسؤول عن خطف ماكيلا، ولكن الغريب أن لورين انتحر في عام ٢٠١٢، قبل أن يتم استجوابه.
- وبدأ ويزلي يشير لهم على الأماكن التي ادعى أن لورين دفن فيها |الضحايا| على الخريطة، ودلهم على بئر موجود بكاليفورنيا، أطلق عليه هو وصديقه اسم بئر جثث لورين، وفي شباط عام ٢٠١٢، ذهبت الشرطة للبحث في المكان الموجود فيه البئر، وبالفعل تم العثور على ألف قطعة من العظام، بالإضافة لملابس النسائية وخواتم وأحذية، ومن بين كل هذه العظام، وجدوا عظمة صغيرة تعود لطفل صغير ما بين الأربع سنين والخمسة عشر.
- وفي كانون الثاني عام ٢٠١٣، بعد خمساً وعشرون عاماً من اختفاء ماكيلا، أظهرت النتائج أن قطعة العظم التي عثروا عليها لا تعود لماكيلا، وفي كانون الأول عام ٢٠٢٠، أعلنت الشرطة عن مشتبه به في قضية ماكيلا.
- قررت الشرطة مراجعة كل معطيات قضية ماكيلا مرةً أخرى من عام ٢٠١٨، والتي تتضمن الشهود والبصمات والمشتبه بهم، فقد اتضح وجود بصمة على دراجة ماكيلا، لأن الخاطف هو الذي أخذ الدراجة ووضعها أمام سيارته، وتمت المقارنة بين البصمة وجميع بصمات المشتبه بهم، وتم التطابق مع بصمة لشخص يدعى ديفيد ميش.
والذي كان موجود في السجن منذ حوالي سنة بعد خطف ماكيلا، وحكم عليه بالسجن لمدة١٨عام، بسبب طعنه لسيدة، وفي عام ٢٠١٨، تم توجيه تهمة قتل مزدوجة لفتاتين في العشرين في شباط عام ١٩٨٦، وكانت تعتبر قضية غير محلولة، ووجهت إليه تهمة خطف وقتل ماكيلا، ومازال البحث عنها مستمر لأنه لم يعترف بمكانها.
فما رأيكم بهذه القضية وهل يقع اللوم على المحققين لتجاهلهم موضوع البصمة كل هذه المدة؟
بقلمي: تهاني الشويكي
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك