ما الذي يحدث في أوكرانيا بين روسيا والغرب؟ - الجزء الثاني- تصميم الصورة : رزان الحموي |
رأينا بأن روسيا تسعى لوقف توسع حلف الناتو نحو أراضيها، وأكثر ما يثير قلقها اليوم هو انضمام أوكرانيا لذلك الحلف، ولكن لماذا لم تنضم أوكرانيا إلى الناتو قبل الآن؟
تطورات حلف الناتو بعد انهيار المعسكر الشرقي
كان |حلف الناتو| قبل انهيار الاتحاد السوفيتي يضم اثنتي عشرة دولة، ولكنه تطوّر بعد ذلك وتوسّع حتى بلغ عدد أعضائه ثمانيةً وعشرين دولة، وبعض الدول السوفيتية السابقة قد انضمت إليه مثل استونيا ولاتفيا و|كرواتيا|، وكان ذلك في فترة ضعف روسيا، ولكن تعافي روسيا وعودتها إلى الساحة الدولية كقوةٍ عسكريةٍ وسياسة، جعل القيادة الروسية بزعامة بوتين تحاول فرض إرادتها في وقف توسّع حلف الناتو على حدودها، فعندما حاولت جورجيا الانضمام إلى الحلف قامت روسيا باجتياحها وفرض إرادتها عليها، وإذا انضمت أوكرانيا إلى الحلف فأنه سيصبح في عقر الدار الروسية.
تاريخ أوكرانيا وحلف الناتو
منذ انفصال أوكرانيا عن |الاتحاد السوفيتي| السابق، كانت الحكومات الأوكرانية على علاقاتٍ طيبةٍ مع الحكومة الروسية، ولكنها بنفس الوقت كانت تبني علاقاتٍ جيدةٍ مع الغرب، فكان الوضع مستقراً إلى حدٍ ما، ومع أن أوكرانيا حاولت الانضمام إلى حلف الناتو إلا أن معظم دول الحلف رفضت ذلك، لأنها تدرك حجم المخاطر والمشاكل والصراعات التي قد تنتج عنه، كما أن شروط الانضمام إلى حلف الناتو تقتضي أن تكون الدولة مستقرةً سياسياً وأمنياً واقتصادياً، وهذا لا ينطبق على أوكرانيا، فإذا كانت أوكرانيا لن تنضم لحلف الناتو فما الذي يقلق روسيا؟
ما الذي يثير بوتين تجاه أوكرانيا؟
كانت أوكرانيا ولا زالت تتلقى بعض المساعدات العسكرية من الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية، وكأنها عضو في الناتو ولكن بشكل غير مباشر أو غير معلن، خاصةً بعد إعلان |جورج بوش| الابن سنة 2008 دعمه لانضمام أوكرانيا إلى الناتو، وهذا ما أثار حفيظة الرئيس الروسي بوتين لسببين، فهو يرى بأن أوكرانيا وروسيا كيانٌ واحد ولا يمكن فصلهما، كما أن معظم خطوط الغاز التي تربط روسيا بأوروبا والتي تؤمن 30% من مجمل الواردات الروسية، تمر عبر أوكرانيا، فلا يمكن أن تكون أوكرانيا خارج حدود السيطرة الروسية، ولكن ما هو رأي الأوكرانيين بذلك؟
موقف الأوكرانيين من كل ما يحدث
تشير استطلاعات الرأي في أوكرانيا إلى أن 70% من الأوكرانيين يشعرون بأنهم لا ينتمون إلى الشعوب الروسية، ولا يريدون الاتحاد مع روسيا، كما أنهم يتطلعون إلى المستوى المعيشي للأوروبيين ويريدون أن يعيشوا مثلهم وليس مثل الروس، فهم يفضّلون الاتفاقات التجارية والتحالفات مع أوروبا على روسيا، وفي نهاية عام 2013 كانت أوكرانيا على وشك توقيع معاهدةٍ تجاريةٍ مع الاتحاد الأوروبي ولكن الرئيس الأوكراني ألغاها في اللحظة الأخيرة، وأبرم اتفاقاتٍ مع روسيا ومنحها بعض الاستثمارات على الأراضي الأوكرانية، وذلك ما أدى إلى اندلاع بعض المظاهرات والاحتجاجات التي انتهت بهرب الرئيس الأوكراني، واجتياح روسيا لشبه جزيرة القرم.
اقرأ المزيد...
سليمان أبو طافش
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك