تاريخ العرب منذ أول البشرية حتى ظهور الإسلام - الجزء الأول تصميم ريم أبو فخر |
تساؤلاتٌ منطقية: في غياب أية مراجع تاريخيةٍ معاصرة، بدأ العرب منذ قيام الدولة العباسية يبحثون في أصولهم وأنسابهم، ورغم أن ما وصلوا إليه ليس مؤكداً ويثير بعض الجدل، إلا أنه يعكس قدراً كبيراً من أهمية الأنساب لدى العرب ومدى فخرهم بها، وقد تظهر أمام الباحثين عن الحقيقة تساؤلاتٌ كثيرةٌ سنحاول الإجابة عن بعضها في هذه المقالة، فمن هم العرب ومن أين جاؤوا؟ وكيف كانت حياتهم قبل ظهور الإسلام؟
طبيعة شبه الجزيرة العربية
لم تكن طبيعة |شبه الجزيرة العربية| منذ آلاف السنين صحراويةً وجافةً كما هي الآن، بل تشير الأدلة والاكتشافات الأثرية والجيولوجية إلى تعاقب الكثير من دورات الرطوبة والأمطار ودورات الجفاف عليها، وخلال فترة العصور الحجرية، كانت شبه جزيرة العرب منطقةً خضراء نضرة، كثرت فيها البحيرات والأنهار ونمت فيها الكثير من الحشائش والغابات، وقد تبيّن ذلك من خلال اكتشاف بعض الحفريات لكائناتٍ لا تعيش إلا في بيئة الغابات مثل الفيلة، واكتشاف آثارٍ أخرى تؤكّد ذلك.
وجود البشر في شبه الجزيرة العربية
تشير الأدلة والاكتشافات إلى استيطان البشر في منطقة شبه الجزيرة العربية منذ مئةٍ وعشرين ألف سنةٍ على الأقل، فقد تم العثور على الكثير من الأدوات الحجرية التي استخدمها البشر آنذاك، كما عُثر على بقايا عظميةٍ للإنسان الحديث يعود عمرها إلى تسعين ألف سنة، أما بناء القرى والمدن في شبه الجزيرة العربية، فقد بدأ بعد اكتشاف الزراعة، ويدلُّ على ذلك ما تم اكتشافه من رسوماتٍ في منطقة حائل السعودية وغيرها من المناطق.
أقدم حضارات شبه جزيرة العرب
ظهرت في جنوب وشرق شبه الجزيرة العربية بعض الحضارات القديمة، مثل حضارة "دلمون" التي ظهرت على الشواطئ الغربية للخليج العربي، وحضارة "ماجان" في منطقة خليج عُمان، وهما مذكورتان في بعض الأساطير السومرية، أما الحضارة الأشهر فهي |حضارة سبأ| التي ظهرت قبل ألفٍ ومئتي سنة من الميلاد، والتي اشتهرت بتطورها الكبير في مختلف الفنون والعلوم وقد ظهرت فيها أقدم الأبجديات العربية الجنوبية.
أقدم الكتابات العربية
اشتهرت سبأ بأبجديتها المعروفة بخط المسند، وقد ظهرت في الألف الأول قبل الميلاد، وهي تثير الجدل بخصوص علاقتها بالأبجدية الفينيقية الأقدم، وأبجدية سيناء المتطورة عن الهيروغليفية، وتنتشر النصوص المكتوبة بالخط المسند في مختلف أنحاء شبه الجزيرة العربية، وهي معروفة باسم |الكتابات الثمودية|، ولكن سبب تسميتها تلك غير مؤكدٍ حتى الآن، فقد تعود إلى قبيلة ثمود المذكورة في القرآن.
اقرأ المزيد في الجزء الثاني.
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك