التحلي بالفضائل.. والتخلي عن الرذائل - محمد جمعة

التحلي بالفضائل.. والتخلي عن الرذائل 
تصميم الصورة رزان الحموي 

قال الله تعالى : ( تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لايريدون علواً في الأرض ولافساداً والعاقبة للمتقين) 

قال أبو ذر رضي الله عنه : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم:

( اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن)

أخي الحبيب وأختي الفاضلة: إذا عملتم سيئة فأتبعوها بحسنة 

قيل يارسول الله .. لاإله إلا الله من الحسنات ؟ فقال : هي من أكبر الحسنات.

إن الإنسان في هذه الحياة لايكون مؤمناً كاملاً، حتى يتخلق بالأخلاق الفاضلة ، ويتحلى بها وحتى يتجنب |الأخلاق| السيئة ويتخلى عن كل رذيلة

قال رسول الله: ( إن العبد ليبلغ بحسن خلقه عظيم درجات الآخرة وشرف المنازل ، وإنه لضيف العبادة ، وإنه ليبلغ بسوء خلقه أسفل درجة في جهنم)

وسئل النبي عن أكثر مايدخل الناس الجنة ؟ فقال: ( تقوى الله وحسن الخلق)

وسئل عن أكثر مايدخل الناس ؟ فقال : ( الفم والفرج )

الأخلاق أساس قيام الحضارات الإنسانية 

فيها صلاح حياة الفرد واستقامة نظام المجتمع

 لذلك هناك رواية تقول (عامل الناس كما تحب أن تعامل )

 عاملهم بالرحمة والعطف واللين والتواضع والمحبة والكرم و|الإحسان| والعفو والصفح كي يحبك ربك ويرحمك ويعطف عليك ويجعلك من خواصه 

قال عقبة بن عامر الجهني قال لي رسول الله ... ياعقبة ألا أخبرك بأفضل أخلاق أهل الدنيا والآخرة

( تصل من قطعك وتعطي من حرمك ، وتعفو عمن ظلمك ) وفي رواية : تصفح عمن شتمك 

ومن حسن الخلق:

 بشاشة الوجه والتودد إلى الناس وكف الأذى عنهم .

فرحم الله إنسانا تكلم خيرا فغنم، أو سكت عن شر فسلم 

لذلك يقول الله في القرآن: ( لاخير في كثير من نجواهم ، إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس، ومن يفعل ذلك ابتغاء |مرضاة الله| فسوف نؤتيه أجرا عظيما).

فمن أراد السلامة فليحفظ مايجري به لسانه 

فمن انقطع إلى الله كفاه الله كل مؤنة، ومن انقطع إلى الدنيا وكّله الله إليها ، ومن حاول أمراً بمعصية الله كان أبعد له مما رجا ، وأقرب له مما اتقى 

ومن طلب محامد الناس بمعاصي الله، عاد حامده منهم ذاماً ، ومن أرضى الناس بسخط الله وكله الله إليهم، ومن أرضى الله بسخط الناس كفاه الله شرهم

ومن أحسن فيما بينه وبين الله كفاه الله فيما بينه وبين الناس، ومن أحسن سريرته أصلح الله له علانيته، ومن عمل لآخرته كفاه الله أمر دنياه.

أحبابي الكرام:

 أحفظوا ألسنتكم وأخيفوا قلوبكم، وجاهدوا أنفسكم وأخلصوا إيمانكم، وأنصحوا إخوانكم وغضوا أبصاركم، واحفظوا فروجكم وكفوا أيديكم ، وتصدقوا من أموالكم وأصلحوا ذات بينكم، ولاتحاسدوا فتذهب حسناتكم ولاتنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم، ولاتنابزوا بالألقاب ولايغتب بعضكم بعضا فتهلكوا.

فإذا فعلتم ذلك وتحليتم بالفضائل وتخليتم عن الرذائل دخلتم جنة ربكم بسلام.

            بقلم محمد عيسى جمعه