مستقبل العلاقات الصينية مع دول الجوار - الجزء الثاني تصميم الصورة وفاء مؤذن |
إحصاءات وأرقام: أشارت استطلاعات الرأي في تايوان إلى أن 51% من الشعب يرى بأن الصين ستهاجم تايوان، و4% منهم توقعوا أن يكون |الهجوم الصيني| قريباً جداً، ولكن الغريب في الأمر، أن استطلاعاً مشابهاً حدث في استراليا، فأشار إلى أن 42% من الشعب الأسترالي يرى بأن الصين ستهاجم |استراليا|، منهم 6% توقعوا أن يكون ذلك قريباً جداً.
علاقة الصين وأستراليا اقتصادياً
كانت العلاقات الصينية الأسترالية لغاية سنة 2014 على خير ما يرام، فقد تقرّبت الصين من استراليا كثيراً منذ مطلع القرن الحالي، وحاولت جعل العلاقة بينهما جيدةً جداً، ففتحت استراليا أبوابها للاقتصاد الصيني على مصراعيها، فأصبحت الصين أكبر شريكٍ تجاري لأستراليا، وكانت استراليا تستورد من الصين ما قيمته واحدٌ وستون مليار دولار، وتصدّر لها ما قيمته مئةً وتسعةً وخمسين مليار دولار.
العلاقات الجيدة لا تدوم أبداً: إضافةً إلى حسن العلاقات الاقتصادية بين الصين وأستراليا، فقد أوشكت استراليا على تدريس اللغة الصينية في مدارسها، كما دعت الرئيس الصيني إلى إلقاء خطابٍ أمام البرلمان الأسترالي سنة 2014، إلى جانب التبادل العلمي والثقافي بين البلدين والذي أسهم كثيراً في تطوير مختلف الجوانب الأسترالية، ولكن تلك العلاقات بدأت تتوتر بين عامي 2014 و2017، خاصةً بعد تفاقم الصراع التجاري بين الصين والولايات المتحدة، حيث وقفت استراليا بجانب الولايات المتحدة.
إجراءات استرالية ضد الصين
بدأت استراليا تعلن عن مخاوفها الأمنية بشأن الشركات الصينية، فحضرت بعض شركات الاتصالات الصينية مثل "هواوي" أسوةً بالدول السائرة في الركب الأمريكي، وفي 2018 أعلنت الحكومة الأسترالية عن قواعد أكثر صرامةً حول شراء الأجانب للأراضي الزراعية، كما أعلنت عن اكتشافها لبعض الشركات المتعاملة مع الصين، والتي تدعم بعض الأحزاب السياسية، كما أبدى بعض المسؤولين الأستراليين مخاوفهم من تنامي التأثير الصيني على استراليا.
مزيدٌ من الإجراءات الأسترالية: في شهر مارس \ آذار عام 2020، أدخلت استراليا قواعد جديدةً للتدقيق على عملية |الاستحواذات الأجنبية| على الشركات الأسترالية، حيث بدأت الشركات الأسترالية تتداعى منذ بدء جائحة كورونا، وخشيت الحكومة الاسترالية من سقوطها في أيدي الصينيين، ولاسيما الشركات الحساسة التي لا يجب لها أن تؤول إلى أية دولةٍ أجنبية مثل شركة "لاينس" الإلكترونية العاملة في مجال العناصر النادرة التي حاولت الصين شراءها.
ردود صينية قاسية
وصلت العلاقات الصينية الأسترالية في شهر مايو \ أيار عام 2020 إلى طريقٍ مسدودة، عندما طالبت استراليا بإجراء تحقيقٍ مستقلٍ عن مصدر فايروس كورونا، فبدأت الصين برد الضربات الأسترالية بعدة طرق، ففرضت تعريفاتٍ جمركيةً عاليةً على واردات الشعير من استراليا، وبعد أيامٍ قليلة، حذّرت الحكومة الصينية نظيرتها الأسترالية من التدخل في حربها التجارية مع الولايات المتحدة، وبأنها ستوجّه ضربةً قاصمةً للاقتصاد الأسترالي إذا دعمت استراليا الجانب الأمريكي.
المزيد من الردود الصينية
في نفس الشهر، حذّرت الصين طلابها من الدراسة في استراليا، مشيرةً إلى زيادة التمييز العنصري و|العنف| ضد الشعب الصيني من قبل الاستراليين، علماً بأن استراليا تجني من وراء أولئك الطلبة ما يزيد عن اثني عشر مليار دولار سنوياً، ثم منعت الصين 1.2 مليون سائح صيني من الذهاب إلى استراليا، فحرمتها من ثمانية مليارات أخرى، ومع حلول شهر نوفمبر رفعت الصين التعرفة الجمركية على الخمور الأسترالية بنسبة 212%، وفي ديسمبر منعت الصين واردات الفحم من استراليا.
اقرأ المزيد في الجزء لثالث.
بقلمي: سليمان أبو طافش
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك