 |
| معارك أشعلها العرب من أجل النساء تصميم الصورة ريم أبو فخر |
كيف سيحمي النعمان ابنته ...
بدأ النعمان بن المنذر يفكر في طريقة ليحمي فيها ابنته من كسرى فارس، وخصوصاً أنه كان متأكد بأن جيشه غير قادر على مواجهة جيوش| فارس |العظيمة، وقرر أن يترك المُلك ويبحث بين القبائل العربية عن قبيلة تجيره من غضب الفرس.
وكانت قبيلة بني شيبان هي من أجارته من الفرس، وكان سيدهم هاني بن مسعود الشيباني، وكانت أصولهم تعود في الأساس للبكريين، وهذا يعني أن الحروب الثلاثة التي حدثت في |الجاهلية| لأجل امرأة كان متصدرها قبائل بني وائل.
وقال هاني بن مسعود للنعمان " لقد لازمني زمامك، وأنا مانعك مما أمنع منه نفسي وولدي، ولكن ذلك غير نافعك، وعندي لك رأي وهو الصواب، فإن الموت نازلٌ بكل أحد، و أن تموت كريماً خيرٌ لك من أن تتجرع الذل وأن تبقى سوقة بعد المُلك، فأمضي إلى صاحبك و احمل له الهدايا والمال، فإن صفح عنك عدت ملكاً عزيزاً، وإما أصابك فالموت خيراً لك".
وأخبره النعمان أنه لا يهاب الموت ولا يخاف الذهاب لكسرى، ولكن مشكلته الوحيدة خوفه على ابنته وأهله، فمن سيحميهم من ظلم كسرى إذا أصيب بمكروه، فأجابه هاني بن مسعود
" هنّ في ذمتي ولا يخلص إليهن أحد، حتى يخلص إلى بناتي".
وبالفعل سمع النعمان لنصيحة هاني بن مسعود، وذهب إلى مملكة فارس وحاول أن يقدم الهدايا لكسرى ليصفح عنه، لكنه رفض وقام بقتله.
مالذي جرى لهند بعد مقتل النعمان
أما بنات النعمان وتحديداً هند، ظلوا موجودين في قبيلة بني شيبان، في ذمة هاني بن مسعود وحمايته، وأرسل ملك فارس وفد لإحضار هند بنت النعمان من قبيلة بني شيبان، لكنهم رفضوا تسليمها لهم.
وبالرغم من أن الوفد حذرهم من نشوب حرب بينهم، ووجود ضحايا بسبب هذه الفتاة، لكن بني شيبان لم يغيروا موقفهم وأصروا على حماية الفتاة وعدم تسليمها كما وعدوا والدها.
وهنا بدأت بوادر المعارك و|الحروب| تشتعل، وأرسل كسرى فارس جيش من أجل محاربة بني شيبان، وإحضار هند بنت النعمان إليه، و بدأ بني شيبان بالاستعداد وتجهيز جيوشهم وأنفسهم من أجل حماية هذه الفتاة.
ووصل خبر هذه المعركة لكل القبائل العربية، وبدأت هذه القبائل بالاجتماع مع بني شيبان لوضع الخطط لمواجهة جيوش الفرس، وحتى القبائل التي كان بينها وبينهم عداوة وخلاف، اتحدوا معهم في سبيل حماية هذه الفتاة، أمام مملكة فارس التي تعتبر من أقوى الممالك في زمانها.
تمركزت القبائل العربية في منطقة فيها بئر يسمى ذي قار، وقابلهم الجيش الفارسي العظيم، ودارت بينهم حرب ضروس استمرت لعدة أيام، وتكبد كل الطرفين خسائر في الأرواح، وفي النهاية تمكن العرب من الانتصار فيها على أقوى الجيوش في ذلك الوقت.
ونشبت هذه الحرب لأجل حماية امرأة اسمها هند بنت النعمان، وحفاظاً على وعد قطعه هاني بن مسعود على نفسه في الدفاع عنها.
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك