هل للطيور والحيوانات لغة تتفاهم بها تصميم الصورة وفاء مؤذن |
تنتظم جميع الكائنات والمخلوقات ضمن زمر وجماعات ،تعيش في بيوت وأوكار وكهوف وجحور وأعشاش وغيرها
وتعيش تلك الكائنات بمختلف أنواعها البرية والبحرية والجوية، من طيور وزواحف وأسماك وحشرات ،حياة أسرية كاملة ،فتتزاوج وتلد وترضع صغارها وتحمي أفرادها.
قال الله تعالى:
(وما من دابةٍ في الأرض ولا في السماء ، ولا طائرٍ يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم)
ولكن يبقى السؤال كيف تتواصل هذه الكائنات مع بعضها ؟ هل لها لغة تجمعها؟ وتكون صلة الوصل بينها
فأما الانسان فلغته التي يتواصل بها مع غيره من البشر على اختلاف جنسياتهم معروفة ،وهي الكلام ، ولكن ماذا بشأن| الحيوانات| والطيور وغيرها؟
هل لها لغة تتفاهم بها مع بعضها؟
وهل الأصوات التي تصدرها لها علاقة باللغة ؟
والتي نفسرها نحن البشر على أنها مجرد أصوات خاصة بكل نوع ، كالصفير والنقيق والهديل والزقزقة والصهيل والثغاء والعواء وغيرها الكثير الكثير من الأصوات .
في الحقيقة أن| القرآن الكريم |، جاء ليؤكد ويوضح تلك الحقيقة ،على لسان نبيه سليمان الذي منحه الله تعالى ميزة التخاطب مع الحيوانات، وعلّمه فهم لغاتها قال الله تعالى :
(وحشر لسليمان جنوده من الجن والإنس والطير فهم يوزعون ،حتى إذا أتوا على واد النمل، قالت نملة يأيها النمل ادخلوا مساكنكم، لا يحطمنكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون....)
تلك المخلوقة الصغيرة الضعيفة ، التي لا نسمع لها صوتاً، تدرك وجود خطر كبير يحيق بها وبقومها فتنبههم بل وتحذرهم منه
مما يؤكد أن للنمل لغة تتواصل بها مع بني قومها...
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا :
هل توصل العلم الحديث إلى فهم لغات المخلوقات والكائنات غير البشرية على اختلاف أنواعها وأشكالها؟
والجواب: أنه بالرغم من| التطور العلمي| المذهل وعلى الرغم مما حققه العلم من تقدم ،وبرغم جميع المحاولات والدراسات والبحوث الواسعة التي أجريت لدراسة علوم اللغات ومحاولة معرفة طبيعتها.
إلا أنها لم تتوصل بعد إلى الشكل الذي يقودنا إلى تفسير وفهم علم الأصوات ،وبقيت لغة الحيوانات وأصواتها مبهمة غامضة ،ولم يتم التعرف على ماهيتها حتى اليوم.
ولكن يبقى من المؤكد وجود لغة تخاطبٍ بينها
وفي قصة سليمان مع جنوده ،التي ورد ذكرها في القرآن الكريم ،اثبات واضح وجلي يعزز فكرة وجود اللغات عند الحيوانات
قال الله تعالى في محكم تنزيله :
(وتفقد الطير فقال مالي لا أرى الهدهد ، أم كان من الغائبين؟ لأعذبنه عذاباً شديداً أو ليأتيني بسلطان مبين ،فمكث غير بعيد فقال :أحطت بما لم تحط به ،وجئتك من سبأ بنبأ الله يقين)
جميع المخلوقات تسبح الله تعالى
وما جاء في كلام الله تعالى في القرآن الكريم يثبت بأن جميع المخلوقات تسبِّح الله تعالى بلغاتها الخاصة بها، ولكننا نحن البشر لا نفقه قولها وتسبيحها ،قال تعالى في كتابه العزيز :
(يا جبال أوبي معه والطير.....)
هذه الآية الكريمة تثبت أن الجبال تسبح الله تعالى ،ككل المخلوقات
فالجماد، والحيوانات ،ومنها الطيور تسبِّح الله بلغاتها الخاصة بها فسبحان الله العظيم وتَمَجِّد ذِكْرُهُ سبحانه وتعالى بلغاتها الخاصة بها
مدلولات فهم الأصوات ونتائجه :
وتبقى المحاولات والأبحاث مستمرة لتفسيرها هذا وإن التوصل لمعرفة طبيعة أصوات الطيور والحيوانات ،وفهم مدلولاتها ،سيحدث ثورة كبيرة في كشف وتبديد الكثير من الغموض الذي يكتنف عالم تلك الكائنات، والذي سيكشف اسراراً كثيرة عن عالم الحيوانات والطيور وسائر المخلوقات ، وسيساهم في اكتشاف خبايا وأسرار كثيرة عن أنظمة حياتها ،ومن المؤكد بأنها ستصب كلها في مصلحة الإنسان وفائدته ومنفعته ، فالله تعالى خلق كل هذا الكون وسخَّره لخدمة الانسان.
فسبحان الذي خلق كل شيء وأحسن خلقه وتبارك الذي سخر لنا كل هذا الكون بكافة مخلوقاته من أجل راحتنا وسعادتنا ومنفعتنا .
والحمد لله رب العالمين.
هدى الزعبي
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك