|
التهابات المجاري البوليّة بين الأعراض والأسباب تصميم ريم أبو فخر |
يُصيب الإنسان خلال مراحل حياتِه المختلفة العديد من الأمراض والالتهابات، ومن بين الالتهابات المنتشرة بشكل كبير والتي تُصيب الأفراد من مختلف الأجناس والأعمار يوجد |التهابات المجاري البوليّة|.
في هذا المقال سوف نتعرّف مع بعضنا البعض إلى مشكلة التهابات المجاري البوليّة، من خلال بيان تعريفها وتوضيح أسبابها وأبرز أعراضها، بالإضافة إلى تقديم أساليب علاجها، لذلك إن كان الموضوع مهماً بالنسبة لك اقرأ هذا المقال.
تعريف التهاب المجاري البوليّة
تُعرّف التهابات المجاري البوليّة على أنّها وجود إنتان، على الأغلب يكون ذلك الإنتان جرثومياً ويحدث ضمن |مجرى البول|، وتختلف أنوع تلك الالتهابات البوليّة باختلاف مكان الإصابة، وبشكل عام تنقسم التهابات المجاري البوليّة إلى النوعين التاليين:
النوع الأول: التهابات مجاري بولية سفلية:
يُسمى أيضاً هذا النوع من الالتهابات ب|التهاب المثانة|، هذا النوع من الالتهاب شائع بشكل كبير لدى النساء، ويُعزى سبب إصابة النساء به أكثر من الرجال إلى عوامل تشريحيّة وبيولوجيّة، إذ يكون الإحليل لدى النساء قصير وتكون فتحة التبوّل قريبة جداً من فتحة الشرج، هذا الأمر يساهم بشكل كبير في انتقال الجراثيم إلى المجرى البولي.
وتزاد نسبة الإصابة لدى النساء اللواتي بسن النشاط التناسلي، وذلك نتيجة الجماع الذي يعتبر عامل مؤهب و يشكّل البيئة المناسبة للإصابة بالالتهابات.
أمّا بالنسبة للنساء المتقدمات بالعمر، أي اللواتي تزيد أعمارهنَّ عن الخمسين عاماً فيحدث لديهنّ ضمور بمخاطية المهبل، وبالتالي تقل نسبة الفلورا المهبلية وهذا بدوره يزيد من فرص الإصابة بالالتهابات.
أعراض التهاب المجاري البوليّة السفلية
يوجد خمسة أعراض تُنذر بإصابة الفرد ب|التهاب المجاري البوليّة السفلية|، وهذه الأعراض هي:
1- شعور بالألم والحرقة أثناء التبول.
2- تقطع رشق البول.
3- الإحساس بوجود ألم أسفل البطن .
4- الإحساس برغبة دائمة بالتبول لكن المثانة فارغة.
النوع الثاني: |التهابات المجاري البوليّة العلوية|:
ويُعرف هذا النوع باسم التهاب الحويضة والكلية، في هذه الحالة تصبح الإصابة جهازية وتصل حتى الحويضة والكلية، لذا هي تعد أكثر خطراً من النوع السابق، ففي حال عدم علاج هذا النمط قد يحدث تجرثم للدم، وبالتالي تصبح الحالة العامّة للمريض سيئة جداً، ومهددة لحياته خاصةً عند المرضى كبار السن أو مضعفي المناعة.
أعراض التهابات المجاري البوليّة العلويّة
بالإضافة إلى الأعراض التي تُصيب مريض التهاب المجاري السفلية والتي ذكرنا للتو، لدينا عرضين هاميّن جداً هما:
1- الترفع الحروري.
2- الألم القطني، والذي يحصل إما بجهة واحدة أو بالجهتين معاً.
ومن الممكن أن تتشابه أعراض التهابات المجاري البولية مع الالتهابات التالية:
1- التهابات نسائية كالتهاب عنق الرحم.
2- التهاب بروستات لدى الرجال.
3- التهاب مثاني خلالي وهو شائع عند النساء ومجهول السبب.
|
التهابات المجاري البوليّة بين الأعراض والأسباب تصميم ريم أبو فخر |
أسباب التهابات المجاري البوليّة
عند تعريف مرض التهابات المجاري البوليّة ذكرنا أنها عبارة عن إنتان جرثومي، هذا يعني أن هناك جراثيم مسؤولة عن إحداث هذا الإنتان، والجرثومة الأكثر شيوعاً في إحداث التهابات المجاري البولية هي |الجرثومة الإيشريشية القولونية|، فهي تُعد مسؤولة عن 90% من التهابات المجاري البوليّة، بينما يأتي في المرتبة الثانية |الجرثومة المذهبة الرمية| والمتقلبة، أما جرثومة الكليبسيلا والزائفة فهي تعد شائعة عند المرضى مضعفي المناعة مثل مرضى السكري، أو المرضى الموضوع لهم قسطرة بولية.
وفي بعض الحالات النادرة، قد تكون الفيروسات أو الفطور هي السبب في حدوث التهابات مجاري بولية.
كيف يتم تشخيص مشكلة التهاب المجاري البولية
يعتمد التشخيص على التوجه السريري أولاً من حيث وجود الأعراض، ويدعم التوجه بإجراء تحاليل مخبرية هي: تحليل بول وراسب ثم زرع البول إن تطلب الأمر، وتحليل كريات الدم البيض في الدم، وقد نحتاج إلى إجراء إيكو كليتين أو صورة بسيطة للحويضة والكليتين والحالبين، وذلك في حال الشك بوجود |حصيات بولية| مؤدية للإنتان.
كما يجب الانتباه إلى أنّ الأعراض لدى المسنين قد تكون غير واضحة، فقد يتظاهر لديهم فقط بألم أسفل البطن أو سلس بولي، أو ترفع حروري مجهول السبب.
البيلة الجرثومية اللاعرضية
إذا لاحظنا وجود جراثيم في البول في سياق تحاليل روتينية، والمريض لا يشكو من أيّة أعراض فلا نحتاج إلى العلاج، إلّا في حالات معينة يجب فيها علاج البيلة الجرثومية اللاعرضية وهي الحالات التالية:
1- إذا كانت المريضة امرأة حامل.
2- إذا كان المريض من المرضى مضعفي المناعة.
3- إذا كان هناك اجراء تداخلي على الطرق البوليّة.
ماهي خطورة عدم معالجة المرأة الحامل التي لديها بيلة جرثومية لا عرضية
عندما تكون المرأة حامل يكون لديها ارتفاع في هرمون البروجسترون، هذا الهرمون يكون هو المُسيطر طيلة فترة الحمل، إذ يعمل هذا الهرمون على إرخاء العضلات المثانية والحالبية، وبالتالي إن وجدت بعض الجراثيم في المثانة ولم تعالج سوف تنتقل بالطريق الصاعد لتصيب الحويضة والكلية، وهذا يحمل خطورة كبيرة على الجنين الذي قد تسبب له ولادة باكرة، وخطورة على الحامل لاحتمال الإصابة بتجرثم الدم.
علاج مشكلة الالتهابات البولية
تُعالج الالتهابات البولية بطريقة بسيطة ألا وهي تناول المضادات الحيوية المناسبة حسب رأي الطبيب المعالج، أو حسب نتيجة الزرع الجرثومي إن وجد.
وبالطبع تبقى الوقاية أفضل وذلك من خلال القيام بما يلي:
1- الإكثار من السوائل.
2- عدم حبس البول والذهاب إلى الحمام فور وجود رغبة بالتبول.
3- النظافة الشخصية قبل وبعد العلاقة الجنسية بين الأزواج.
4- التبول بعد الجماع.
ختاماً نسأل الله السلامة والشفاء لجميع المرضى.
بقلمي: هيا الشيخ
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك