مستقبل العلاقات الصينية مع دول الجوار - الجزء الأول تصميم الصورة وفاء مؤذن |
مؤشرات اندلاع الحرب
تُخطط الهند لشراء ثلاثمئةٍ وخمسين طائرةً حربيةً في السنوات القليلة القادمة، وتايوان تريد أن ترفع ميزانيتها |العسكرية| إلى سبعة عشر مليار دولار في العام القادم، أما |وزارة الدفاع| اليابانية فتسعى للحصول على ميزانيةٍ تصل إلى تسعةٍ وأربعين مليار دولار، وترفع إندونيسيا نسبة انفاقها العسكري بمقدار عشرين بالمئة، وكذلك تقوم الفيليبين بإجراء تدريباتٍ ومناوراتٍ عسكريةٍ مع الولايات المتحدة الأمريكية، وتخطط لشراء صواريخ كروز من الهند.
ما الذي تسعى الصين لتحقيقه
عند التساؤل عن أسباب التوتر والقلق الذي يسود تلك المنطقة، سنجد ان كلّ ذلك بسبب توقع عملٍ عسكري صيني ضد تايوان، فالصين ومنذ ربع قرنٍ تعمل على زيادة إمكاناتها العسكرية وخاصةً البحرية، حتى أصبحت قوةً عالميةً لا يجب تجاهلها، وهي ترى تايوان جزءً من أراضيها، فالاسم الآخر لتايوان هو جمهورية الصين.
استراليا تتخوّف من الحرب القادمة: من حق الدول المجاورة للصين وتايوان أن تقلق من |اندلاع الحرب| وتستعد لها، ولكن الملفت في الأمر أن دولةً بعيدةً جداً عن كل ذلك، تتخوّف من تلك الحرب أيضاً وتستعد لها، وتلك الدولة هي استراليا، فهي تجهّز نفسها جيداً لتلك المعركة، فقد تعاقدت على صفقةٍ للغواصات النووية، وقد أعلنت عن خطة إنفاقٍ عسكريةٍ تبلغ مئتين وسبعين مليار دولار في السنوات القادمة، فلماذا تفعل استراليا ما تفعله؟
تايوان هي فتيل الحرب القادمة: بعد الحرب العالمية الثانية، كان شغل الصين الشاغل هو استعادة تايوان، وقد أصبحت تايوان حالياً دولةً ديمقراطيةً حديثةً وغنيةً جداً، كما أصبحت الصين بالشكل الذي نعرفه، وترى الصين بأن تايوان جزءً منها، وكان جميع الرؤساء السابقين يتعهدون بالعمل على استعادة تايوان، ولكنهم لم يفعلوا الكثير لتحقيق ذلك، أما الرئيس الحالي فقد تعهد باستعادة تايوان بأي طريقةٍ ممكنة بما فيها الطرق العسكرية.
متى قد تقع الحرب القادمة
من جهةٍ أخرى، أعلنت |تايوان| مراراً أن الرأي العام التايواني رافضٌ تماماً لفكرة الانضمام إلى الصين، ولذلك نرى كل ذلك القدر من التوتر والقلق في منطقة جنوب شرق آسيا، فعلى ما يبدو بأن الطرق الدبلوماسية ليست مجديةً في حل الخلاف الصيني التايواني، وهذا يجعل الحل العسكري وارداً جداً، وقد تكون المدّة القصوى لاندلاع الحرب لا تزيد عن ست سنوات.
لماذا ست سنواتٍ فقط
أعلن القائد الأعلى للقوات الأمريكية العاملة في منطقة المحيط الهادي والهندي، بأنه يتوقع غزو الصين لتايوان في العقد الحالي وخلال ست سنواتٍ على أبعد تقدير، فهذه الفترة ستشهد أضعف تواجدٍ للقوات الأمريكية في المنطقة، وسنذكر سبب ذلك لاحقاً.
اقرأ المزيد في الجزء الثاني.
بقلمي: سليمان أبو طافش
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك