ستّة أسباب تؤدي إلى حُمّى النَفاس...احذريها تصميم رزان الحموي |
كل أنثى متزوجة تطمح إلى أن تُصبح أمّاً وأن تربي أطفالاً، هؤلاء الأطفال الذين يأتون إلى الحياة بعد فترة من الحمل تنتهي بالولادة التي قد تكون طبيعية أو عملية قيصرية
لكن في بعض الحالات وبعد |الولادة |قد تُصاب المرأة بمشكلة أو حالة مرضيّة تُعرف وفق الاصطلاح الطبي بحُمّى النَفاس.
إذا أردتِ معرفة المزيد حول الموضوع تابعي هذا المقال.
ماهي حمى النفاس
تُعرّف حُمّى النَفاس بأنها الحالة المرضيّة التي يحدث فيها تجرثم للطرق التناسليّة للأنثى خلال العشر أيام التالية للولادة أو الإجهاض.
تتميز حُمّى النَفاس بترفع حروري يصل إلى أكثر من ثمانية وثلاثين درجة مئوية بعد الولادة أو الإجهاض، لهذا فإن أي حرارة بعد الولادة أو الإجهاض خلال فترة تُقدر بحوالي أربعين يوم فهي مؤشر قوي على الإصابة بحُمّى النفاس.
هذه الحالة المرضيّة هي حالة خطرة جداً، لدرجة أنّها كانت سابقاً تتسبب بحدوث نسبة عالية من الوفيات
لكن وبعد التقدم الذي وصل إليه العالم اليوم على المستويين العلمي والطّبي أصبحت نسبة الوفيات من النّساء نتيجة الإصابة بحُمّى النَفاس قليلة جداً وربما نادرة، باستثناء المناطق العشوائية أو الفقيرة، حيث تندر أو تنعدم المراكز الصحية والمستشفيات المجهزة بأدنى مستلزمات التعقيم.
ما الأسباب المؤهبة للإصابة بحُمّى النَفاس؟
يوجد مُسبِّب رئيسي لحدوث حُمّى النفاس، كما ويوجد مجموعة من الأسباب الثانوية التي تساعد على حدوثها.
فبشكل عام تحدث حُمّى النَفاس بمجرد أن تصيب الطرق التناسليّة للأنثى أي عدوى بكتيريّة خلال عملية الولادة أو بعد الإجهاض، أما العوامل التي تزيد من خطورة الإصابة بها، نذكر منها:
1- نوع الولادة، فالولادة عن طريق العملية القيصرية تزيد من فرصة وخطر الإصابة ب حُمّى النَفاس حوالي ثلاثة أضعاف فرصة الإصابة به نتيجة |الولادة الطبيعية|.
2- تزداد نسبة الإصابة بالحالة لدى السيدات اللواتي يعانين من نقص مناعي (مثل الداء السكري غير المضبوط ، فقر دم مزمن،...الخ).
3- البدانة، فكلّما كانت المرأة الحامل أكثرُ بدانةً كلّما كانت أكثر عرضةً للإصابة بحُمّى النفاس من غيرها من النساء.
4- العملية القيصرية الإسعافية، بسبب حدوث انبثاق الأغشية الباكر.
5- استغراق عملية الولادة فترة طويلة أكثر من اللازم.
6- الولادة في مكان غير مُجهّز صحيّاً للولادة، أو استخدام أدوات غير معقمة.
المضاعفات:
في حال حدوث حُمّى النَفاس يحدث تجرثم للدم، وبالتالي تحدث الوفاة إذا لم تُتخذ الاجراءات العاجلة والصحيحة.
مما سبق يتضح أنّ حُمّى النَفاس هي حالة ممكن أن تُصاب بها أي امرأة حامل، وأن السبب الرئيسي المؤدي لها هو تجرثم الدم الذي يصيب المجاري التناسلية خلال الولادة أو بعدها أو بعد الإجهاض، وأنّ له عوامل أخرى مساعدة.
ستّة أسباب تؤدي إلى حُمّى النَفاس...احذريها تصميم الصورة رزان الحموي |
أعراض حُمّى النَفاس:
يوجد سبعة أعراض مُنذرة بالإصابة بحُمّى النَفاس، هذا يعني ظهور أحد هذه العوامل أو أكثر لديكِ يُنبئ بإصابتك بحُمّى النَفاس، هذه الأعراض هي:
1- الترفع الحروري خلال أول عشر أيام بعد الولادة أو الإجهاض.
2- الشعور بالإعياء الشديد.
3- الإحساس المستمر بوجود ألم أسفل البطن والظهر.
4- خروج مفرزات مهبلية ذات رائحة كريهة.
5- الشعور بالغثيان أو الإقياء.
6- حالة عامة سيئة.
7- المعاناة من حكة جلدية وطفح جلدي.
لذلك احذري هذه الأعراض جيداً، وبمجرد ظهور أحدها لديكِ راجعي طبيبك المختص بالسرعة القصوى.
كيف يتم تشخيص حالة حُمّى النفاس:
يتم تشخيص الحالة المرضيّة من خلال معرفة القصة السريرية وربطها مع الأعراض.
بالإضافة إلى التحاليل المخبرية، مثلاً يحتاج الطبيب إلى إجراء تحليل دم لمعرفة تعداد الكريات البيض، وتحليل بول وراسب لنفي التهاب المجاري البوليّة كسبب لهذه الأعراض، بالإضافة إلى ضرورة إجراء مسحة من عنق الرحم وإرسالها للزرع الجرثومي، قد يتطلب الأمر أيضاً إجراء إيكو بطن.
التشخيص التفريقي:
وهنا نقصد بالتشخيص التفريقي وجود مشكلات مرضية أخرى تُعطي ذات الأعراض أو أعراض مشابهة، وهذه الحالات هي:
1- خراج الثدي، إذ يسبب الإرضاع عند بعض النساء انسداد بعض الأقنية اللبنية لديها وبالتالي تشكّل خراج ثدي، يسبب ترفع حروري، لكن يمكن التفريق بينهما أن في حالة خراج الثدي تشكو السيدة من ألم في الثدي مع حرارة واحمرار موضعي وتورم مكان الخراج.
2- التهاب المجاري البولية، ويمكن تأكيده عن طريق إجراء تحليل بول وراسب أو زرع بول.
3- التهاب قصبات رئوية تالي للتخدير، قد يسبب ترفع حروري وأعراض صدرية.
4- التهاب جرح العملية القيصرية، يسبب أيضاً ترفع حروري لكن نجد الجرح مؤلم ومُحمّر وقد ينزّ قيح في الحالات الشديدة.
الجراثيم المتّهمة بإحداث حُمّى النَفاس :
الجراثيم المسببة لحُمّى النَفاس الأكثر شيوعاً هي العقديات، العنقوديات والإيشريشية القولونية.
كيف يتم معالجة النساء اللواتي تُصبن بحُمّى النَفاس؟
تُعطى المصابة بحُمّى النفاس مضادات حيوية حسب الحالة التي يقدرها الطبيب المعالج، فقد يلجأ للعلاج الفموي أو العضلي أو الوريدي.
علماً أن |المضادات الحيوية| الأكثر استخداماً بهذه الحُمّى هي الأمبسلين، والكليندمايسين أو الجنتامايسين.
وأخيراً لابد من التذكير أن الوقاية هي الأهم دائماً، لذلك سأذكر لكِ عزيزتي طرق الوقاية، وما عليكِ إلاّ اتباعها وطرد المخاوف والقلق، وهذه الطرق هي:
1. الحفاظ على النظافة الشخصيّة قبل الولادة وبعدها.
2. غسل الأيدي جيداً والتعقيم والتطهير الجيد من قبل الكادر المُولد قبل الولادة.
3. استعمال أدوات جراحية معقمة ومطهرة بشكل جيد.
4. تجنب الجماع قبل الولادة.
5. شرب كميات كبيرة من الماء.
والآن جاء دوركِ في إخبارنا، هل سبق وأن تعرضتِ لهذه الحالة المرضيّة؟ وإن كانت إجابتك نعم، فما هو سبب ذلك؟
أخبرينا لعل تجربتك تقي غيركِ من الوقوع بها.
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك