الرعب النووي بين المعسكر الرأسمالي وأحفاد ستالين -الجزء الثاني- تصميم وفاء المؤذن |
وتشجيع الاستخدام السلمي لهذه الطاقة، وكل هذا كان واجهة عريضة تخفي ورائها جهود حثيثة تقوم بتطوير وتضخيم |الترسانة النووية الأمريكية|، ففي خلال 9 سنوات ارتفعت أعداد الأسلحة النووية من ألف وحتى 18 ألف سلاح نووي.
كيف قام الاتحاد السوفيتي بالرد على هذا الأمر
لم يسكت |الاتحاد السوفييتي| على هذا الأمر على الإطلاق، بل كان يعمل على الدوام في مضاعفة حجم الترسانة النووية الخاصة به، واستمرت هذه المبارزة والتحديات حتى عام 1962، حيث حصل في هذا العام أكبر أزمة نووية في العالم، |أزمة صواريخ كوبا|، فالعالم كله استعد وتأهب لحرب نووية بين البلدين، وذلك على خلفية نشر الاتحاد السوفييتي لصواريخه النووية في كوبا، فبقي العالم يعيش في تأهب ورعب كبيرين نتيجة لذلك على مدى أكثر من أسبوعين، حتى انتهت هذه الأزمة على الصعيد السياسي، إلا أنها كانت قد بدأت لتوها في عقول البشر الذين أصبحوا يعون فعلاً لخطورة هذه الأسلحة، التي من الممكن أن تدمر كوكبنا بشكل كامل، وبدأت المخابئ المخصصة للحياة تحت الأرض تبنى بشكل كبير جداً تفادياً لأي خطر من الممكن أن يقوم في المستقبل.
كيف تم تنظيم الرعب النووي بعد الأزمة الأخيرة
بدأ الرعب النووي يتجه ليكون أكثر تنظيماً، وذلك بواسطة حركات اجتماعية لها هيكل ورؤية، كحملة إيقاف النشاط النووي مثلاً، التي نجحت عام 1982 في تنظيم أكبر مظاهرة سلمية في تاريخ أمريكا، بمشاركة ما يزيد عن 1000000شخص، وبالفعل استطاعت الحملة في الحصول على مشروع قانون من أجل إيقاف النشاط النووي، وبدأ فكر البشر يتغير من محاولة إيقاف النشاط النووي إلى التخطيط لسيناريوهات لما بعد |التدمير النووي|، وكيف سنتمكن من إعادة بناء الحضارة البشرية من جديد.
الرعب النووي بين المعسكر الرأسمالي وأحفاد ستالين -الجزء الثاني تصميم وفاء المؤذن |
ماهي الأفكار التي ظهرت من أجل حماية التراث البشري من الاندثار لو حدثت حرب نووية
ظهرت فكرة |الكبسولات الزمنية|، التي يتم تجميع فيها نماذج من التراث البشري الفني والثقافي والعلمي، وتحفظ في كبسولة متينة لا تتأثر بأي نوع من القنابل حتى القنابل الهيدروجينية.
كيف استحوذت الفكرة على أفكار البشر
استحوذت الفكرة على تفكير البشر الذين قرروا إنشاء شركة فيفو المختصة ببناء ملاجئ بشرية جماعية وفردية في مواجهة الكوارث التي ممكن أن تواجه البشر لاسيما |الكوارث النووية|، وتعليم البشر عن طريقة التعامل مع الكوارث النووية، وثقافة ما بعد الكارثة لو حدثت فعلًا، فتحول الأمر إلى فلسفة وطريقة حياة.
إن الطاقة النووية في رحلتها مع البشر، مرت بالكثير من المراحل بدأت بالانبهار وصولاً إلى بناء أحلام طموحة، تبعها خوف وذعر كبيرين، أوصلت البشرية اليوم إلى حَيْرَة كبيرة جداً، فهذه الطاقة القوية جداً من الممكن أن تكون سبب فناءنا من على هذا الكوكب، وعلى الرغم من أن الأمل يجب أن يبقى موجود دائماً، إلا أن التخوف من الانقراض البشري وارد جداً، لاسيما أن الأرض قد مرت بالعديد من الانقراضات المختلفة لكثير من الكائنات الحية، بدأت بانقراض الديناصورات فهل الجنس البشري سيكون التالي بوصفه الانقراض السادس؟
من الجدير بالذكر أن البشر يجب أن يحافظوا على استمراريتهم من خلال حماية الأرض وحضارتهم من الأسلحة المدمرة التي لن تأتي بأي نتائج تذكر بل على العكس تماماً ستبيد الوجود البشري تماماً وسنكون في طي النسيان ....
ودمتم بألف خير.
بقلمي: ميس الصالح
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك