 |
| ماذا تعرف عن التهاب المعدة الحاد؟ تصميم الصورة وفاء مؤذن |
خلال رحلة الإنسان الطويلة على هذه الحياة يكون معرضاً بصورة مستمرة للإصابة بمشكلات صحيّة وأذيات وأمراض متعددة، ومن بين الأمراض التي يُمكن أن تندرج وتُصنّف تحت مُسمّى الالتهابات، نجد التهاب المعدة الحاد، وهو مشكلة مرضيّة لها أسباب متنوعة، هذه المشكلة الصحية هي موضوع حديثنا اليوم.
فما هو التهاب المعدة الحاد؟
ما هي مُسبّباته؟
وكيف يتم تشخيصه وعلاجه؟
جميع هذه الإجابات ستجدون إجابتها في هذا المقال.
تعريف التهاب المعدة الحاد:
التهاب المعدة الحاد يُعرف اصطلاحاً باللغة اللاتينية بعبارة Acute Gastritis، يُعرّف| التهاب المعدة |الحاد من منظور طِبّي بأنّه حالة من الالتهاب تُصيب جدار المعدة الداخلي المبطن للمعدة
واستمرار الالتهاب ينجم عنه عدة آثار سلبية أبرزها تشكّل قرحات متعددة، وقد تنزف إذا استمرت الآليّة المسببة.
يُصيب الأفراد من مختلف الفئات العمريّة، لكن الفئة الأكثر عرضةً للإصابة به هي فئة الشباب وكبار السن.
ما الأسباب الكامنة وراء حدوث التهاب المعدة الحاد؟
بصورة عامة لا يوجد سبب واحد فقط يمكن إرجاع سبب الالتهاب إليه، وإنما أي عامل يمكن أن يُسبب أذية للغشاء المعدي يكون هو المُسبب للاتهاب
لكن عموماً يوجد ثمانية أسباب متباينة يمكن أن يكون أحدها أو أكثر هو المسبب للالتهاب
لنتعرف إلى هذه الأسباب:
1. السبب الأول والمتّهم الأساسي هو الإصابة بجرثومة الملتوية البوابيّة، لأنّ هذه الجرثومة هي المسؤولة عن قرابة تسعين بالمئة من حالات التهابات المعدة.
2. السبب الثاني والذي يُعد هو الأكثر شيوعاً، يقول أن التهاب المعدة الحاد قد يرجع سببه إلى تناول كميات كبيرة من المسكّنات، وبشكل خاص المسكّنات من زمرة مضادات الالتهاب غير الستيرويدية مثل البروفين والديكلون، خاصةً عند كبار السن الذين يعانون من آلام مفصليّة.
3. الكحول أيضاً يعتبر من المُسبّبات الهامة.
4. الإكثار من تناول المشروبات الغازية والأطعمة الحارة والبهارات والتوابل.
5.| التوتر |والقلق الشديدين.
6. بعد العمليات الجراحية الكبرى مثل العمليات على| الجهاز العصبي| أو القحف يحدث ما يُسمّى بقرحات الشدة.
7. عُقب العمليات الجراحية للبدانة.
8. زمرة الدم، حيث أثبتت بعض الدراسات أنّ الأشخاص الذين يحملون الزمرة الدموية O هم أكثر عرضة للإصابة بالقرحة المعديّة.
ما الأعراض التي تُنبئ بالإصابة بالتهاب المعدة الحاد؟
• ألم في منطقة المعدة (وهي منطقة أسفل عظم القص)، تشنجي الصفات .
• شعور بالحرقة في الصدر.
• غثيان شديد وأحياناً يترافق مع حدوث قيء.
• شعور مُستمر بالتخمة والامتلاء.
• تجشؤ يصفه المريض بأنه يحدث بصورة مُزعجة، وبأنه يترافق مع رائحة كريهة في الفم.
• الشعور بنقص أو فقدان الشهية.
 |
| ماذا تعرف عن التهاب المعدة الحاد؟ تصميم الصورة وفاء مؤذن |
ما المضاعفات التالية للإصابة بالتهاب المعدة الحاد؟
يوجد خمسة مضاعفات يمكن أن يصيب أحدها مُريض التهاب المعدة الحاد، وهذه المضاعفات هي:
1- قرحة المعدة، استمرار الالتهاب يعني استمرار تآكل البطانة المعدية، مما يُسبب تشكّل قرحات بالمعدة.
2- نزف هضمي علوي، مُحتمل جداً أن تتطور القرحة وتكبر، أو يمكن أن تزداد الطبقات المُتقرّحة فتصيب الأوعية الدموية أيضاً، ينجم عن ذلك نزف دموي من القرحة.
3- انثقاب قرحة المعدة، في حال ازداد عمق القرحة قد يحدث انثقاب لهذه القرحة وهي حالة شديدة الخطورة ومهددة للحياة.
4- |فقر دم|، التهاب المعدة وبشكل الخاص الالتهاب المُزمن يحدث فيه فقر دم بسبب نقص امتصاص فيتامين B12.
5- الأورام والسرطانات المعدية.
كيف يُشخّص الطبيب التهاب المعدة الحاد؟
يعتمد الطبيب أولاً على القصة المرضيّة المفصّلة، مثلاً قصة استهلاك كحول أو تدخين بشدة، تناول أطعمة مؤدية إلى إحداث القرحة، أو قصة استخدام مُزمن للمسكّنات غير الستيرويدية، أو قصة علاج مُزمن بالكورتيزون.
يتم تدعيم التشخيص أيضاً بالاعتماد على نتائج مجموعة التحاليل المخبرية التالية:
1- تحليل الخضاب، قد نجد فقر دم مع كبر حجم الكريات الدمويّة، في دلالة وإشارةً واضحة إلى الإصابة بعوز فيتامين B12.
2- تحري وجود الدم الخفي بالبراز.
3- تحليل الأنزيمات البنكرياسيّة من أجل نفي التهاب البنكرياس كعامل مُسبّب للألم البطني.
4- من أجل الكشف عن الملتوية البوابيّة، يتم تحليل البراز لكشف المستضد للجرثومة الملتوية البوابية، إلى جانب إجراء اختبار اليورياز بالنفس.
5- والإجراء الأهم والمشخّص هو التنظير الهضمي العلوي، ولتحقيق ذلك يمكن إجراء إيكو بطن لنفي وجود حُصيّات مراريّة مسببة للأعراض.
العلاج :
يعتمد العلاج بشكل جوهري على معرفة الأسباب المؤدية له، عندها نحدد العلاج المناسب لكل حالة على الشكل التالي:
1- إن تأكّد وجود التهاب معدة بفعل جرثومة الملتوية البوابيّة، يكون المريض هنا بحاجة للعلاج الدوائي الثلاثي، والذي يتكون من أحد أنواع مضادات الحموضة، الأمبسلين والكلاريثرومايسين.
يؤخذ هذا الثلاثي الدوائي معاً ويُستمر بالعلاج لمدة أسبوعين مع الاستمرار بمضاد الحموضة لمدة شهرين كاملين.
2- بينما إن كان العامل المُسبب للالتهاب هو الأدوية المُسكّنة، فالعلاج يكمن في إيقافها الفوري وتجنّب تناولها لاحقاً، ويوضع المريض على مضاد حموضة.
في الختام نعود ونؤكد إلى أنّ الوقاية تبقى أفضل وأحسن من الوقوع بالمرض ومن ثم البدء بعلاجه
لذلك يُنصح بالتزام ما يلي:
1- تجنب الأطعمة المذكورة سابقاً والتي تؤهب للإصابة.
2- تجنب الطعام المكشوف، لأنه قد يكون ملوثاً بالملتوية البوابيّة.
3- غسل الأيدي جيداً قبل الطعام.
4- استعمال المُسكّنات تحت إشراف وتعليمات الطبيب.
وأخيراً لا تنسوا أنّ معلوماتنا هذه هي معلومات ثقافية فقط، وأنّ الخِطّة العلاجيّة تستوجب زيارة الطبيب والتزام تعليماته.
هيا الشيخ
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك