هل Google أصبح يعلم عنا أشياء نحن لا نعلمها؟ تصميم الصورة : رزان الحموي |
اليوم بهذا المقال سأسرد عليك بعض المعلومات التي قد تصدمك عن هذه الشركة
لذلك كن معنا وتابع بتركيز لتتجنب القيام ببعض الأشياء الغير مستحبة.
في البداية سأقص عليك هذه القصة القصيرة، بيوم من الأيام قام رجل بالاتصال بمطعم صغير اسمهGood Pizza، بالفعل بعد ثوانٍ معدودة أتاه الرد من الطرف المقابل واذا بالمجيب الآلي يقول: أهلاً بكم بمطعم Google Pizza، فهذا الرجل أعتقد أنه قد أخطأ بطلب الرقم وقال: أعتذر أنا قمت بطلبGood Pizza وليس Google Pizza، واذ بالرد يأتيه فيقول: أنه ليس مخطأ وأن شركة Google قامت بشراء هذا المطعم.
الصدمة أن المجيب الآلي قال لهذا الرجل هل تريد الأن أن تطلب الPizza العادية الخاصة بكَ (بيتزا باللحم)؟، ذُهل الرجل فقال له: هل تعلم أي أنواع البيتزا التي أحب؟، فقال: بكل تأكيد فأنت قمت بطلب هذه البيتزا من هذا الرقم12 مرة خلال شهر واحد.
فقال المجيب للرجل: ما رأيك بأن تطلب اليوم (بيتزا خضار بدلاً من اللحم) فأنت تعاني من |ارتفاع بالكولسترول|؟، أيضاً الرجل أحس بالغرابة فهو حقاً يعاني من هذا المرض، وقال للمجيب من أين تعلم كل هذه الأمور عني؟، فرد المجيب قائلاً: قاعدة البيانات المتواجدة على Google لديها اسمك الكامل مع رقم الهاتف الخاص بك، بالإضافة الى أنهما مضافين الى الخدمات الصحية والتي تبين بها من خلال تحليل قمت به منذ7 سنوات أنك تعاني من المرض.
فقال الرجل: ومع هذا فأنا مصمم على أخذ البيتزا باللحم الاعتيادية لأنني أقوم بتناول دواء ضد الكوليسترول، فقال المجيب: يؤسفني أن أخبرك أنك لا تأخذ هذا الدواء بانتظام، وقبل أن تسألني سأجيبك، الData Base الموجودة لدي تقول أنك قمت بشراء علبة دواء واحدة منذ 4 أشهر وهي تحوي على30 كبسولة، وإلى اليوم لم تشتري علية أخرى وبالتالي أنت غير منتظم بتناول هذا الدواء.
الرجل أحس بالغضب وقال للمجيب: أنه قام بشراء علبة أخرى ولكن ليس عن طريق صيدلية الانترنيت، فرد المجيب: أن عملية الشراء هذه لم تسجل على الGreen Card الخاص بكَ؟، فقال الرجل أنه دفع ثمنها كاش، رد المجيب: كيف دفعت كاش وأنت لم تقم بسحب الأموال من البنك، قال الرجل: أنه يحتفظ بهذه الأموال منذ فترة.
فقال المجيب: ولكن حسب أخر إقرار ضريبي فأنت لم تقم بتسجل أنك تمتلك مصدر مالي غير البنك؟، فهل أنت تتهرب من الضرائب المفروضة عليك؟.
هل Google أصبح يعلم عنا أشياء نحن لا نعلمها؟ تصميم الصورة : رزان الحموي |
تكلمنا عن الرجل الذي تطوّر به الأمر من عملية طلب بيتزا، الى الكشف عن سلسلة حياته من لحظة ولادته، لنتابع بهذا الجزء باقي القصة.
الرجل أحس بغضب شديد قال للمجيب أنه يريد الذهاب والعيش بصحراء لا يوجد بها أي اتصال بالانترنيت، فرد المجيب بكل هدوء وقال: أنا متفهم موقفك سيدي ولكن أريد أن أخبرك أن الباسورد الخاص قد انتهت صلاحيته منذ أسبوعين، وبالتالي أنت لن تستطيع السفر خارج منطقتك أبداً.
هذه القصة قد تحوي على بعض المبالغة، ولكن هذا لا يعني أنها غير حقيقة، فاليوم جميعنا أصبحنا نعيش ضمن غرفة زجاجية موجودة ضمن الشارع والجميع يعلم ويرى ما نفعله داخل هذه الغرفة.
والسبب هو تطور| التكنولوجيا| والبيانات الموجودة على هواتفنا المحمولة وحواسيبنا الشخصية وأنها متصلة بشكل مستمر على شبكة الانترنيت، فجعلت خصوصيتنا مباحة للجميع.
أريد أن أطلعك على هذا السر الكبير
أن موقع Google يقوم بتسجيل كل حركة تفعلها على |الانترنيت|، سواءً أكان عمليات بحث عن(صورة، موقع، مقطع فيديو، أغنية)، فنرى أن Google يقدم الكثير من الخدمات التي قد نعتقد بأنها مجانية، ولكن المفاجئة أنكَ بكل مرة تستخدم هذه الخدمات هو يقوم بتجميع المزيد من البيانات عنك.
فهل نعلم نحن كم من الخدمات التي يقدمهاGoogle؟، لا أعتقد أنو يوجد أي شخص أو تطبيق قادر على إحصاء هذه الخدمات المجانية، لأنه وبكل بساطة يقوم بشراء أي خدمة يمكن أن تقوم بتجميع ال|Data| عن مستخدميها.
أشهر موقع يتم استخدامه هو Google Map
وهي تعتبر من أهم الخدمات والأكثر طلباً، فهنا يأتي دور Google بالاستفادة من هذا الموقع، فيقوم بتسجيل كل التحركات وما هي الأماكن التي يرتد اليها كل شخص، وما هي أوقات اليوم التي يقومون بها بنشاطات معينة، مثل الذهاب للنادي الرياضي أو العمل أو السفر أو المنزل.
حتى أن Google قادر على معرفة مقدار الازدحام بكل شارع بأي منطقة تريدها، ويمكنه التنبؤ بالشوارع الأقرب والأقصر للمكان الذي تقصده، والسبب بكل هذا أن شركة Google قامت بشراء خاصة بالTraffic اسمها(Waze)،وهذه الشركة لها تطبيق منفصل يمكن أن تحمله من موقعGoogle Play.
ومنه نرى أن Google يقوم بتجميع كل هذه الData، ويقوم بوضعها ضمن File خاص لكل شخص يستخدم الانترنيت، وكل أجهزة الAndroid لديها نسخ خاصة لهذه الشركة ولا تحتاج الى حساب عليها.
بالتالي Google ينظر للأشخاص على أنهم مجرد بيانات أو Meda Data وأرقام بالنسبة الى شركة مثل هذه، فليس مهم لديهم معرفة أسمك الحقيقي.
وبنهاية هذا المقال أريد القول: أن Googleعبارة عن شركة معتمدة بشكل كبير على هذه البيانات، لأنها تستخدمها وبشكل رئيسي بعمليات بناء Data Base والتي تعود بالإيرادات، وبالتالي من دون هذه البيانات لن يستطيعوا كسب الأموال من الاعلانات، فكثيراً ما نرى أننا بمجرد الولوج الى أي منصة في البداية تظهر لنا جميع اهتماماتنا والأشياء التي نفضلها، وهذه أبداً ليست بمحض الصدفة بل بسبب بيع هذه البيانات من قبل Google لهذه المنصات.
لذلك أحرص قدر الإمكان على عدم ذكر جميع التفاصيل على هذه المنصة، فأنت وأنا والجميع ما نحن إلا ورقة رابحة تدر الأموال لها.
آلاء عبد الرحيم.
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك