الطبيب الشرعي وما هو السر الذي يخفيه؟-الجزء الثاني تصميم ريم أبو فخر |
تقرير الطبيب الثاني
ببداية الأمر كانت حالة |وفاة طبيعية|، لا يمكن الشك بها، ولكن هذا لا يمنع من تغيير الأحداث وكشف الحقيقة إذا وصلت القضية إلى طبيب ماهر، حثه الله بالإحساس الصادق الذي يكشف به الحقائق.
سأله الضابط إن كان يبحث عن أمر محدد ليقوموا بمساعدته، فقال لا الأمر فقط أنني أريد التأكد إن كانت الطفلة قد نامت بجانب تيار كهربائي صعقها بغفلة منها وأدى لوفاتها، أو أن المنزل يحوي على مشاكل كبيرة سببت حالة نفسية سيئة للفتاة أدى لتوقف قلبها عن النبض، وأسباب أخرى.
تركهم الطبيب وعاد لعمله والبحث عن أي شيء قد يلفت انتباهه، وما هي فترة زمنية قصيرة حتى تم مغادرة المنزل وفور وصول الطبيب الى مكتبه، قام بكتابة تقرير للمرة الثانية أن الوفاة ليست طبيعية، وأن هناك أمر ما قد حدث، ولكنه إلى الأن لم يتوصل إليه.
إعادة التحقيق مع الوالدين
وطلب أن يتم تجديد التحقيق مع الأهل لعل أقوالهم تتغير، بالفعل تم استدعائهم لمعاودة الاستجواب معهم، على الرغم من أنه في المرات الأولى التي تم التحقيق من الأم فيها كانت منهارة، إلا أن هذه المرة بدا الهدوء عليها يظهر وأنها سلمت أمرها لله.
فسألها الضابط عن علاقتها مع طليقها والد الفتاة، وهل هناك مشاكل تمت بعد انفصالهما، وهل علاقتها مع أطفالها جيدة؟
وكيف كانت علاقتها مع هذه الطفلة بالتحديد، كل هذه الأسئلة كانت بهدف توتير الأم أو جعلها تعطيهم أي كلمة لتكون بداية لخيط الحقيقة، ولكن من دون أي جدوى.
هنا قال الضابط المسؤول عن القضية أنه سيقوم بالسؤال عن الطبيب، فلماذا هو متأكد أن القضية قضية جنائية وليست وفاة طبيعية، مع العلم أنه لا يوجد أي أسباب واضحة أو مخفية على جسد الصغيرة.
الأم عند سؤالها عن سبب الانفصال بينها وبين زوجها قالت، أنه خائن تركها وترك أطفالها وتزوج فتاة تصغره بعشر سنوات من أجل إشباع رغبته فقط، وقد تركها بهذا المنزل لوحدها وانتقل للعيش مع زوجته الجديدة، ولكن مع هذا لم يكن هناك مشاكل بينهما، فهو كان يزور أطفاله ويأتي لهم بجميع احتياجاتهم.
تم استدعاء الزوج لإعادة التحقيق معه، وعند سؤاله عن سبب الانفصال بينه وبين زوجته قال: أنها امرأة متسلطة اللسان كثرت المشاكل بيننا الى حد لا يطاق، فشعرت بالكره تجاهها ولم أعد قادر على العيش معها، فقررنا أن يتم الانفصال بهدوء.
صرح له الضابط الذي كان يقوم بالتحقيق معه أنه والد الفتاة التي يقال أنها توفيت بحالة طبيعية، ولكن الطبيب الشرعي شبه متأكد أن |القضية جنائية| وليست قضاء وقدر، فهل تعتقد أن هناك أحد ما يريد التخلص من هذه الفتاة، مثلاً يريد الانتقام منك أو من الأم عن طريق هذه الطفلة.
فماذا أجاب الوالد عن هذا الاستفسار؟ مع غرابة الجواب إلا أننا سنراه يقول الحقيقة فهيا بنا إلى الجزء التالي.
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك