مستقبل العلاقات الصينية مع دول الجوار - الجزء الثالث تصميم الصورة وفاء مؤذن |
سنكمل ماتحدثنا عنه في المقال لسابق.
تأثير الردود الصينية على استراليا
بعد كل الإجراءات التي اتخذتها الصين ضد استراليا، انخفضت الاستثمارات الصينية في الصين بنسبة 61%، فخسرت استراليا بذلك مليارات الدولارات، ومن المتوقع أن تتحول الحملة الصينية الاقتصادية على أسترالية إلى |حملةٍ عسكرية|، فالعلاقة بين استراليا والولايات المتحدة ستكون هي السبب الرئيسي وراء الحرب مع الصين، فدائماً ما كانت استراليا حليفاً للولايات المتحدة في جميع الحروب التي خاضتها.
السيناريو المحتمل للحرب القادمة: إذا هاجمت الصين تايوان عسكرياً، فمن المتوقع أن تدافع الولايات المتحدة عن تايوان، وستعتمد بذلك على حلفائها في المنطقة وبخاصةٍ استراليا، فالحرب عملياً ستكون بين الصين وأستراليا، وهذا ما يفسّر مخاوف الاستراليين من هجومٍ صيني على بلادهم، ولعل أفضل وقتٍ بالنسبة للصين لتنفيذ ذلك الهجوم هو في السنوات الستة القادمة، لأن تلك الفترة ستشهد انخفاضاً كبيراً لتواجد |القوات الأمريكية| في تلك المنطقة.
ما الذي سيضعف التواجد الأمريكي في المنطقة
إن القوات الأمريكية العاملة في المحيط الهادي والهندي أصبحت قديمة، وتعود لستينيات القرن الماضي، وتعتزم الولايات المتحدة سحبها واستبدالها بأسلحةٍ حديثة، وتتطلب تلك العملية ما يقرب من ست سنوات، وهذا ما سيجعل التواجد الأمريكي في منطقة مضيق تايوان ضعيفاً جداً خلال السنوات القادمة، وهو ما سيعطي الصين أفضليةً إذا كانت عازمةً على استعادة تايوان بالطرق الحربية.
ما الذي سيتغير في عام 2030؟
هناك سببٌ آخر وراء تحديد فترة ما قبل عام 2030 لتنفيذ الصين لهجومها على تايوان أو على استراليا، فهناك الكثير من |صفقات التسليح| التي تم عقدها من قبل الولايات المتحدة ودول جنوب شرق آسيا، وستصبح الأسلحة الجديدة متوفرةً في تلك المنطقة في عام 2030، ما سيجعل العمل العسكري أصعب على الصين، فإذا أرادت الصين الحرب ففي صالحها أن تقع قبل عام 2030، وإلا فإنها لن تقع أبداً.
صعود الصين إلى متى
من الناحية الاقتصادية، لن تبقى الصين على حالها اقتصادياً، فهي منذ سنة 2007 تتصدّر دول العالم في معدّلات النمو الاقتصادية، ولكن تلك المعدلات تراجعت إلى النصف منذ عام 2017، بينما ارتفعت ديون الصين ثمانية أضعاف، وأصبحت في عام 2019 تتجاوز 300% من الناتج القومي الصيني، ومن المتوقع أن تفقد الصين بحلول عام 2035، أكثر من سبعين مليون شخص في سن العمل، وسيصل هذا الرقم إلى مئتي مليون بحلول عام 2050، أي أن الصين تتحول إلى بلدٍ عجوز.
على الصين إقصاء الاستراليين
كل ذلك يؤكد على أن الصين إذا كانت تنوي القيام بأي عملٍ عسكري في المنطقة فعليها القيام به قبل سنة 2030، وقد ذكر أحد الخبراء الأمريكيين بالعلاقات الدولية، بأن على الصين أن تُخرج استراليا من معادلة المواجهة مع الولايات المتحدة بأي شكلٍ من الأشكال، إذا أرادت الانتصار في تلك المواجهة، وهذا عاملٌ آخر يزيد مخاوف الاستراليين من |هجومٍ صيني| مرتقبٍ عليهم.
كل ما ذكرناه سيسبب تغيّراتٍ كبيرةً في الأسواق العالمية، فسنجد أسهم شركاتٍ تزدهر على حساب شركاتٍ أخرى، وقد يفتح ذلك فرصاً استثماريةً يمكن استغلالها من قبل كثيرين، فإلى أين ستصل الأمور بين الصين والغرب وحلفائهم في المنطقة؟ وهل ستقف روسيا موقف المتفرّج من كلّ ذلك؟ وهل سيغرق العالم في حربٍ عالميةٍ ثالثة؟ ننتظر تعليقاتكم وآراءكم، ومشاركاتكم للمقال مع الآخرين.
بقلمي: سليمان أبو طافش
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك