ما الذي يحدث في أوكرانيا بين روسيا والغرب؟ - الجزء الأول - تصميم الصورة : رزان الحموي |
فما هي حقيقة ما يحدث بين روسيا وأوكرانيا؟ وهل الحرب قادمةٌ لا محالة أم أنها أمام حربٍ دعائيةٍ فقط؟ أم أنها حرب أعصاب؟
ردود أفعال عالمية
مع تصاعد التصريحات والتوقعات بقيام الحرب، بدأت الدول الغربية بسحب رعاياها من |أوكرانيا|، وأعلنت الولايات المتحدة بأنها لن تشارك بالحرب مباشرةً ولكنها لن تتخلى عن شريكها الأوكراني بنفس الوقت، وطلبت من رعاياها مغادرة أوكرانيا طالما أن ذلك ممكن، وكل تلك التصرفات مبررةٌ ويمكن فهما، ولكن أن تبدأ روسيا بسحب رعاياها من أوكرانيا، فهذا يعني أنها عازمةٌ فعلاً على الحرب، أو أنها تريد أن توحي للجميع بأنها عازمةٌ عليها.
وقائع على الأرض
حشدت روسيا حتى الآن أكثر من مئةٍ وثلاثين ألف جنديٍ بكامل عتادهم وتجهيزاتهم القتالية على حدودها مع أوكرانيا في البر والبحر، وهم لم يتوقفوا عن إجراء التدريبات والمناورات العسكرية هناك، أما |الولايات المتحدة| والدول الأوروبية فقد قامت بإرسال الكثير من الأسلحة والمساعدات والمعدات العسكرية إلى أوكرانيا، وأرسلت الولايات المتحدة ثلاثة آلاف جندي إلى بولندا جارة أوكرانيا ليكونوا مستعدين إذا تطورت الأزمة وعبرت الحدود الأكرانية نحو أوروبا، رغم تأكيداتها المتكررة بعدم انخراطها في الحرب إذا وقعت في تلك المنطقة، فهي منشغلةٌ في حربها التجارية وتداعياتها المحتملة مع |الصين|.
الموقف الصيني مما يحدث
في أقصى شرق الأرض، تترقب الصين بحذرٍ شديدٍ كل تطورات الأزمة في أوروبا، وهي تركّز على جميع الإجراءات وردود الأفعال الأمريكية، فهي تستعد أيضاً لبسط سيطرتها على تايوان التي تعتبرها جزءاً من أراضيها، وخطتها للقيام بذلك ستتأثر حتماً بنتائج ما يحدث في أوروبا، ولكن دعونا نتساءل: لماذا وصلت الأمور بين روسيا وأوكرانيا إلى ما وصلت إليه؟
ما الذي تريده روسيا؟
قبل نهاية العام المنصرم، طلبت روسيا من الغرب مطلباً بسيطاً بحجة ضمان أمنها القومي والحفاظ على الاستقرار في المنطقة والعالم، فهي تريد إبعاد |حلف الناتو| عن حدودها، عبر وقف توسّعه نحو الشرق، وذلك بعدم انضمام أوكرانيا إليه، وبسحب قوات حلف الناتو من جميع دول الاتحاد السوفيتي السابق، ومع أن ذلك المطلب يبدو مشروعاً، فإنه يوحي بالاعتراف الدولي بالوصاية الروسية على دول الاتحاد السوفيتي السابق، وهذا ما لا يريده الغرب.
اقرأ المزيد...
سليمان أبو طافش
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك