قضية جيفري هاو وطريقة قتله البشعة والدموية - الجزء الثالث تصميم وفاء المؤذن |
سنكمل باقي القضية كما تم ذكرها في الجزء السابق.
هل لستيفن وصديقته علاقة بالقضية
-الارتباك الذي بدا على ستيفن وصديقته، عند سؤال المحققين لهم عن جيفري، كان كفيلاً بإثارة الشكوك حولهم، وتوجيه |أصابع الاتهام| ضدهم، فقد كان المحققون ينتظرون مشتبهاً به بفارغ الصبر.
- وكان جوابهم غريب، وهو أن جيفري حزم أمتعته ورحل، دون أن يخبرهم وجهته، وبعد تفتيش المنزل، وجد المحققين جواز السفر الخاص بجيفري، ممايعني أنه لم يسافر إلى أي مكان، وملابسه وأغراضه الشخصية موجودة، حتى أنهم وجدوا لوحة أرقام سيارته في خزانته، وتم إصدار أمر بالقبض على سارة وستيفن، بدون دليل ضدهم يثبت تورطهم.
-وفي الوقت الذي كان يتم فيه استجوابهم، ذهب خبراء التحليل الجنائي إلى منزل جيفري، على أمل أن يجدوا أي دليل ضدهم، لأن الشرطة لا تستطيع احتجازهم بدون دليل أكثر من أربعة وعشرون ساعة.
-وعند دخولهم لاحظوا أن المنزل نظيف جداً، وبعد البحث والتفتيش، وجدوا تحت السجاد كمية كبيرة من الدم، في غرفة النوم والحمام.
-واستنتج المحققون، أنه تم طعن جيفري في ظهره في غرفة النوم، وتم تقطيع الجثة في الحمام، فتم |التحقيق| مع ستيفن للمرة الثانية، من قِبل المحققة سو، وقالت أنها توقعت أن يكون الشخص الذي ستقابله شرس ومؤذي، إلا أنه كان لطيف جداً وهادئ ولديه لباقة في حديثه، أثناء التحقيق، وفي نفس الوقت هو لم يجب على أي سؤال، واستخدم حقه القانوني في عدم الرد.
- والمشكلة أن البحث في منزل جيفري لم يساعدهم على حل اللغز، فلم يجدوا أي قطعة من أغراض جيفري عليها حمضه النووي، وعلى الرغم من وجود أخيه الذي أبلغ عن اختفائه، إلا أنه من غير الممكن أن يأخذوا منه عينة، لأن جيفري كان يتيماً وتم تبنيه، وبذلك لم يكن شقيقه.
-ومن خلال التحقيق مع سارة وستيفن، لم يعترف أحد منهم بارتكابه للجريمة، لكن الشرطة كانت تتوقع أن الضحية التي وجدوا أعضائها تعود لجيفري، وفي نفس الوقت كان خبراء التحليل الجنائي في جامعة دندي، يحاولون مساعدة المحققين لكشف هوية الضحية، فكان لديهم صورة مقطعية للرأس التي وجدوها، وقاموا بمقارنة شكل الجمجمة بصورة جيفري، وكانت متطابقة تماماً.
-وفي ٢٣ من شهر نيسان، أعلنت الشرطة رسمياً، أن الأعضاء البشرية التي تم إيجادها تعود للمجني عليه جيفري هاو، وفي اليوم التالي تم توجيه تهمة قتله لستيفن وسارة، وتم احتجازهم في السجن في انتظار المحاكمة.
معلومة صادمة أثناء المحاكمة
-ولم تتوقف التحقيقات هنا، لأن خبراء التحليل الجنائي استطاعوا التوصل إلى أدلة في غاية الأهمية، وهي أن الأعضاء البشرية التي وجدوها تم لفها بأكياس بلاستيك زرقاء اللون، وإغلاق الكيس بشريط لاصق، فقام المحللون الجنائيين، بتحليل الشريط لأن من خلاله يستطيعون التعرف على البيئة المحيطة التي حدثت فيها الجريمة، وبالفعل وجدوا ألياف قاموا بتحليلها، وذهبوا لمسرح الجريمة، وبالفعل وجدوا سرير من النوع الذي ينفخ بالهواء ولونه أزرق، خاص بستيفن وسارة، أخذوا عينة من الألياف وقاموا باختبارها وكانت متطابقة تماماً، وكان رأي الخبراء أن تقطيع الأجزاء البشرية كان من فعل شخص محترف بالتشريح، فكيف امتلك ستيفن أو سارة هذه المهارة؟
- بدأت |محاكمة| ستيفن مارشل وسارة بوش، في ١ أيار عام ٢٠٠٩، وأنكر كلاهما في البداية ارتكابهم للجريمة، ولكن بعد فترة قصيرة، غير ستيفن أقواله، واعترف أنه هو من قام بتقطيع الجثة، وأن سارة هي من قتلته، ولكنها أنكرت ذلك، وكان كل واحد منهم يوجه أصابع الاتهام للآخر، لكن المحققين كانوا متأكدين أن ستيفن هو من ارتكب الجريمة، حيث كشفت التحريات، أن له تاريخ إجرامي، ومشتبه به في جريمة قتل، ولم تتم محاكمته بها، واعتبر مجرد شاهد في ذلك الوقت.
-وكان دافعهم من هذه الجريمة هو السرقة فقط، حيث قام ستيفن بتاريخ ٩ آذار عام ٢٠٠٩، ببيع هاتف جيفري مقابل خمسة عشر جنيه إسترليني، وقاموا بشراء هواتف وطعام وملابس عن طريق حساب جيفري، وفي٢١ آذار قاموا ببيع سيارة جيفري في المزاد، وكان موجود على عقد البيع بصمات ستيفن وسارة، وكان هذا دليل مادي ضدهم، وسحبوا أموال من رصيده بالبنك، وجميعها لم تتجاوز خمسة آلاف جنيه إسترليني.
-وقبل أن تبدأ المحاكمة، أقر ستيفن أنه مذنب، وبذلك أصبحت سارة بريئة من تهمة القتل، إلا أنها اعترفت بمشاركتها لستيفن بجريمته، وقام ستيفن بتقديم اعتراف خطير للمحكمة، وهو أن سبب مهارته في تقطيع الجثة بحرفية، هو أنه ارتكب مثل هذه الجريمة من قبل أربعة مرات، وارتكب هذه الجرائم عندما كان يعمل حارس أمن في إحدى الملاهي الليلية، في منتصف التسعينات، وكان مالك المكان رئيس لعصابة معروفة في ذلك الوقت، وأن جيفري لم يكن ضحيته الأولى، ورفض اعطائهم أي تفاصيل عن الضحايا السابقين.
- وفي ١ شباط عام ٢٠١٠، تم الحكم على سارة بوش، بثلاث سنوات وتسعة شهور، لأنها ضللت العدالة، وساعدت ستيفن في التخلص من الأعضاء البشرية، وتم الحكم على ستيفن مارشل، بالسجن المؤبد مع الحد الأدنى ستاً وثلاثون عاماً.
وهكذا سيقضي أغلب حياته في السجن والسبب هو السرقة، فما رأيكم ؟
احذروا ممن حولكم
بقلمي: تهاني الشويكي
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك