أضرار المعاصي والإصرار على الذنوب تصميم الصورة ريم أبو فخر |
إذا رأيت الله يتابع عليك نعمه وأنت مقيمٌ على معاصيه
فاحذره فإنما هو استدراج منه يستدرجك به فقال الله : ( ولولا أن يكون الناس أمة واحدة لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم سقفاً من فضة ومعارج عليها يظهرون ولبيوتهم أبواباً وسرراً عليها يتكئون وزخرفاً وإن كل ذلك لما متاع الحياة الدنيا والآخرة عند ربك للمتقين)
ورد الله بقوله : ( فأما الإنسان إذا ماابتلاه ربه فأكرمه ونعمه فيقول ربي أكرمن، وأما إذا ماابتلاه فقتر عليه رزقه فيقول ربي أهانن....)
أي ليس كل من نعّمته ووسّعت عليه رزقه أكون قد أكرمته وليس كل من ابتليته وضيًقت عليه رزقه أكون قد أهنته... بل ابتلي هذا بالنعم وأكرم هذا بالإبتلاء.
وقال النبي:( إن الله يعطي من يحب ومن لايحب ولايعطي الإيمان إلا من يحب)
وقال بعض السلف :( ربّ مستدرج بنعم الله عليه وهولايعلم وربّ مفتون بثناء الناس عليه وهو لايعلم وربّ مغرور بستر الله عليه وهو لايعلم)
الذنوب والمعاصي ضررٌ لأصحابها
ولاشك أن ضررها في القلوب كضرر السّموم في الأبدان على اختلاف درجاتها في الضرر وهل في الدنيا والآخرة شر وداء إلا سببه الذنوب والمعاصي ؟
فما الذي أخرج الأبوين من| الجنة |دار اللذة والسرور إلى دار الآلام والأحزان؟
ومالذي أخرج إبليس من ملكوت السموات وطرده وما الذي أغرق أهل الأرض كلهم حتى علا الماء فوق رؤوس الجبال
ومالذي سلط الريح العقيم على| قوم عاد| حتى ألقتهم موتى على وجه الأرض كأنهم أعجاز نخل خاوية ودمرت مامرت عليه من ديارهم وحروثهم وزروعهم ودوابهم حتى صاروا عبرة للأمم إلى يوم القيامة؟
وما الذي أرسل على قوم ثمود الصيحة حتى قطعت قلوبهم في أجوافهم وماتوا عن آخرهم ؟
ومالذي رفع قرى اللوطيّة حتى سمعت الملائكة نبيح كلابهم ثم قلبها عليهم فجعل عاليها سافلها فأهلكهم جميعا ثم اتبعهم حجارة من سجيل أمطرها عليهم، فجمع عليهم من العقوبة مالم يجمعه على أمة غيرهم ،ولإخوانهم أمثالها، وماهي من الظالمين ببعيد؟
ومالذي أرسل على قوم شعيب سحاب العذاب كالظلل فلما صار فوق رؤسهم أمطر عليهم ناراً تلظى؟
ومالذي أغرق |فرعون| وقومه في البحر ثم نقلت أرواحهم إلى جهنم فالأجساد للغرق والأرواح للحرق؟
ومالذي خسف |قارون| وداره وماله وأهله ؟
ومالذي أهلك القرون من بعد نوح بأنواع العقوبات ودمرها تدميراً؟
ومالذي أهلك قوم صاحب يس "حبيب النجار" بالصيحة حتى خمدوا عن آخرهم؟
ومالذي بعث على| بني إسرائيل |قوماً أولي بأسٍ شديد فجاسوا خلال الديار وقتلوا الرجال وسبوا الذراري والنساء وأحرقوا الديار ونهبوا الأموال ثم بعثهم عليهم مرة ثانية فأهلكوا ماقدروا عليه وتبروا ماعلوا تتبيراً
ومالذي سلط عليهم أنواع العذاب والعقوبات قال الله ( ليبعثن عليهم إلى يوم القيامة من يسومهم سوء العذاب )
بقلم محمد عيسى جمعه
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك