قل لي من تصاحب تصميم الصورة رزان الحموي |
إختيار الأصدقاء
قال الله تعالى : ( ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين)
وقال تعالى ( الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين ، ياعباد لاخوف عليكم اليوم ولاأنتم تحزنون )
وقال رسول الله :( إنما مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير فحامل المسك إما أن يحذيك " أي يعطيك " وإما أن تبتاع منه وإما أن تجد منه ريحاً طيبة
ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك ، وإما أن تجد منه ريحاً خبيثة)
قضت الحكمة الإلهية أن تتأثر النفوس بمن حولها وتتجانس بطبائع من تجالسها وتخالطها وتصاحبها وتصادقها ، فإن كان من حولك أناساً سمت أخلاقهم وكرمت نفوسهم وطبائعهم وصفت سرائرهم وحسنت معاشرتهم كنت أنت كذلك سامي الخلق جميل الطبع صافي السريرة
وإذا أحاطك أناس مجرمون لاسمح الله وقدر و|أصدقاء| غشاشون كذابون فاعلم أن المرء على خطر عظيم
فالمؤمن الصادق في إيمانه التقي الغيور على شرفه وكرامته هو الذي يبحث عن النفوس الطيبة والسرائر النقية فيصادقها ويعاشرها قال رسول الله :( لاتصاحب إلامؤمنا ولايأكل طعامك إلا تقي )
على الإنسان أن يختار الصديق الوفي والتقي الذي ينفع .
والمرء منا لايستطيع اعتزال الناس جميعاً فهو مضطر إلى العمل وله فيه زملاء ومضطر للسكن فيكون له جيران ومحتاج للسفر فهو يحتاج للتعامل مع الآخرين فلامفر له من التعارف والإختلاط والصحبة والصداقة
فلايصح أن يصاحب الإنسان كل من يصادفه ويصادق كل من يلقاه فليس كل مخلوق يصلح لصحبته بل الواجب إختيار الأصدقاء وانتقاء الأصحاب ، والبحث عن تدينهم وخلقهم والتنقيب عن معاملتهم فعلينا أن ندقق في مصاحبة البشر .
إن أكثر الناس اليوم غلب عليهم الجهل وترك الدين وتسلطت عليهم الشهوات والملذات المحرمة حتى أعلنوا بها وجاهروا فكيف نندفع في صحبة لانفع فيها؟
كيف ننساق مع صداقة لاتزيدنا علماً ولاتديناً ولاتهذيباً .
كل إنسان عرف بحماقته بين الناس لاتصاحبه وكل من اشتهر بفجوره فإن طبعك يسرق من طبعه وروحك تتأثر بروحه فتصبح مثله فلاتصاحبه ابدا وابتعد عنه وتجنب المجالس التي يكون فيها السهرات الليلية والحفلات الخلاعية التي يتبارى فيها الجالسون في تصيد النساء
ثم تجنب المحافل التي يظهر فيها| الإلحاد| والفساد لكيلا يصيبك نفحة منه وابتعد عمن انغمس في اللهو واللعب غير المباح حتى ماتت نفسه وضاع شرفه وفقد رجولته فاندفع ماجناً لايراقب ربا ولايخشى عقاباً
( ياأيها الذين آمنوا لاتتولوا قوماً غضب الله عليهم ، قد يئسوا من الآخرة ، كما يئس الكفار من أصحاب القبور).
وكذلك الفتيات أقول لهن انتبهي أختاه ممن تصاحبي ففتشي على أصحاب التقى والإيمان والغيورة على سمعتك لكوني مثلهن ويصيبك من نفحاتهن الطيبة.
بقلم محمد عيسى جمعه
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك