ذكرنا في الجزء السابق كيف قام الإمبراطور الصيني بحرق كمية كبيرة من| الأفيون|، فاشعل غضب بريطانيا من ذلك وقيامها بالتحرك العسكري داخل الصين لتبدأ بذلك حرب الأفيون وتستمر لمدة سنتين، إلى حين عقد معاهدة نان جنج التي كان من شأنها تهدئة الأوضاع في المنطقة
استكمالاً لباقي التفاصيل تابعْ معنا هذا الجزء.
بعد عودة المبادلات التجارية بين الصين وبريطانيا
في إحدى المرات تم تفتيش سفينة تجارية تحمل علم |بريطانيا |في مدينة جوانشو الصينية، وعُثِر فيها على بعض الممنوعات، فتقوم القوات الصينية باعتقال بحَّارة السفينة و إنزال العلم البريطاني
وفي هذه الأثناء يتم قتل شخص فرنسي كان متواجد على متن السفينة.
قتل الشخص الفرنسي كان الخطأ الفادح الذي ارتكبته الصين، فنتيجةً له قامت| فرنسا |وبريطانيا اللتان كانتا أعداء منذ الأزل بالاجتماع على الصين
وفعلاً اجتمعت الأساطيل البريطانية مع الفرنسية على مدينة جوانشو الصينية، وقاموا بتدميرها بالكامل، وبدؤوا بالزحف والعدوان الثنائي على |الصين|.
اضطر الإمبراطور الصيني للقبول بالحلول الدبلوماسية، وقرر إعادة النظر في الاتفاقية القديمة مع بريطانيا وتعديلها بما يرضي بريطانيا.
كان البند الأهم في الاتفاقية المعدَّلة هو
فتح خمس موانئ صينية للتجارة البريطانية، والسماح بتجارة الأفيون في تلك الخمس موانئ، وأعطت بريطانيا مهلة للصين مدة سنة كاملة لضبط أوضاع البلاد، وبناء المستشفيات لعلاج| الإدمان| وغيرها، ثم القبول بالاتفاقية فلم تعطِ الصين حق النقد.
بعد انتهاء المهلة تأخر الإمبراطور الصيني بالرد، فقامت بريطانيا وفرنسا بإعادة تحريك قواتهما داخل الصين، لتدخل القوات العاصمة بكين وتصل إلى قصر الإمبراطور الذي كان يحتوي على آثار صينية وآسيوية لا تقدَّر بثمن، قاموا بنهب كل ما وجدوه في القصر، ثم أخذوا يعيثون في أرض الصين و في العاصمة بكين فساداً ودماراً.
بعد ذلك وافق الإمبراطور الصيني وقبل بشروطهم على مضد، ثم دخلت |روسيا |وأمريكا على الخط لتهدئة الوضع بين الدول، وقاموا بتعهد الإمبراطور الصيني أمام بريطانيا حتى أنهم زادوا عدد الموانئ المفتوحة للتجارة بين البلدين لتنتهي بتلك المعاهدة المجحفة بحق الصين حرب الأفيون.
نتائج الحرب:
بغض النظر عن الحرب القاتلة التي حصدت الكثير من الخسائر البشرية لدى الطرفين، كانت النتائج مدمرة جداً على الصين، فنتيجة دخول الأفيون إلى الصين كان لديها في سنة ١٨٥٠ مليوني مدمن
وبعد ٢٢ سنة فقط من دخول الأفيون إلى الصين أصبح لديها أكثر من ١٢٠ مليون مدمن في الوقت الذي كان فيه تعداد سكان الصين حوالي ٤٠٠ مليون نسمة، أي أكثر من ربع الشعب مدمن أفيون أدخلته بريطانيا للصين.
بقي الأفيون ينهش في أجساد الصينيين لسنة ١٩١١ حين تم توقيع بعض الاتفاقيات التي تعدِّل من وضع الاتفاقيات القديمة التي دمرت صحة الشعب الصيني.
إلى هنا عزيزي القارئ نكون قد وصلنا لختام هذا المقال الذي تحدثنا فيه عن أحداث حرب الأفيون التي نشبت بين بريطانيا والصين.
آية الحمورة
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك