المرأة في ظل الإسلام وأهمية دورها ومكانتها في الأسرة والمجتمع -الجزء الثاني- تصميم الصورة :وفاء المؤذن |
حرص الإسلام على الاهتمام بالمرأة وعمل على تكربمها ورعايتها في جميع أحوالها
فكرَّمها كأم
قال صلى الله عليه وسلم حين سأله رجل : (من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال أمك، قال ثم من؟ قال أمك ، قال ثم من؟ قال آمك......)
نعم قالها عليه الصلاة والسلام ثلاثاً ، ليس تقليلاً من شأن الأب ، ولكن للدلالة والتأكيد على عظم مكانتها ورفعاً لشأنها ، وإظهاراً لأهمية دورها واعترافاً بفضلها.
وكرمها كإبنة : فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخلت ابنته فاطمة إلى مجلسه ، قام ورحب بها ، وقبلها و أجلسها مكانه.
كما كرم الإسلام المرأة كزوجة
فقدكان النبي الكريم يسابق زوجته عائشة، ويرفه عنها ويعامل زوجاته بلطف، ويهتم لشؤونهن ، و يحرص على رعايتهن ، وإدخال السرور إلى قلوبهن، قال عليه الصلاة والسلام : (النساء شقائق الرجال ما أكرمهن إلا كريم ، وما أهانهن إلا لئيم)
وكرَّمها كحفيدة
فكان النبي الكريم يؤم الناس بالصلاة وهو حامل حفيدته أمامة بنت العاص، بنت ابنته زينب رضي الله عنهما ، فيحملها إذا قام ، ويضعها في ركوعه وسجوده
إثبات المرأة لدورها الفعَّال في المجتمع والأسرة
وقد أثبتت المرأة وجودها، وأثبتت أنها جديرة بالمكانة التي أولاها لها الإسلام ، وأسهمت بشكل كبير فعال في بناء وتطوير المجتمع، فهي الأم والزوجة والأبنة والأخت والمربية والمقاتلة وصار لها حقوق في الإرث ، ولها رأي في الزواج وفي الطلاق ، وصار لموافقتها دور كبير في إتمام زواجها، ولها الحق في القبول أو الرفض، بل هو أحد شروطه وأركانه.
(قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : البنت تستأذن ، والأيم تستأمر)
وقد رافقت المرأة الرجال في المعارك فكانت تسقي الجرحى وتداوي المرضى وتشارك في رواية الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وصار لها صوتها المسموع ، ورأيها في المسائل العائلية والأمور الأسرية، وصارت تبيع وتشتري وتمتهن التجارة ، وتملك المال وترث وتورِّث وتوصي لأبنائها ويوصى لها ، ولها الحق في التعلم والتعليم ، وصار من حقها أن تستشار ، وأن يؤخذ برأيها في الأمور الحياتية .
أهمية دور المرأة في بناء الأسرة
وقد طالب الإسلام الرجل ، باختيار الزوجة الصالحة ، مبرزاً أهمية دورها في الأسرة كلها ودورها الفعال في |تريية الأبناء|، فهي من يقوم على رعايتهم ، وغرس القيم والمبادئ والفضيلة والدين في نفوسهم ، ولا يخفى دورها كزوجة فاضلة تأخذ بيد زوجها ، وتعينه في أمور دينه ودنياه .
قال عليه الصلاة والسلام (تنكح المراة لأربع لمالها ، أو لجمالها أو لحسبها، أو لدينها فاظفر بذات الدبن تربت يداك)
هل نجحت المرأة في إثبات وجودها ودورها؟
وقد نجحت المرأة بإبراز جدارتها بالمكانة السامية التي أولاها لها الإسلام، من خلال ما وصلت إليه من أثبات للذات، وتأكيد لأهمية دورها ووجودها وتفوقها وإسهامها بشكل فعال وكبير في مساندة الرجل ، في سائر مجالات الحياة في العلم والعمل والتعليم والطب وغيرها ، فصارت معلمة وطبيبة ومهندسة وعالمة ومعلمة وشاعرة وأديبة إضافة لمهمتها الأهم في الحياة ، بالأمومة وبتربية الأبناء وغرس الفضيلة وترسيخ المبادئ القويمة وحسن الخلق في نفوسهم ، وبناء الأجيال الصالحة
هدى الزعبي
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك