أسرار خفية حول بناء الفراعنة للأهرامات تصميم الصورة ريم أبو فخر |
أهرامات الجيزة وهي واحدة من المنشآت التي حيرت العلماء والباحثين لقرون كثيرة، وخاصة الهرم الأكبر هرم خوفو، والذي يتكون من مليونين وثلاثمئة ألف حجر، ووزنها ثقيل جداً حيث يتعدى وزن الحجر الواحد ٧٠ طن، والهرم مرتفع جداً ويصل تقريباً إلى ١٥٠ متر.
ولكن كيف استطاع الفراعنة رفع هذه الحجار بوزنها الثقيل وبهذا الارتفاع
تعد هذه المهمة صعبة جداً ولو حتى في عصرنا الحالي مع وجود التكنولوجيا والمعدات وأساليب البناء الحديثة، فكيف استطاعوا بناء هذا المنشأ الضخم قبل أربعة آلاف سنة ولم يكونوا يمتلكون معدات ولا تكنولوجيا، فقط كانوا لديهم بعض الأدوات المعدنية والأخشاب، والأغرب من ذلك أنهم كيف استطاعوا تثبيت أحجار الأهرام فوق بعضها من دون استخدام مواد لاصقة أو حتى الأسمنت.
ما هي الطريقة التي بنوا فيها هذه الأهرامات؟
لمعرفة طريقة بناء الفراعنة للأهرامات، هناك عدة نظريات بعضها مقبول وبعضها مرفوض تماماً والبعض الآخر طريف.
وواحدة من هذه الفرضيات التي تتبنى فكرة أن الذين بنوا الأهرامات المصرية هم المخلوقات الفضائية، وبالرغم من أن الفكرة مضحكة بالنسبة للبعض، إلا أنها انشرت مجموعة من الدراسات والأبحاث تؤكد هذه الفرضية، وبعض الناس على يقين تام أن الفضائين هم من بنوا الأهرامات، ومن الطبع أن هذه النظرية غير منطيقة بالتأكيد ومجرد فرضية.
ومن النظريات الغريبة أيضاً و المنتشرة بين بعض الناس، بأن الفراعنة كانوا عمالقة وأجسادهم طويلة، وبحسب رأيهم أن ناس عمالقة مثلهم من السهل عليهم رفع هذه الحجارة ونقلها من مكان لآخر، حيث قاموا ببناء |الأهرامات| بكل بساطة، ومن الطبع أن هذه النظرية غير صحية أيضاً، لأن الفراعنة لم يكونوا عمالقة بدليل أجساد |مومياء الفراعنة|.
القصة التقليدية لبناء الفراعنة للأهرامات
و تكمن في أن الفراعنة قاموا في نقل الحجارة من جنوب مصر إلى مكان بناء الأهرامات، وقاموا في نقل ٢ مليون من الحجر ووزنهم بالأطنان، ثم صمموا ساتر ترابي حول الهرم، ومن ثم قاموا في جر الحجارة على الساتر فوق بكرة اسطوانية من الخشب وشدوها بالأحبال إلى الأعلى عن طريق الثيران والعمال، وثم قاموا بناء الأهرامات.
ولكن بشكل علمي حتى يتم تنفيذ هذه الطريقة، من المفروض أن يكون هذا الساتر الترابي خرسانة مسلحة، لأن ساتر من التراب مستحيل أن يتحمل وزن ٧٠ طن يتحرك عليه، لأنه وبكل بساطة سوف يهبط وينهار، وحتى بكرة الخشب لا تستطيع أن تتحمل وزن هذه الأحمال، ومن المؤكد أنهم بحاجة إلى عجلات صلبة وقوية جداً حتى تتحمل هذه الأطنان، وهذا يعني بأن طريقة الساتر الترابي والبكرة الخشب غير منطيقة على الإطلاق.
أسرار خفية حول بناء الفراعنة للأهرامات تصميم الصورة ريم أبو فخر |
الفرضيات الحديثة
بعض من الفرضيات التي ظهرت حديثاً في محاولة لتأكيد النظرية السابقة، بأن الفراعنة وأثناء شد الحجارة الموجودة فوق بكرة الخشب كانوا يقومون في رش الماء عليها حتى يتم تسهيل حركة البكرة، ويخفف من القوة التي يحتاجونها لتحريك الحجر إلى النصف تقريباً.
أما بالنسبة إلى طريقة نقل ٢ مليون طن من الأحجار الضخمة من جنوب مصر إلى الجيزة، فالباحيثن رحجوا أن المنطقة الصحراوية التي يوجد فيها الهرم كانت عبارة عن منطقة نهرية، وكان فيها قنوات وتفرعات متعددة من |نهر النيل|، وبالتالي تم نقل الحجارة عن طريق الماء، ولكن كل ذلك غير مؤكد وعبارة عن تبرير للطريقة السابقة.
كيف استطاعوا رفع هذه الحجار الضخمة إلى الارتفاعات الكبيرة من دون أي رافعات أو طائرات أو معدات حديثة؟
ولكن لم نجد أي إجابة عن السؤال، فهل من الممكن أن الفراعنة مثلاً كانوا يمتلكون جهاز يستطيعون من خلاله إلغاء الجاذبية من مكان معين ويرفعون الحجار بسهولة.
كيف أن حجار الهرم مثبتة ببعضها من دون استخدام مواد الاسمنت؟
فكانت الإجابة، بأنهم قاموا بتثبيت الحجار فوق بعضها عن طريق خلخلة الهواء، والتي تعني بأنهم يضعون حجرين فوق بعضهم ثم يقومون في تفريغ ذرات الهواء الموجودة بين الحجرين، وبالتالي تتثبت الحجار فوق بعضها وكأن بينهم مادة لاصقة.
ولكن أيضاً هذا الكلام عبارة عن توقعات، ولا يوجد أي دليل واضح، لأن تفريغ الهواء يحتاج إلى تقنيات متقدمة.
كيف استطاعوا أن يجعلوا سطح الحجارة مستوية بهذه الدقة؟
أحجار الهرم على شكل مكعبات ومستطيلات ومتوازيات منتظمة الشكل، ومن المفروض أن هذه المكعبات منحوتة، وتسوية سطح ٢ مليون حجر يحتاج إلى مجهود خيالي، وعمالة غير عادية، وبالتالي فكرة نحت الصخور فكرة غير منطقية.
ولكن المكعبات الصخرية التي تم بناء الهرم بها انصبت في مكانها بنفس طريقة صب الخرسانة تماماً، حيث أن |الفراعنة| كان لديهم طريقة خلطة معينة تكوّن صخر مصطنع وهو أشد صلابة من الخرسانة التي نستخدمها في يومنا هذا، وهذه الخلطة كانت عبارة عن طين وبعض من المواد الكيمائية التي يتم تسخينها، وبعدما يجف هذا الخليط يكون مثل الصخر الطبيعي تماماً، ويستطيع أن يُعمر لآلاف السنين.
كيف توصل العلماء إلى هذه النظرية
البداية كانت عندما قام مجموعة من العلماء في البحث عن غرفة سرية داخل الهرم، وعرضوا الهرم بالكامل إلى مجموعة من الأشعة، وفجأة بدأت الأجهزة في عرض نتائج متضاربة وغير منطقية، مع أن الأجهزة غير معطلة وسليمة، ولكن التفسير الوحيد كان بسبب وجود كمية كبيرة من الماء داخل الصخور، وعلماً أن هذه الكمية الكبيرة من الماء من غير الممكن أن تكون موجودة في صخور طبيعية، وهذا كان السبب وراء فكرة أن هذه الصخور مصنّعة أو صخور تم بنائها.
ومن ثم قام أحد العلماء في إجراء تجربة عملية في محاولة للوصول إلى خلطة تشبه هذه الخلطة، والتجربة نجحت وحصل على نتائج ايجابية، وبالفعل استطاع تصنيع صخور بالأحجام الكبيرة نفسها ومتلاصقة مع بعضها البعض.
وحالياً القائمين على البحث يحاولون في الوصول إلى الخلطة التي استخدمها الفراعنة، وهذه الخلطة هي واحدة من الأسرار الكثيرة التي عرفوها الفراعنة، مثل ما كانوا يعرفون بالفلك والكيمياء و|التحنيط|.
ربا البقاعي
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك